قضايا وآراء

قتلوك يا نزار

1300x600
عندما قرأت خبر مقتل الناشط السياسي الفلسطيني نزار بنات ظننت للوهلة الأولى أن الخبر قد يكون كاذباً، وكنت ما بين مصدق وغير مصدق للخبر، حتى أنني تركت جهاز المحمول فترة من الزمن لمحاولة إبعاد الهاجس عن نفسي.. مناضل فلسطيني قتلته سلطة أقل ما تقوم به هو أنها سلطة التنسيق الأمني؛ لأن الرجل فضحهم في صفقة اللقاحات الفاسدة والتي كان المراد بها بيع صحة أفراد الشعب الفلسطيني مقابل تضخم الحسابات البنكية لهذه الزمرة الفاسدة.

إن جريمة اغتيال نزار تجاوزت كل الخطوط الحمراء من قبل سلطة؛ إنجازها الوحيد على الأرض هو العمل على إسكات أي صوت مناضل وثائر في الضفة الغربية، والتكفل بعودة المستوطنين الذين يدخلون مناطق السلطة.. التكفل بعودتهم سالمين معززين مكرمين إلى مستوطناتهم، مع أن هؤلاء المستوطنين أنفسهم هم من يغتصب أرض الضابط أو الشرطي الذي يتكفل بتأمين الحماية لهم إلى أن يتم تسليمهم.

لقد تجاوزت سلطة العار بهذا الفعل القبيح والمستنكر أي أدبيات أو أخلاق، أو حتى قانون، فهي تحكم بمنطق الغابة. فأن يدخل عليك عشرات من أبناء الأجهزة الأمنية ينهالون عليك بالضرب مع رش الفلفل في الأعين، وأن يتم التنسيق لدخول هذه العصابة إلى مناطق تخضع لسيطرة المحتل في الخليل، يزيد هذا الفعل ومن قام به عارا سيظل يلاحقه إلى يوم القيامة.

لقد انتهى الرصيد الوطني لهذه العصابة ومنذ فترة طويلة، ولقد آن الأوان لأن يتم التخلص منها. ففسادها لم يعد مقتصرا على ماض وحاضر فلسطيني، بل سيمتد إلى مستقبل الشعب الفلسطيني. وليس أخطر من التنسيق مع الاحتلال إلا ضرب منظومة القيم، الذي تقوم به هذه العصابة؛ من استحلال للدم الفلسطيني وطعن كل من هو شريف، والمتاجرة ليس بالأرض فقط بل أيضا بالإنسان وصحته ومستقبله.

ثقتي أن استشهاد نزار بنات سيكون له ما بعده من تراكم لحالة وعي لدى الكل الفلسطيني؛ بأن هذه العصابة تشكل كارثة وطنية وأخلاقية، وأن تحرير الأرض والمقدسات سيسبقه عملية تطهير. ونحن أحوج ما نكون إلى أن يكون هذا التطهير قريبا وقريبا جدا..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. قتلوك يا نزار قاتلهم الله.