صحافة إسرائيلية

مسؤولون إسرائيليون يكشفون كواليس العلاقة مع السعودية

ذكرت تقارير أن نتنياهو زار السعودية في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "تغيير الإدارة الأمريكية في واشنطن أعاق الإعلان عن العلاقات مع السعودية، رغم أن هذا التحالف السري بين الرياض وتل أبيب، ويعتمد بشكل أساسي ضد "العدو" الإيراني المشترك، يثير جدلًا عميقًا على رأس الحكومة في الرياض".

 

وأضافت هوديا كرويش حزوني بمقالها بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21"، أنه "لا توجد علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، لكن السنوات الأخيرة شهدت لقاءات بين مسؤوليهما بمختلف المستويات، آخرها كان في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، حين زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سراً مدينة نيوم، برفقة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والتقيا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحضور رئيس الموساد يوسي كوهين".


وأشارت إلى أن "الهدف الإقليمي الشامل المشترك الذي يقرب إسرائيل والسعودية هو محاربة البرنامج النووي الإيراني والأسلحة التي ترسلها إيران في جميع أنحاء المنطقة، وتعاني السعودية جنوبا من هجمات الحوثيين باليمن، كما تواجه إسرائيل حزب الله وحماس والمليشيات الإيرانية في سوريا".


ونقلت عن "مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أن اجتماعات منتظمة تعقد بين إسرائيليين وسعوديين حول قضايا مختلفة، ليس فقط في القضايا الأمنية، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، حتى إن نتنياهو في العديد من مقابلاته الأخيرة قبل انتخابات الكنيست أعلن أن أربع دول أخرى في طريقها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، دون خوض في التفاصيل، لكن من المفترض أن تشمل هذه القائمة السعودية أيضًا".

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي يرصد أهم التحديات لسيناريو مهاجمة إيران


وأكدت أنه "رغم أن نتنياهو فشل في تنسيق زيارة لدول الخليج قبل الانتخابات كما كان يتطلع للقيام بها، فقد كرر في نفس المقابلات وعده بأن الرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والسعودية ستشاهد قريبًا للحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة".


الوزير السابق عضو الكنيست أيوب قرا قال إنه "يعمل في ملف العلاقات مع السعودية منذ عدة سنوات، وإن تطبيع علاقاتهما قد يحدث في القريب العاجل، ومنذ 2010 أتابع كل تطور مع الخليج، اقترب مني عرب إسرائيل بخصوص مسألة الحج، لأنه من الصعب والمتعب الذهاب للأردن بالحافلة، ومن هناك للسعودية، إنها رحلة شاقة تستغرق 24 ساعة، بدلاً من رحلة تستغرق ساعتين فقط".


وكشف أنه "قبل أزمة كورونا يسافر ستة آلاف من عرب إسرائيل كل عام إلى موسم الحج في مكة، وقبل توقيع اتفاقيات أبراهام التطبيعية، أوشكنا على توقيع اتفاق مع السعودية، التي وافقت على مسألة الرحلات الجوية إلى مكة".


وأضافت أنه "في سبتمبر عندما كان نتنياهو في واشنطن بمناسبة توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، قدر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن اتفاقًا مع السعودية كان ممكنًا حتى قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، وفي اليوم السابق للحفل، في بداية الاجتماع مع نتنياهو قال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين إنه تحدث مع الملك سلمان وابنه ولي العهد، وإن محادثة جيدة جرت بينهما".

 

واستدركت بأن "هذا التقييم المتفائل الذي شاركت فيه تل أبيب وواشنطن لم يتحقق بعد، و الحدث الوحيد المرئي حتى الآن هو الموافقة السعودية على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الخليج فوق أراضيها، ما يقلل بشكل كبير من مسافة الطيران بين إسرائيل والإمارات، وهذا ليس بالأمر الهين حقًا، لأن أول رحلة مباشرة من السعودية لإسرائيل كانت على متن طائرة ترامب، خلال زيارته للشرق الأوسط في أيامه الأولى من ولايته".


وأوضح أنه "في شهر ديسمبر الماضي شهدت المنامة عاصمة البحرين مؤتمرا نظمه معهد الأبحاث البريطاني IISS، بحضور الأمير السعودي تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، ورئيس المخابرات السعودية، بجانب وزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، فيما شارك نتنياهو في المؤتمر عبر تقنية الزووم".


وأكد أن "الفيصل قدم خطابا معاديا لإسرائيل، التي تزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتقدم نفسها كدولة صغيرة محاطة بأعداء يهددون وجودها، ويريدون مصادقة السعودية، لكنها آخر قوة استعمارية، واستمرت بإقامة المستوطنات، وأقامت جدار فصل عنصري، واعتقلت آلاف الفلسطينيين، ما دفع أشكنازي للإعراب عن أسفه لهذا الخطاب، لأنه لا يعكس الروح الحالية والتغيرات في الشرق الأوسط". 


دوري غولد وكيل وزارة الخارجية الأسبق والسفير في الأمم المتحدة، ورئيس مركز القدس للشؤون العامة، يقول إن "السعودية تتعلم تجربة إسرائيل بمواجهة حزب الله على حدودها الشمالية، في ما يتعلق بتعاملاتها مع الحوثيين على حدودها الجنوبية، لكن هناك خلافات سعودية حول العلاقة مع إسرائيل، وربما أراد المقربون من الملك أن تخرج السعودية بتصريحات أكثر صرامة ضد توجهات ولي عهده بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل". 


وأضاف أنه "في 2015 عقدت لقاءات مع الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، أحدها في واشنطن، وفي 2016، وصل لإسرائيل مع أكاديميين ورجال أعمال سعوديين، مع أن علاقتنا بدأت في 2013، التقينا في روما ثماني مرات، برفقتي الجنرال شمعون شابيرا السكرتير العسكري لنتنياهو، والجنرال جاك نيريا مستشار إسحاق رابين، وتحدث مع السعوديين باللغة العربية، واليوم لدي القليل من الرسائل الإلكترونية المتبادلة معه".


وختم بالقول إن "مجال الطاقة ساحة محتملة للتعاون المستقبلي بين إسرائيل والسعودية، ويجب أن يستعدوا لعصر جديد، حيث لن يلعب النفط دورًا عالميًا رئيسيًا كما فعل، ويمكنهم الاستفادة من إسرائيل".


للاطلاع على النص الأصلي (هنا)