سياسة عربية

"مش شغلته".. الحريري يرفض تدخل عون بتشكيلة الحكومة

الحريري: ليس من وظيفة الرئيس تشكيل الحكومة هذا مخالف للدستور- الوكالة الوطنية للإعلام

فشل اللقاء الذي كان مرتقبا بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في إخراج الحكومة اللبنانية المنتظرة إلى النور.

 

والتقى عون الحريري في القصر الرئاسي في بعبدا ظهر اليوم، وهو اللقاء الذي كان يترقبه اللبنانيون لإنهاء الأزمة السياسية المخيمة على البلاد منذ تفجير بيروت في آب/ أغسطس 2020.

 

وأعلن الحريري، في مؤتمر صحفي عن رفضه للتشكيلة الحكومية التي أرسلها له الرئيس اللبناني ميشال عون، مشيرا إلى أنها "مخالفة للدستور".

 

وقال الحريري: "في اجتماعي الأخير مع فخامة الرئيس، اتفقنا أن نلتقي مجددا اليوم. لكن مع الأسف، أرسل لي بالأمس تشكيلة كاملة من عنده، فيها توزيع للحقائب على الطوائف والأحزاب، مع رسالة يقول لي فيها إنه من المستحسن أن أقوم بتعبئتها. وتتضمن الورقة ثلثا معطلا لفريقه السياسي، بـ 18 أو 20 أو 22 وزيرا. وطلب مني أن أقترح أسماء للحقائب حسب التوزيعة الطائفية والحزبية التي حضرها هو"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.

وأضاف: "بكل شفافية، سأقول لكم ما قلته له اليوم. أولا: إنها غير مقبولة لأن الرئيس المكلف ليس عمله أن يقوم بتعبئة أوراق من قبل أحد، ولا عمل رئيس الجمهورية أن يشكل حكومة". وقال الحريري: مش شغلتي أعبي أوراق من حدا، ولا شغلة رئيس جمهورية يشكل حكومة، وثانياً، لأن دستورنا يقول بوضوح إن الرئيس المكلف يشكل الحكومة ويضع الأسماء، ويتناقش بتشكيلته مع فخامة الرئيس".


وأضاف: "على هذا الأساس، أبلغت فخامته بكل احترام، أني أعتبر رسالته كأنها لم تكن، وقد أعدتها إليه، وأبلغته أيضا أني سأحتفظ بنسخة منها للتاريخ، وقلت له إن تشكيلتي بين يديه منذ 100 يوم وأني جاهز الآن كما سبق وقلت علنا، لأية اقتراحات وتعديلات بالأسماء والحقائب، وحتى بإصراره على الداخلية سهلت له الحل. لكن مع الأسف جوابه الواضح: الثلث المعطل".


وختم قائلا: "بالانتظار، ولأن فخامة الرئيس قال في خطابه الأخير إني لم أقدم له إلا خطوطا عريضة، سأوزع عليكم التشكيلة الكاملة بالأسماء والحقائب التي قدمتها له هنا في بعبدا بـ 9 كانون الأول 2020، أي منذ أكثر من 100 يوم، وأترك الحكم عليها للرأي العام".

 

 

من جهته رد الرئيس عون على تصريحات الحريري، ونفى أن يكون قد أرسل أسماء وزارء.

 

وأوضح عون في بيان أنه "أرسل ورقة تنص على منهجية تشكيل الحكومة وتتضمن أربعة أعمدة، يؤدي اتباعها إلى تشكيل حكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".

 

وأكد عون أن الورقة "لا أسماء فيها لكي يكون فيها ثلث معطل، هي فقط آلية للتشكيل من باب التعاون الذي يجب أن يسبق كل اتفاق عملا بأحكام المادة 53- البند 4 من الدستور".

 

وهاجم عون الحريري بالقول إنه "أسلوبه هذه المرة مختلف"، مضيفا: "كان يكتفي بكل زيارة إلى القصر الجمهوري بتقديم تشكيلة حكومية في غالب الأحيان ناقصة، وفي كل الأحيان لا تظهر فيها مرجعية التسمية".

 

وغمز بيان رئاسة الجمهورية من قناة الحريري قائلا إن "الأزمة حكومية فلا يجوز تحويلها إلى أزمة حكم ونظام، إلا اذا كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة ولن نتكهن بشأنها".

 

رد على الرد

 

لم يتوقف السجال بين عون والحريري، إذ بعد قليل من رد رئاسة الجمهورية، أصدر مكتب الحريري ردا على رد رئاسة الجمهورية.

 

واتهم الحريري، المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتوزيع جدول "لا يمت بصلة" إلى ما أرسله الرئيس ميشال عون له يوم أمس.

وقال الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: "نأسف للمغالطات التي تضمنها بيان رئاسة الجمهورية ونكتفي بالتأكيد أنه منذ تكليف الحريري وبدء اجتماعاته مع الرئيس عون كان رئيس الجمهورية يصر في كل اجتماع على التمسك بحصوله على الثلث المعطل، وهذا الأمر لم يتغير من البداية وحتى اليوم، وهو ما بات معروفا لدى كل اللبنانيين".


وأضاف: "إلا أن الأمر المستغرب وغير المقبول أن تعمد المديرية العامة لرئاسة الجمهورية إلى توزيع جدولا لا يمت بصلة إلى ما أرسله فخامة الرئيس عون للرئيس الحريري أمس، زاعمة أنه الجدول المرسل. واحتراما لعقول اللبنانيين ننشر الأوراق كما وصلت بالأمس من رئيس الجمهورية للرئيس الحريري".

 

ونشر الحريري على صفحته على "تويتر" الأوراق التي قال إن عون أرسلها له، وهي التي تسببت بأزمة كبيرة بين الطرفين.