كتب

وعي الهزيمة.. الذاكرة الفلسطينية بعد ربع قرن من "أوسلو"

وعي الهزيمة.. قراءة في نتائج اتفاقات أوسلو على الأرض (فيسبوك)

الكتاب: وعي الهزيمة: إعادة اختراع المعنى

المؤلف: أحمد الزكارنة

الناشر: مكتبة كل شيء ـ حيفا؛ ناشرون ـ فلسطين المحتلة 2021


صدر عن مكتبة كل شيء ـ حيفا؛ ناشرون ـ فلسطين المحتلة، كتاب "وعي الهزيمة: إعادة اختراع المعنى"، للكاتب والإعلامي الفلسطيني، أحمد زكارنة، ط1، 2021.

يقع الكتاب في 286 صفحة من الحجم المتوسط، ويتألف من مقدمة أ.د محمد عبيد الله، ومقدمة الكاتب، وأربعة فصول.

يقول بروفيسور الأدب العربي، أ.د محمد عبيد الله، في مقدمته للكتاب، بعنوان "الوعي والسرد والمقاومة": "يقدم أحمد زكارنة إضاءة كاشفة على جانب حيوي من تحولات السرد الفلسطيني، وبالذات مواجهته لظروف ما بعد أوسلو التي شكّلت منعطفاً حادًّا تأثّرت به الكتابة الفلسطينية والعربية بصور مختلفة، في الشعر والسرد على حدّ سواء" (ص 9). 

ويشير إلى أن زكارنة، "اجتهد من خلال نوافذ الذاكرة والهوية والتاريخ والواقع في قراءة جادة تمحّص استجابة السرد لتحديات الواقع، وقد تبين له أن معظم هذه السرود ترفض الهزيمة، وتعي قسوتها والهوة النفسية التي خلّفتها، ولكن رغم تمثيلات الهزيمة وما قد يصاحبها من سخرية رافضة، فإنها تستنجد بعناصر متعددة، عنوانها ببساطة مقاوِمة الواقع المختلّ، وتقديم رؤى جديدة تفضي إلى الأمل، ذلك أن الفلسطينيّ ما زال يربّي الأمل، ويحبّ الحياة، كما عبر الشاعر الكبير محمود درويش." (ص 9). 

يحاول المؤلف في هذه "القراءة لمشهد السرد الفلسطينيّ بعدَ ربع قرن من أوسلو، إخضاع ما عُرِفَ بوعي الهزيمة للمراجعة والتحليل، لفهم ما حدث تحديدًا على جبهة السرد، الّذي شهد تحوّلات عميقة لصالح هزيمة الهزيمة؛ على الرغم من كونها تحولات لم تفرز، حتّى اللحظة، سياسات رسميّة أو شعبيّة يُمْكِنُ أن تحوّل الهزيمة إلى انتصار." (ص 13). 

في الفصل الأول، "سقوف الذاكرة وتجلياتها"، يؤكد المؤلف أن سؤال الذاكرة، هو السؤال الأهم، "لما تشكله هذه الذاكرة من عوامل بقاء وصمودٍ بالمعنى الفاعل، وبوصفها أداة توثيقٍ وقراءةٍ وتفكيكٍ للأسباب والنتائج على حد سواء" (ص 19).
 
ويتناول هذا الفصل من الكتاب قراءات للنماذج التالية: 

1 ـ ثلاثية الأجراس "ظلال المفاتيح، سيرة عين، دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، إبراهيم نصر الله، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2019. 
2 ـ وزير إعلام الحرب، نبيل عمرو، دار الشروق، 2019.
3 ـ بنت من شاتيلا، أكرم مسلم، الأهلية، 2019. 
4 ـ روايتي "أحلام بالحرية، عمان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005 ـ ثمناً للشمس، رام الله، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية ـ موطن، 2012"، عائشة عودة.
5 ـ قابض الرّمل،عمر خليفة، الأهلية، 2020. 

