صحافة دولية

الغارديان: عائلات ضحايا "11 سبتمبر" تضغط للكشف عن دور سعودي

التحقيق هو جزء من دعوى تقدمت بها عائلات ضحايا الهجوم ومنذ وقت طويل- جيتي

كشفت صحيفة "الغارديان" في تقرير لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر عن مقابلات مع مسؤولين سعوديين سابقين بمزاعم علاقاتهم مع منفذي هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

 

وأضافت أن التحقيق هو جزء من دعوى تقدمت بها عائلات ضحايا الهجوم ومنذ وقت طويل.

 

وستتم مساءلة المسؤولين السابقين من محامين ينوبون عن عائلات الضحايا في جهود يرون أنها مهمة في محاولة إثبات رابطة بين الرياض ومنفذي الهجمات. وتحاول العائلات إثبات أن مواطنين سعوديين ساعدوا منفذين في الهجمات وهما خالد المحضار ونواف الحازمي بمنطقة جنوب كاليفورنيا، وذلك في الأشهر التي قادت إلى الهجمات وأن هذا الدعم تم تنسيقه عبر دبلوماسي في السفارة السعودية بواشنطن.


وتم الحفاظ على الشهادات المشفوعة بالقسم سرا، ولكن اقتراب الذكرى العشرين للهجمات دفع العائلات إلى القيام بمحاولات جديدة تجبر الحكومة على إزالة المنع عن الدليل في القضية المقدمة بالمحكمة ضد الرياض ونشر نتائج التحقيق في العملية التي أطلق عليها "عملية إنكور" التي حققت في مزاعم تواطؤ سعودي في الهجمات التي شارك فيها 15 سعوديا من بين 19 مهاجما.

 

ورفضت الحكومة السعودية التعليق على ما جاء في التقرير لكنها نفت أي دور في الهجمات. وأضافت الصحيفة أن السعوديين الثلاثة محل المساءلة هم عمر بيومي وفهد الثميري ومسعد الجراح. وبيومي هو موظف في الخدمة المدنية عمل في الطيران المدني وكان في ذلك الوقت طالبا في كاليفورنيا.

 

وتزعم الدعوى القضائية أنه كان عميلا سعوديا في الفترة ما بين 2000 – 2001 وحصل على رواتب ضخمة من الحكومة السعودية في "وظائف وهمية" لم يقم بتنفيذها. وانتقل مباشرة بعد الهجمات إلى بريطانيا حيث حققت الشرطة البريطانية معه بطلب من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي).

 

وزعم بيومي أنه كان تعرف بشكل عابر على المحضار والحازمي اللذين كانا ضمن الفريق الذي اختطف طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رحلة 77 وانفجرت فوق البنتاغون.


وتقول القضية المقدمة للمحكمة الفدرالية في المنطقة الجنوبية بنيويورك إنه قضى وقتا طويلا معهم. وسحبت السلطات الأمريكية تأشيرته بعد هجمات 9/11 بناء على القيام "بنشاطات شبه إرهابية".


أما الثميري فقد كان مسؤولا بالقنصلية السعودية في لوس أنجلس وإماما لمسجد الملك فهد. وقيل إن بيومي قام بزيارته قبل مقابلة كل من المحضار والحازمي. ونفى الثميري مقابلته للخاطفين، إلا أن شاهدا أخبر أف بي أي أنه شوهد بمعيتهما. وتم سحب تأشيرته الدبلوماسية بعد الهجمات بناء على احتمال علاقته بنشاط إرهابي.


ولم تعرف هوية جراح إلا في أيار/مايو 2020 عندما قامت نائبة مدير أف بي أي جيل سانبورن بذكر اسمه عرضا في دعوى قضائية. وغطي اسمه بحبر أحمر في كل النص باستثناء فقرة واحدة حيث اكتشفه المحقق الإستقصائي في "ياهو نيوز" مايكل إيسكوف. وعمل جراح كدبلوماسي من الدرجة المتوسطة في السفارة السعودية بواشنطن ما بين 1999- 2000 حيث كان يشرف على موظفي وزارة الشؤون الدينية في المراكز الإسلامية والمساجد بالولايات المتحدة.


ولا تعرف العلاقة بينه وبين بيومي والثميري وفيما إن كان الدليل الذي يربطهم قويا، لكن إعلان سانبورن كشف عن أنه كان تحت رقابة أف بي آي.


وتمت مساءلة بيومي فيما بين 9-11 حزيران/يونيو، ولكن مساءلة جراح تمت في الأسبوع الماضي أما الثميري فستتم مساءلته الأسبوع المقبل. وتمت كل المقابلات عبر تطبيق زوم وقام بها فريق قانوني لم يسمح له بمشاركة النتيجة مع موكليهم.


وقال بروس إيغلصن الذي كان في سن الـ 15 عندما قتل والده بروس في انهيار البرجين بنيويورك إن الشهادات مهمة في المعركة القضائية الطويلة التي تخوضها العائلات ضد الحكومة السعودية التي يعتقد أنها ستكشف عن التناقضات في روايات المسؤولين السعوديين.

 

وقال إن "الشهادات القانونية تعتبر جزءا مهما من الدعوى القضائية التي لم تقم حكومتنا بالجواب عليها أو معالجتها مع هؤلاء الأفراد" و"أعتقد أن ما يهم هنا هو أن 19 مهاجما جاءوا إلى الولايات المتحدة بدون معرفة لثقافتنا ولا معرفة باللغة الإنكليزية وبدون مال أو فكرة عن قيادة طائرة" و"أخبرني مسؤولون استخباراتيون سابقون أنه بدون شبكة الدعم السعودية التي كانت موجودة وقائمة قبل 9/11 لم يكن هؤلاء الأفراد قادرين على العثور على طريقهم خارج المطار".

 

 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)