صحافة إسرائيلية

اختيار رئيس جديد لـ"الشاباك" يعود لإثارة الخلافات في "إسرائيل"

تجاذب داخلي بين مرشحين اثنين لم يتم الكشف عن اسميهما بشكل كامل- جيتي

كشف خبير عسكري إسرائيلي عن خلافات داخلية شديدة حول تسمية رئيس جديد لجهاز الأمن العام "الشاباك"، خلفا لـ"نداف أرغمان"، وهو الملف الذي عصف بالمؤسسة الأمنية أواخر حكم بنيامين نتنياهو.

 

وقال نير دفوري، في تقرير نشره موقع "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21"، إن رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، سيتخذ قراره بهذا الشأن هذا الأسبوع، حيث أجرى سلسلة مشاورات شاملة ومتعمقة في الأسابيع الأخيرة شملت كبار أعضاء المؤسسة العسكرية والأمنية.


وأضاف "دفوري" أن "بينيت استعرض عدة مرشحين لهذا الموقع الحساس، وأجرى سلسلة من المشاورات مع كبار من أعضاء المؤسسة الدفاعية، من الحاليين والسابقين، بما في ذلك كبار مسؤولي جهاز الأمن العام المنخرطين في أنشطته، بهدف تعيين المرشح الأنسب للمنصب، تزامنا مع نهاية ولاية أرغمان". 


وأكد أنه "في السباق على رئاسة الشاباك، هناك مرشحان قويان، يأتي كل منهما من محور مختلف في دائرة الأمن العام، مع العلم أن هذا السباق يحصل فيما تواجه المنظومة الأمنية الإسرائيلية سلسلة من التحديات أمام رئيس جهاز الأمن العام القادم، وتغييرات سريعة في التهديدات الداخلية والخارجية.. وتغيير القيادة ليس فقط في إسرائيل، ولكن ربما أيضًا في السلطة الفلسطينية، ويزداد ذلك خطورة لأن رئيس الشاباك يقوم بمعظم واجباته على المحور العملياتي". 


وأوضح أن "أحد المرشحين هو "ر"، الذي شغل منصب قائد الوحدات التنفيذية، ثم رئيس قسم المقر، وبات يصنف على أنه الرجل رقم 3 في الجهاز، والمسؤول عن بناء الطاقة والمشتريات التكنولوجية، والآن هو نائب أرغمان، وبنى معه طوال هذه السنوات علاقة جيدة ووثيقة".

 

اقرأ أيضا: غانتس: تقوية السلطة يضعف حماس وهذا من مصلحتنا


وأشار إلى أن "المرشح الثاني هو "ي"، الذي يتمتع بماضٍ ثري من حيث الأماكن التي قضاها في خدمة الأمن العام، ونشأ في القطاع العربي الكلاسيكي، منسق الاستخبارات، ولعب دورا مهما في تشكيل القادة، والمساهمة بتحليل استخبارات الجهاز، ولديه توجه بإيجاد علاقة بين التكنولوجيا والفضاء، كما أنه ترأس المنطقة الجنوبية التي تتعامل مع غزة وسيناء".


وأوضح أنه "في حزيران/ يونيو الماضي، ومع تولي بينيت منصب رئيس الوزراء، طلب من أرغمان 61 عاما، تمديد فترة ولايته مرة أخرى حتى أكتوبر في ظل المرحلة الانتقالية التي تشهدها إسرائيل، وقد أمضى في منصبه هذا قرابة الخمس سنوات، ويُوصف بكونه علمانياً بعكس المتدينين من بعض رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهو حاصل على البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وتقلد عدة مناصب ومسؤوليات أمنية منذ 1978". 


وأكد أن "أرغمان عين قائدا لفريق في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية (سييرت متكال) ما جعله قادراً على المشاركة في عمليات قتالية حساسة أثناء حرب لبنان 1982، ثم جُنِّد في الشاباك عام 1983، وأدى فيه أدواراً خلال الانتفاضة الأولى، ثم ترقى داخله حتى تولى عدة وظائف تنفيذية وميدانية، منها رئاسته لقسم العمليات بين 2003 و2007، ووافق على معظم الاغتيالات آنذاك، ونفذ مهام أمنية وعملياتية داخل مناطق فلسطينية انطلق منها فدائيون".


وأشار الكاتب إلى أن "أرغمان عمل بعدها مندوبا للجهاز في الولايات المتحدة لـ4 أعوام، شغل خلالها إدارة العلاقة بين الشاباك ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، خاصة في ما يتعلق بتبادل المعلومات وتنسيق العمليات المشتركة في مكافحة "الإرهاب"، ثم عين نائباً لرئيس الجهاز عام 2011، وفي 2014 ضمه الشاباك للجنة الطاقة الذرية، ثم عينه نتنياهو في 2016 رئيساً للشاباك خلفاً ليورام كوهين، ليكون أول رئيس للجهاز متخصص في العمليات والاستخبارات التكنولوجية".


وفي وقت سابق، "كشفت أوساط أمنية إسرائيلية، وقبل خسارة بنيامين نتنياهو لموقعه رئيسا للحكومة، أنه كان يميل لتعيين رئيس مجلس الأمن القومي السابق مائير بن شبات رئيسا للشاباك، ما أثار موجة غضب واسعة في الجهاز، لأن ذلك التعيين لم يكن انطلاقا من أسباب مهنية، بل شخصية وحزبية، وبعد مغادرة نتنياهو للحلبة السياسية تم إفساح المجال لهذين المرشحين لقيادة الجهاز".