يفحص زكارنة في الفصل الثاني، "خطاب الهوية وتحولاته"، "التصور السردي لإعادة صياغة خطاب الهوية ومحدداته الفكرية المنتجة لعديد الأسئلة المؤسّسة للهامش النهضوي التقدمي على نحو يحدد ملامح تعبيراته ووظائفه ومكوناته على المديين القريب والبعيد، استدراكاً لما خلفته العولمة من استدخال لثقافة الهزيمة" (ص 56).
 
ويتناول هذا الفصل من الكتاب قراءات للنماذج التالية:

1 ـ رواية تلاع الريح، الديماس، جمال أبو غيدا،الأهلية، 2020.
2 ـ خسوف بدر الدين، الأسير باسم خندقجي، دار الآداب، 2019.
3 ـ كوانتوم، أحمد أبو سليم، دار فضاءات للنشر والتوزيع، 2018. 
4 ـ دعامة عرش الرب، أحمد رفيق عوض، الأهلية، 2011.
5 ـ مريد البرغوثي... يستيقظ كي يحلم، الريس، 2018.

أما الفصل الثالث، "المكان بين تاريخ الجغرافيا، وجغرافيا التاريخ"، يتناول المؤلف، المكان، لأنه "يُعد أحد أهم عناصر السرد إلى جانب عناصره الأخرى لصياغة ما يُمكن تعريفه بالامتداد الطبيعي لحياة الإنسان؛ حيث أخذت تعبيرات المكان ودلالته في السردية الفلسطينية والعربية، مكانة مهمة من حيث العلاقة التفاعلية التي تربطه مع الإنسان باعتبار الأول جزءاً أساسياً من جغرافيا التاريخ، والثاني مكوناً لا غنى عنه في تاريخ الجغرافيا، ما يترك انعكاساً ملموساً لكل منهما على الآخر" (ص 96).
 
يتناول هذا الفصل من الكتاب قراءات للنماذج التالية:

1 ـ تلك الأمكنة، محمود شقير، دار نوفل، 2020.
2 ـ الطنطورية، رضوى عاشور، الشروق المصرية، 2010.
3 ـ جسر على نهر الأردن ـ تباريج جندي لم يحارب، أسامة العيسة، مكتبة كل شيء، 2017.
4 ـ أوكسجين، مروان عبد العال، دار الفارابي، 2019.
5 ـ ليتني كنت أعمى، وليد الشرفا، دار الأهلية، 2019. 

يحاول المؤلف، في الفصل الرابع، "المحمول الثقافي ما بين الفردي والجمعي"، البحث عن القيم والمفاهيم في روايات السير الذاتية والغيرية معاً، "لغايات التأمل والاستفادة من الجوانب الإيجابية التي حاول كتابها أن ينخرطوا في تفعيلها كل بأسلوبه وطريقته. وهي سرديات اجتهدت كي تجيب عن سؤال ثقافة المجتمع وعلاقتها بمجتمع الثقافة، وما يتفرع عن هذا السؤال الكبير من أسئلة تهتم بما يعرف بمجتمع الفرجة، وما يُخلفه من نزعة استهلاكية حتى في مناقشة القضايا الوطنية والمجتمعية، وما تستدعيه هذه النزعة من وعي يجب التوقف أمامه مطولاً" (ص 134).
 
يتناول هذا الفصل من الكتاب قراءات للنماذج التالية:

1 ـ سيناريو، سليم البيك، الأهلية، 2019.
2 ـ البحث عن جمل المحامل، خالد حوراني، الأهلية، 2019.
3 ـ فدائي عتيق، أسماء أبو عياش، 2019.
4 ـ تايه، صافي صافي، دار الناشر والدار الأهلية، 2019. 
5 ـ على كتفين من تعب، محمد دقة، دار طباق للنشر والتوزيع، 2020.

وفي نهاية المطاف، كتاب "وعي الهزيمة"، كتاب يستحق القراءة، لديه إجابات على بعض الأسئلة التي تبحث عن إجابة، لقد استطاع الكاتب "هزيمة الهزيمة"، بإتجاه إعادة اختراع المعنى. 

*كاتِب وباحِث فلسطيني