سياسة تركية

هل يترك كارامولا أوغلو زعامة حزب "السعادة" التركي؟

برزت خلافات داخل "السعادة" قد تؤثر على مستقبل الحزب داخل تحالف المعارضة- الأناضول

خرجت بعض الادعاءات بأن تمل كارامولا أوغلو، زعيم حزب السعادة في تركيا، قرر تقديم استقالته وترك منصبه بعد التوترات التي برزت مؤخرا، وهو ما نفاه الحزب.

 

وردا على هذه المزاعم، قال حزب السعادة، في بيان، إن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

 

وقال الناطق باسم "السعادة"، بيرول آيدن، إن إسهامات الحزب في المصالحة الاجتماعية والديمقراطية والسياسة ذات أهمية بالغة في مستقبل تركيا، مشيرا إلى أن "السبب الرئيس وراء حملات التشهير والأخبار الكذابة ضد الحزب نابع من الانزعاج من ذلك الفهم الذي يدافع عن المصالحة، والقانون ضد الفوضى، والعدالة ضد الظلم"، على حد وصفه.

 

إلا أن هذه المزاعم -التي جرى تداولها مؤخرا في بعض الأوساط- لها ارتباط بالخلافات التي برزت على السطح، بعد تصريحات أطلقها رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للحزب أوغوزخان أصل تورك، بشأن التحالف مع "تحالف الجمهور"، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية.

 

وقالت صحيفة "يني شفق" في تقرير للكاتب بولنت أوراك أوغلو، وترجمته "عربي21"، إن السبب الرئيس وراء خروج هذه الادعاءات هو تغيب كارامولا أوغلو عن المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحزب، الذي يتم فيه تقييم القضايا المدرجة على جدول الأعمال.

 

اقرأ أيضا: خلافات في حزب "السعادة" التركي.. ماذا سيكسب حزب أردوغان؟
 

وأشارت إلى أنه من المعروف اتخاذ رئيس المجلس الاستشاري الأعلى أوغوزخان أصل تورك حملته ضد الإدارة الحالية للحزب، ببيان أصدره، مكون من 53 نقطة.

 

وانتقد المسؤول التركي موقف حزبه القائم على المعارضة المتواصلة للحكومة التركية التي يشكلها حزب العدالة والتنمية، ما أدى إلى تراجع المؤيدين لحزب السعادة بشكل كبير، قائلا: "بسبب تقلص هذا الدعم، لم نتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان أو ممثلين من المدن التي حصلنا على أصوات كافية فيها، رغم عدم تطبيق العتبة الانتخابية نتيجة التحالف الانتخابي".

 

وأضاف في تغريداته التي نشرها الشهر الماضي، أنه "بالقرارات التي سنتخذها في المؤتمر العام القادم، سيصبح حزب السعادة قادرا على الدفاع عن قيمه التي تأسس عليها".

 

وأكدت "يني شفق"، أن مبادرة أصل تورك، التي شاركها بـ53 تغريدة، كان لها تأثير مزلزل على قيادة حزب السعادة.

 

ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يعقد المؤتمر العادي، الذي سينتخب زعيما جديدا لحزب السعادة، بحلول نهاية العام الجاري.

 

وأشارت إلى أن الحديث يجري الآن بأن كارامولا أوغلو، رئيس الحزب، لن يكون مرشحا في المؤتمر المقبل.

 

وأضافت أن هناك تأكيدات بأن قيادة الحزب الجديدة المرتقبة لن تكون في "تحالف الأمة"، الذي يشمل حزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد، والشعوب الديمقراطي.

 

وكان مراقبون أتراك تحدثوا سابقا عن أن هناك انزعاجا كبيرا من قواعد حزب السعادة، بالتواجد على نفس الجانب مع حزب الشعب الجمهوري، والشعوب الديمقراطي الكردي.

 

أصل تورك إلى جانب أردوغان وبهتشلي في قبرص التركية

 

اللافت أن أصل تورك كان ضمن الوفد المرافق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارته لقبرص، التي جاءت في ذكرى العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في الجزيرة عام 1974.

 

وقالت "يني شفق"، إن زعيم الحركة القومية، دولت بهتشلي، وهو ينزل من الطائرة في قبرص التركية، وبجانبه أصل تورك، يعد أمرا مهما بلا شك لتحالف الجمهور وانتخابات عام 2023.

 

 

اقرأ أيضا: حراك داخلي بتركيا.. وأردوغان يسعى لاستقطاب حزب "السعادة"
 

وأضافت أن هذا التحالف يعد تطورا جيدا من شأنه أن يتخلص من سياسات الفوضى التي وضعتها القوى الاستعمارية من خلال أحزاب المعارضة في تركيا، والتي تهيمن عليها.

 

وشددت على أن اللقاء الثاني بين أردوغان وأصل تورك، في نيسان/ أبريل الماضي، كان خطوة مهمة من أجل تركيا والتحالف، مشيرة إلى أن حزب السعادة بقيادة كارامولا أوغلو قد انحرف بعيدا عن سياسة نجم الدين أربكان، والتي أسسها في "ميللي غوروش"، وأصبح داعما لـ"تحالف الأمة"، الذي يضم حزب الشعوب الديمقراطي، المتهم بدعم منظمة العمال الكردستانية.