صحافة دولية

مستشار سابق لأوباما: على إيران ألا تبالغ في لعب أوراقها

دنيس روس كان مستشارا لأوباما- تويتر

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمستشار الخاص السابق لأوباما والزميل في معهد واشنطن للشرق الأدنى، دنيس روس، قال فيه إنه إذا كان هناك أي شك في أن إيران تريد وتحتاج إلى تخفيف العقوبات، فقد زال في 11 نيسان/ أبريل.

 

فبدلا من استخدام ما بدا أنه تخريب إسرائيلي في ناتانز، أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، كذريعة للانسحاب من المحادثات في فيينا –كما جادل الكثيرون بأنهم سيفعلون ذلك- فقد ظل الإيرانيون منخرطين مع البريطانيين والفرنسيين والألمان والروس والصينيين، الذين يعملون كوسطاء بين إيران وأمريكا.

 

ولم يكن هناك تعطيل للمحادثات، بهدف إعادة أمريكا وإيران إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). 

 

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: استئناف مفاوضات فيينا حول النووي الثلاثاء

وبدلا من ذلك، فقد بدأت مجموعتا العمل المكلفتان بالتفاوض على خارطة طريق لأمريكا لرفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي وإيران لعكس خطواتها التي تنتهك حدود خطة العمل الشاملة المشتركة بالعمل.

وقال: "بالطبع، أعلنت إيران ردا على التخريب: ستبدأ في تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60%، على بعد خطوة صغيرة واحدة من القدرة على إنتاج مواد انشطارية يمكن استخدامها في صنع الأسلحة النووية. كانت هذه الخطوة متماشية مع الاستراتيجية الإيرانية لتسريع برنامجها النووي وتقليص وقت وصول الهدف، وكما صرح البريطانيون والفرنسيون والألمان، فإنه ’لا توجد حاجة مدنية موثوقة لإيران للتخصيب على هذا المستوى‘".

وتساءل: "ما الذي يفسر عملا ليس له مبرر مدني مشروع؟ يحاول الإيرانيون الضغط على إدارة بايدن لتقديم تخفيف للعقوبات يتجاوز ما هو مطلوب من أمريكا للعودة إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة؛ وتتطلب تلك الالتزامات رفع جميع العقوبات المتعلقة بالمجال النووي".

 

وأضاف: "يضغط الإيرانيون من أجل رفع جميع العقوبات المفروضة منذ عام 2015، بما في ذلك العقوبات والتصنيفات التي فرضتها إدارة ترامب على تورط إيران في الإرهاب. فما يقوله الإيرانيون، في الواقع، هو أنه إذا قمت بتطبيق أي عقوبات علينا بسبب حقوق الإنسان أو الإرهاب، فسوف ننخرط في عملية ابتزاز نووي".

وتابع: "لكن فإن هذا حتى لا يكفي للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، حيث يصر أيضا على كيفية استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة، ويعلن أن إيران ستعكس خطواتها التي تنتهك خطة العمل الشاملة المشتركة فقط بعد أن ترفع أمريكا جميع العقوبات بشكل يمكن التحقق منه. بطريقة تجعل إيران بالفعل تبيع نفطها، وتمكن من الوصول إلى حسابات مجمدة وممارسة الأعمال التجارية".

 

اقرأ أيضا: أسرار الأمل الكبير في حل الأزمة النووية الإيرانية

 

وقال: "بعبارة أخرى، يجب على أمريكا أن تتجاوز ما هو مطلوب منها لتعود إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة أولا، وعندها فقط سيتصرف الإيرانيون، ولكن بطريقة تقصر عن التراجع تماما عن أفعال عدم الامتثال. فلا يمكن، مثلا، عكس المعرفة والخبرة التي اكتسبها الإيرانيون في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة".

واعتبر أنه يجب على إدارة بايدن أن تسترشد بنقطتين، على الأقل، وهي تنظر في كيفية الرد على ما يفعله الإيرانيون. أولا، من الضروري توضيح أن التخصيب بنسبة 60% غير مشروع على الإطلاق. ومن خلال العمل مع الأوروبيين وغيرهم، يجب أن نشير إلى التناقض بين ادعاء الإيرانيين أن برنامجهم للأغراض السلمية والمدنية عندما يكون مستوى التخصيب لديهم منطقيا فقط إذا كانوا يريدون خيار أن يكونوا دولة على عتبة امتلاك سلاح نووي أو تمتلك الأسلحة النووية.

وتابع: ثانيا، يبدو أن الإيرانيين يعتقدون أن إدارة بايدن تخشى أنه إذا لم تستطع إعادة إيران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وتقدم برنامجها النووي، فإن الحرب ستكون هي السبيل الوحيد لإيقاف البرنامج، فإما أن يتصرف الإسرائيليون عسكريا أو أن تضطر أمريكا للقيام بذلك لمنع التقدم نحو الحصول على سلاح نووي.

 

وقال: "هذا خوف مفهوم، لكن يبدو أن الإيرانيين يدركون ذلك ويستخدمون تهديد برنامجهم النووي غير المقيد لإجبار أمريكا على التنازل. ولذلك يجب على إدارة بايدن أن تظهر لإيران أنه بينما تفضل الدبلوماسية بشكل كبير، فإنه يجب على الإيرانيين أيضا القيام بدورهم، وإذا جعلوا الدبلوماسية مستحيلة، فستمارس أمريكا خيارات أخرى لضمان، كما قال الرئيس بايدن، أن إيران لن تحصل على سلاح نووي".

وأشار إلى أنه من هذا المنطلق، فإن ما قيل عن قيام الإسرائيليين بتخريب ناتانز ليس سيئا بالضرورة. لسبب واحد، أنها تشتري الوقت حتى لا تشعر إدارة بايدن بالاندفاع نحو التوصل إلى تفاهم مع الإيرانيين. ومن ناحية أخرى، إذا اعتقد الإيرانيون أن أمريكا علمت بالأمر ولم تفعل شيئا لعرقلة ذلك، فإن الإشارة إليهم هي أن أمريكا سترفع التكاليف على الإيرانيين لما يفعلونه وستعطله بشكل مباشر أو غير مباشر.

وقال: "يمكن أن يساعد الموقف العام المتمثل في عدم الابتعاد عن إسرائيل في إعادة إرساء الردع للإيرانيين. وتصبح فرصة الدبلوماسية الأمريكية في النجاح ضئيلة إذا فقد الإيرانيون خوفهم من أمريكا واعتقدوا أنها حريصة جدا على تجنب الصراع بحيث يؤدي زيادة الضغط عليها بشأن القضية النووية (وفي سلوكهم الإقليمي) إلى نتائج إيجابية".

وختم بالقول: "ستتطلب أيديولوجية خامنئي دائما معاملة أمريكا كعدو، لكنها لا تعميه رؤية المخاطر. إنه بحاجة إلى أن يفهم أنه إذا قامت إيران بمد يدها الآن أو لاحقا، فإنها ستعرض برنامجها النووي بالكامل للخطر".