ملفات وتقارير

تزايد الانتقادات الداخلية لجيش الاحتلال إزاء إخفاق عدوان غزة

عربي21" أجرت جولة في العديد من وسائل الإعلام العبرية، والمواقع الإخبارية، ورصدت العديد من ردود الفعل- جيتي

مع انقضاء الأسبوع الأول من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، بدأت تسمع في الأوساط السياسية والإعلامية الداخلية جملة من الانتقادات التي تشكك في جدوى هذا العدوان، وعدم تحقيقه لأهدافه.

 

"عربي21" أجرت جولة في العديد من وسائل الإعلام العبرية، والمواقع الإخبارية، ورصدت العديد من ردود الفعل التي تحمل هذه التقديرات المتشائمة تجاه هذا العدوان على غزة.


ويرى التقدير الإسرائيلي يرى أن حجم الصواريخ التي دخلت بها حماس المعركة هو 14 ألف صاروخ، بما يسمح لها بإطلاق الصواريخ مدة 60 يوما، مما يعني أن قائد كتائب القسام محمد الضيف نجح بفرض معادلة جديدة على الاحتلال، بعد أن قرر إطلاق صواريخ على كل منطقة يمكن أن تبلغها في جميع أنحاء الكيان.


وفيما بدأت تخرج الخلافات داخل الاحتلال إلى السطح، فقد أظهر المستوى السياسي من خلال المؤتمر الصحفي لقادته بنيامين نتنياهو بيني غانتس وأفيف كوخافي، توجها بمواصلة العدوان، لكن كبار الجنرالات خلف الكواليس يطالبون بوقفه، لأن استمراره قد يجرّهم إلى صراع أوسع يقتضي هجوما بريًّا، وهو أمر لا يتمنونه، والخوف لديهم من بروز مفاجأة من حماس بطريقة تتطلب ردًّا بمناورة برية.

 

أفيغدور ليبرمان، وزير الحرب الأسبق، أكد أن "حرب غزة بلا سياسة واضحة، فإذا أنهيناها دون نزع سلاح حماس، وإعادة الأسرى، فكل هذا الجهد سيذهب سدى، وسنصل لنفس النقطة، ثم عملية عسكرية لاحقة، في ظروف أكثر صعوبة، تشكل خطرا أكبر علينا، وحماس ستخرج فيها منتصرة، لأنها كشفت عورة جبهتنا الداخلية".


أما أهم ضباط المخابرات الإسرائيلية-الشاباك، جونين بن يتسحاق، فأكد أن "إسرائيل فشلت في المواجهة مع حماس، ومهما فعلنا فلن نحقق النصر هذه المرة، لقد هزمنا"، فيما أعلن قائد القطاع الشرقي السابق في جنوب لبنان، كوبي ماروم، أن "الجيش ليس لديه القدرة على هزيمة حماس".


آفي يسسخاروف، الصحفي المتابع للشؤون الفلسطينية، أكد أنه "فيما تسعى إسرائيل لتحقيق انتصارات تكتيكية بهدم الأبراج، فإن حماس تحقق انتصارا استراتيجيا، وأسبقية بين الفلسطينيين والعرب، وبجانب وابل الصواريخ المتواصل في العمق الإسرائيلي، فقد حققت إنجازا غير مسبوق، مما يبعد إمكانية تحقيق نصر إسرائيلي حاسم ضدها".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو: مستمرون بالحرب.. وسخرية نشطاء من توقيت كلمته

 

أما عاموس هارئيل، الخبير العسكري الإسرائيلي فقد لفت الأنظار إلى "ما علقه المصلون على مدخل المسجد الأقصى من صورة النصر التي خرجت بها حماس على شكل لوحة ضخمة يظهر فيها قادتها، وكأن شرقي القدس والحرم باتا في أيدي الحركة".


‏نوعام أمير، المراسل العسكري أكد أن "حماس من غزة تضحك علينا، فأن نعيش حالة العد التنازلي إلى الساعة 12 ليلا في أستوديوهات التلفزة أمر محرج"، فيما أوضح الصحفي ميخائيل روزوليو، أن "صواريخ اليوم على تل أبيب عقب إعلان الناطق العسكري الإسرائيلي بتنفيذ عمليات هجومية ضد حماس، واحد من احتمالين: إما أن الناطق لا يعلم ما يحصل، أو أن حماس على درجة عالية من التنظيم، فقدراتها جاهزة لأخذ زمام القيادة، ما يتطلب وقتا طويلا جدا لإنهاكها".


عومار دوستروي، الخبير العسكري، قال إن "مهاجمة الجيش للمباني العالية في غزة، ليست رادعة للفلسطينيين، بل إن أداءنا الحالي فاشل مقدما، لأننا لن نشهد هزيمة حماس، ورغم الاغتيالات والدمار في غزة، فإن حماس يدها العليا، لأنها حققت إنجازات تتباهى بها، بإطلاق الصواريخ نحو القدس؛ وتحولت بنظر الفلسطينيين مدافعة عن الأقصى، والنتيجة أننا لن نهزم حماس".


إيلان كيفروب، الكاتب في موقع "ويلا" العبري، خاطب قادة الاحتلال قائلا: "توقفوا عن قول: وجهنا ضربة قاسمة للعدو؛ فلسنا بلهاء، لأن أحد أكثر الظواهر إحباطا في جولة القتال، الحاجة لسماع الجنرالات الذين يقدمون دعاية عديمة الفائدة، وحان الوقت للتوقف عن الحكم بأن العدو تعرض للضرب المبرح"!


فيما كتبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها أنه "سواء انتهى التصعيد أم لا في غزة، فقد حصلت حماس على ما تريد، خاصة لقطات استهدافها لتل أبيب والانتقام للقدس، توجد في المسجد الأقصى لافتات ضخمة تمجد الحركة وقادتها، ودفاعها عن القدس وعن شرف الفلسطينيين، وعلى المدى الطويل، سيكون انتصارًا ضمنيًا لحماس، التي تهاجم إسرائيل وتردعها"!


أليكس فيشمان كبير الخبراء العسكريين لدى الاحتلال قال إن "حماس حطمت كل الأدوات، فبعد أن كانت إسرائيل صاحبة الضربة الأولى دائما، لكن الحركة هذه المرة بادرت بتنفيذها، وأظهرت شجاعة، وأرسلت إنذارًا هو الأول من نوعه لإسرائيل بشأن استمرار سلوكها في القدس، وأثبتت أنها لاعب إقليمي رائد".


فيما أوضح يوسي يهوشاع الخبير الإسرائيلي أننا "فقدنا قدرتنا على الردع أمام حماس التي تقود المواجهة في غزة، بحيازتها لصورة النصر؛ بتوجيه صواريخها نحو القدس، وقلبت الموازين؛ والنتيجة مشاهد محرجة لنا ونحن نخلي المستوطنين من القدس، والوزراء يفرون للملجأ، فيما يحتفل الفلسطينيون بصواريخ غزة".