قضايا وآراء

بالصوت والصورة الاحتلال يظهر على حقيقته

1300x600
كان للشباب الفاعل على منصات التواصل الاجتماعي الفضل، في إظهار دولة الاحتلال على حقيقتها؛ من حيث الهشاشة والضعف من جهة والوحشية والاستبداد من جهة أخرى، خلافا للصورة التي رسمتها لنفسها بزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وقد وثق النشطاء ذلك كله بالصوت والصورة، فهذا جندي يتعارك مع شاب صعد فوق مركبته العسكرية ليرفع العلم الفلسطيني، وآخر يقبض على "مكنسة" تنظيف! وثالث يسعى لإلقاء القبض على طفل لم يتجاوز السبع سنوات بدعوى إلقائه حجارة!! ومن خلفهم جنود يقبضون على طفل آخر تحت الثانية عشرة متلبسا "بجرم" رفع العلم الفلسطيني على دراجته الهوائية.

الاحتلال وأعوانه يستنزفون طاقاتهم وجهودهم في ملاحقة رسومات حق العودة والتضامن مع أهالي الأحياء المنوي تهجير أصحابها، ومطاردة كل من يرفع علما فلسطينيا حتى لو كان مرسوما على طائرة ورقية.

شرطة الاحتلال قبل أيام أعلنت استدعاء صاحب محل عصائر للتحقيق بزعم توزيعه كوكتيلا يحمل اسم "انتفاضة القدس" مجاناً خلال الفترة الماضية في ‫جبل المكبر في القدس المحتلة.
هذه الأمثلة وغيرها الكثير تظهر حجم الوهن الذي يعتري هؤلاء الغزاة والخوف الذي يسيطر عليهم، حتى وإن كان من كأس عصير

هذه الأمثلة وغيرها الكثير تظهر حجم الوهن الذي يعتري هؤلاء الغزاة والخوف الذي يسيطر عليهم، حتى وإن كان من كأس عصير.

باختصار، هذا الاحتلال بعنصريته وغبائه يسهّل فكرة أهمية النضال لأجل تحرير ‫فلسطين أمام أي عاقل حر، فهو يصرّ على يهودية الدولة، وعليه يقصي الديانات الأخرى، ويعامل فلسطينيي الداخل بعنصرية وقوانين تمييز ضدهم دفعتهم ليكونوا أكثر تمسكا بهويتهم الأصلية بعد شعورهم بالتهميش وغياب العدل، وهو ذاته بعد أن قطّع البلاد بجدران فصله العنصري يؤكد تبعيته لسياسة حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والتي ثار ضدها مانديلا ورفاقه.

هذا الاحتلال الغاصب لا يكتفي بذلك، بل يعمل أيضا على طرد الناس من بيوتهم في حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى وحي البستان وغيرها من أحياء وبلدات القدس، ناهيك عن استهدافه الأطفال بالقتل والاعتقال، والقائمة تطول.

تصرفات أثرت على المزاج الشعبي العالمي العام في التعامل مع دولة الاحتلال؛ حيث تراجعت نسب تأييدها بشكلٍ كبير لصالح تعاطف أكبر مع الرواية الفلسطينية، وما حجم حضور الجماهير في مظاهرات التضامن مع فلسطين عبر العالم خلال العدوان الأخير عنا ببعيد.
تصرفات أثرت على المزاج الشعبي العالمي العام في التعامل مع دولة الاحتلال؛ حيث تراجعت نسب تأييدها بشكلٍ كبير لصالح تعاطف أكبر مع الرواية الفلسطينية

وهذا الأمر دفع كاتبا في الجارديان مثل جوناثان فريدلاند ليكتب مقالا تحت عنوان "على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أن ثقل الرأي العام ينقلب ضدها". وأضاف فريدلاند: "بل إنه يمكن لوسم فلسطين حرة FreePalestine# أن يكون في طريقه للانضمام إلى وسم حياة السود مهمة BlackLivesMatter# كمسألة يعتبرها جيل عالمي ذات أهمية قصوى، والتي لا تقتصر المشاركة فيها على السياسيين فحسب، بل على الشخصيات البارزة في الثقافة الشعبية، من لاعبي كرة القدم إلى المطربين وحتى المؤثرين في الموضة مع الملايين من المتابعين".

وقد كشف استطلاع أعدته مجموعة البحث والتحليل الدولية (يو غوف) تراجع شعبية دولة الاحتلال في عموم الدول الأوروبية مؤخرا.

وقالت المجموعة على موقعها "إن شعبية إسرائيل عانت بشكل كبير في عموم أوروبا منذ آخر اختبار أجري في شباط/ فبراير الماضي، وطرأ انخفاض بمعدل التفضيل بنسبة 14 نقطة على الأقل في جميع البلدان التي شملها الاستطلاع".

وأشارت إلى أن البريطانيين كانوا الأقل تفضيلا لـ"إسرائيل"، وظهر أن 13 في المئة من مؤيدي حزب العمال فقط ينظرون بصورة إيجابية لـ"إسرائيل"، بينما ينظر لها 68 في المئة بصورة سلبية. أما ناخبو حزب المحافظين فينظر 53 في المئة منهم إلى "إسرائيل" بصورة سلبية مقابل 29 في المئة بصورة إيجابية. وكذلك الحال بنسب متقاربة في فرنسا وألمانيا والسويد ودول أخرى حول العالم.

أستذكر هنا ما قاله مؤسس المؤتمر اليهودي العالمي ناحوم جولدمان: "لقد انتهت ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم، كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل.. وهذا أخطر شيء يمكن أن تواجهه الشعوب عامة وإسرائيل خاصة".