سياسة عربية

صحيفة مصرية ترسم صورة مرعبة لأثر سد النهضة على السودان

تقول الصحيفة إنه الآن في السودان لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن سلامة سد الروصيرص عقب الملء الثاني المرتقب لسد النهضة- الشروق المصرية

قالت صحيفة مصرية إن السودانيين يعيشون حالة ذعر وخوف من سد النهضة.

 

وفي تحقيق لها من السودان أجرت صحفية مصرية من صحيفة الشروق عدة لقاءات مع مسؤولين سوادنيين وقامت بعدة زيارات ميدانية خصوصا لمنطقة سد الروصيرص السوداني القريب من سد النهضة.

 

ورسم التحقيق صورة مرعبة لآثار الملء الثاني لسد النهضة على مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق الواقعة أقصى جنوب شرق السودان، وهي المدينة التي تحتضن سد الروصيرص.

 

ونقلت الصحيفة عن وزير الري السوداني ياسر عباس قوله إن بلاده تُعِد سيناريوهات للحد من مخاطر ملء السد دون اتفاق. فيما نقلت عن مدير خزان سد الروصيرص تقديره بأن الملء الثاني سيتم في حدود 50 يوما أو أكثر.

 

وتقول الصحيفة إنه الآن في السودان لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن سلامة سد "الروصيرص" عقب الملء الثاني المرتقب لسد النهضة، فعلى مدار الشهور السابقة أكد المسؤولون السودانيون مرارا وتكرارا أن الملء بشكل أحادي قبل الوصول لاتفاق يُعد تهديدا مباشرا للأمن القومي للسودان ولسلامة سد الروصيرص.

 

ويوضح وزير الري السوداني أن بلاده تأثرت من الملء الأول في العام الماضي، عقب تخزين إثيوبيا حوالي 4 مليارات متر مكعب من المياه في بحيرة سد النهضة دون إخطارها ببدء الملء الأول، مما أثر على تشغيل محطات مياه الشرب النيلية كـ«الصالحة، وسوبا» وغيرها في العاصمة، ولذلك هناك عدد من السيناريوهات يتم الإعداد لها لتقليل مخاطر الملء الثاني المرتقب، مع تحمل خسائر كبرى بالتوليد الكهرومائي في حالة إصرار الجانب الإثيوبي على الملء الأحادي دون توافق بين الدول الثلاث.

 

ويعد سد الروصيرص من أهم السدود في السودان لما له من دور مؤثر في الاقتصاد، ودفع عجلة التنمية عبر ري المشاريع الزراعية المهمة كمشروع "الجزيرة"، فضلًا عن ري المشاريع الممتدة على طول النيل الأزرق كمشروعي "سوكي والرهد" وإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث يعمل على تغذية الشبكة القومية بنسبة 20 % من التوليد المائي.

 

ونقلت الصحيفة عن مدير سد الروصيرص المهندس حامد علي قوله إن غياب المعلومة عن إدارة سد الروصيرص بشأن الملء الأول كان له آثار سلبية ضخمة على منظومة التشغيل، لافتا إلى أن ضرر الملء الأول لم يشهده السودان في مواسم الجفاف الشديد أو حتى في حالة الفيضان الشديد.

 

وأكد علي أنه في ظل وجود سد النهضة لن يعتمد تشغيل سد الروصيرص على إيراد النهر الطبيعي، كما كان في عهود سابقة، وسيحدُث تغيير تام في منظومة تشغيله بعد أن أصبح يعتمد بصورة كلية على تشغيل سد النهضة، وارتبط مصيره بمصير السد الإثيوبي.

 

ويضيف أن تأثير الملء الثاني لسد النهضة سيكون مباشرا ومؤكدا على سد الروصيرص في حال عدم التوصل لاتفاق، لا سيما أن بحيرة الأخير تبعد عن سد النهضة بحوالي 20 كيلو مترا فقط، وسد النهضة سعته التخزينية أكبر من السعة التخزينية للروصيرص بـ 10 أو 12 ضعفا.