سياسة دولية

الغارديان: الإعلام يهاجم بايدن بسبب انسحابه من أفغانستان

الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر أنه محق في قرار سحب قوات بلاده من أفغانستان (الأناضول)

انتقدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الحملة الإعلامية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد قراره بالانسحاب الكامل من أفغانستان، داعية الرئيس بايدن إلى مواجهة هذه الحملة بشجاعة.

جاء ذلك في مقال رأي، نشرته الصحيفة اليوم، لبهاسكار سونكارا بعنوان: "وسائل الإعلام تنتقد بايدن بشأن أفغانستان.. لكنه يجب أن يتصدى لهم بحزم".
 
يقول الكاتب إنه عندما قال جو بايدن إنه كان ينهي انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هذا الشهر، تماشياً مع الخطط التي وضعتها إدارة ترامب، كان رد الصحافة التقليدية عدائيا. وبعد سيطرة طالبان على البلاد، ازداد العداء.

وأضاف: إنه خلال سنوات إدارة ترامب، قدمت صحف أمريكية مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" نفسها على أنها الدفاعات الأخيرة للحرية ضد "الاستبداد الزاحف".

لكن رغم كل هذا الحديث عن "الدفاع عن الحرية"، فإن وسائل الإعلام الشعبية لديها "تاريخ في الدفاع الانعكاسي عن العسكرة والتدخلات والاحتلالات الأجنبية" بحسب سونكارا. 

وقال الكاتب: "بايدن، الذي تجرأ على الوفاء بوعد حملته وإنهاء أطول حرب في أمريكا، يكتشف ذلك بالطريقة الصعبة".

وتابع الكاتب انتقاده لبعض وسائل الإعلام الأمريكية باستشهاده بما قاله إيريك ليفيتز في مجلة "نيويورك تايمز"، بأن وسائل الإعلام أحدثت رد فعل عنيف ضد بايدن، حيث وصفت وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز الانسحاب بأنه "إخفاق مذل". 

وقال سونكارا: "بالنسبة لهيئة تحرير نيويورك تايمز، يوصف احتلال أفغانستان لمدة عقدين بأنه مشروع بناء دولة يعكس الإيمان الأمريكي الراسخ بقيم الحرية والديمقراطية".

ويشير إلى أن أساس الرواية الإعلامية السائدة هو ترديدها لصدى ما يقوله "ما يسمى بالخبراء في أفغانستان"، بحسب وصفه، مثل السفير السابق ريان كروكر، الذي تمنى في مقال رأي آخر في الصحيفة نفسها أنه بدلاً من الانهيار بعد عقدين من الزمن، لربما كان يجب أن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان لأكثر من نصف قرن، كما فعلت أمريكا في شبه الجزيرة الكورية.

ويقول الكاتب إنه وكما يشير الكاتب جيت هير، فإن الوضع الراهن لم تكن تكلفته عادية بالنسبة للأفغان العاديين. إذ أن "الرقم المأساوي لأكثر من 2000 جندي أمريكي قتلوا في البلاد ضئيل مقارنة بأكثر من 200 ألف أفغاني قتلوا منذ عام 2001".

ويضيف سونكارا: "إن وسائل الإعلام هذه تجاهلت الفوضى المتصاعدة لسنوات، للتركيز عليها لاحقا فقط كوسيلة لانتقاد بايدن. ويقول إنهم تجاهلوا دورهم في التشجيع على "حرب على الإرهاب" كانت "مضللة" وألقوا باللوم في "عقدين من الغطرسة الإمبريالية على الرئيس الذي أوفى أخيرا بوعوده بمغادرة البلاد ضد رغبات البعض في حزبه".

ويضيف: إن ما يكمن وراء معظم هذا النهج هو "إخلاص وسائل الإعلام السائدة لإجماع ما يسمى بالخبراء". 

ويقول إن وسائل الإعلام هذه "تضع آراء مسؤولي المخابرات والجيش السابقين في مرتبة أعلى من آراء الرئيس المنتخب ديمقراطياً من قبل 81.3 مليون شخص ويتبع سياسة يدعمها 70 في المئة من الأمريكيين".

وختم الكاتب مقاله بالقول: "إن جو بايدن فعل شيئا جيدا ووسائل الإعلام تريد قتله بسبب ذلك".

ويضيف: "يجب أن يرد على ازدرائهم ويدافع عن أفعاله أمام الشعب الأمريكي"، على حد تعبيره.

ومنذ أيار (مايو) الماضي، شرعت "طالبان" بتوسيع سيطرتها في أفغانستان، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله غدا الثلاثاء 31 أغسطس/ آب الجاري.

وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات.

وأعلنت الحركة العفو العام عن موظفي الدولة، ودعت النساء إلى المشاركة بحكومتها المرتقبة، وتعهدت بألا تكون الأراضي الأفغانية منطلقا للإضرار بأي دولة أخرى.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة، في أيلول (سبتمبر) من ذلك العام.

 

إقرأ أيضا: إطلاق 5 صواريخ على مطار كابول.. ومواصلة الإجلاء