حقوق وحريات

تحركات لمواجهة رسائل التحرش على مواقع التواصل الاجتماعي

تعهد الرؤساء التنفيذيون في كل من فيسبوك وغوغل وتيك توك وتويتر بتركيز العمل على الحد من الإساءات عبر الإنترنت- جيتي

اتخذت نساء بارزات خطوات مكثفة للعمل على مواجهة رسائل التحرش على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تعهد الرؤساء التنفيذيون في كل من فيسبوك وغوغل وتيك توك وتويتر، بتركيز العمل على الحد من الإساءات عبر الإنترنت.

 

ووقّع عدد من النساء البارزات رسالة مفتوحة، تطالب باتخاذ إجراءات حقيقية للتصدي للإساءات التي ترتكب بحق النساء عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان من بين الموقعات على هذه الرسالة رئيسة الوزراء الأسترالية السابقة، جوليا جيلارد، ولاعبة التنس الأمريكية السابقة، بيلي جين كينغ، والممثلتان البريطانيتان، ثانديوي نيوتن وإيما واتسون، ونشرت على منصة (جيل المساواة) التابعة للأمم المتحدة.

وقالت جيلارد لبي بي سي: "عندما كنت رئيسة وزراء أستراليا، مثلي مثل نساء أخريات يعملن في المجال العام، كنت أتلقى بانتظام عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل قبيحة فيها تمييز من ناحية الجندر، بما في ذلك تداول رسوم كرتون إباحية".

وأضافت أن الأمر جعلها "غاضبة ومحبطة؛ لأن المرأة لا تزال تواجه مثل هذا النوع من الإساءة".

وجهت الرسالة إلى الرؤساء التنفيذيين في كل من فيسبوك وغوغل وتيك توك وتويتر، وطلبت منهم "إعطاء الأولوية بشكل عاجل لضمان سلامة النساء على هذه المنصات".

 

 وردا على ذلك، قال رؤساء منصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ إنهم سيلتزمون بتحسين أنظمة الإبلاغ عن الإساءات، وإتاحة للمستخدم تصفية ما يمكن أن يراه والأشخاص الذين يمكن له التفاعل معهم عبر الإنترنت.

ورغم ذلك، عبر نشطاء عن مخاوفهم من أن هذه الالتزامات لم تعد كافية.

تقول لوسينا دي ميكو، المؤسسة المشاركة لمنصة (ShePersisted Global)، التي تتصدى للهجمات عبر الإنترنت التي تستهدف النساء: "توفّر مثل هذه التصريحات فرصة جيدة للدعاية لشركات التقنية هذه، لكنها ليست تصريحات حقيقية".

"إنهم لا يعرضون الإشراف على المحتوى أو تفضيلات الخوارزميات التي ستكافئ السلوك السيئ. فحتى الآن، لا نزال نلقي العبء على النساء".

 

وجاء في الرسالة: "الإنترنت هو بمنزلة المركز في القرن الحادي والعشرين. إنه المكان الذي تدور فيه النقاشات، وتُبنى عبره المجتمعات، وتُباع المنتجات وتُبنى من خلاله السمعة. لكن بسبب حجم الإساءة عبر الإنترنت، فإن هذه الساحات الرقمية ليست آمنة بالنسبة لعدد كبير جدا من النساء. ويعد هذا تهديدا للتقدم في مجال المساواة الجندرية".

وأشارت الرسالة أيضا إلى دراسة أجريت عام 2020 شملت أكثر من 4000 امرأة أجرتها وحدة تابعة للإيكونومست، التي وجدت أن 38 بالمئة من النساء، من 51 دولة، تعرضن لتجربة مباشرة من التخويف عبر الإنترنت.

وتؤكد الدراسة أيضا أن الفئات المهمشة والنساء السود والآسيويات والنساء في أمريكا اللاتينية والنساء مختلطات الأعراق، يتعرضن لأسوأ أشكال الإساءة عبر الإنترنت.

ويوم الأربعاء، أعلن فيسبوك أيضا عن إطلاق (مركز أمان المرأة) لتركيز موارده الحالية للتعامل مع الإساءات عبر الإنترنت، وعن مجلس استشاري عالمي مخصص لسلامة المرأة، الذي يقولون إنه سيقوم بعمليات مراقبة وسيقدم توصيات تتعلق بالسلامة.

هذه الالتزامات هي جزء من سلسلة من الإعلانات الصادرة عن منتدى جيل المساواة التابع للأمم المتحدة في باريس.

وتقول مؤسسة ورد وايد ويب فاونديشن؛ إنها ستتتبع شركات التكنولوجيا لتراقب مدى التزامها بالعهود التي قطعتها على نفسها، وستقدم تقريرا سنويا عن التقدم الذي ستحققه.