ملفات وتقارير

أين تتجه علاقة الأردن مع الاحتلال الإسرائيلي بعهد بايدن؟

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن عقد لقاء سري في الأردن بين الملك عبد الله وغانتس- جيتي

أثارت اللقاءات الرسمية الأردنية الإسرائيلية التي عقدت بين الجانبين مؤخرا، تساؤلات حول اتجاه العلاقات بين الطرفين، ومدى تأثرها بتسلم الديمقراطيين مقاليد الرئاسة الأمريكية بقيادة جو بايدن، واقتراب انتخابات الكنيست الإسرائيلي المزمع إجراؤها في 31 آذار/مارس الجاري.

والثلاثاء الماضي؛ التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، في الجانب الأردني من جسر الملك حسين الواصل بين الأردن وأراضي السلطة الفلسطينية.

وبحسب بيان أصدرته "الخارجية الأردنية"؛ فإن اللقاء تناول "المستجدات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على جهود إعادة إطلاق المفاوضات، وقضايا المياه والنقل وتنظيم الحركة التجارية والصادرات وحركة المرور عبر المعابر الحدودية".

ويأتي هذا اللقاء بين الطرفين؛ بعد أن كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن عقد لقاء سري في الأردن بتاريخ 27 شباط/فبراير الماضي، بين الملك عبد الله الثاني، ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس.

ورأى رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، المفكر عدنان أبو عودة، أن وجود إدارة أمريكية جديدة برئاسة جو بايدن، دفع الجانبين الأردني والإسرائيلي إلى اللقاء "باعتبارهما دولتين جارتين ممولهما واحد؛ هو الولايات المتحدة".

 

"مشكلة المياه هي الأهم"

أبو عودة أضاف لـ"عربي21" أن القضايا التي يتم نقاشها بين الطرفين تبقى في دائرة التخرصات التي لا يمكن الجزم بها، "فربما يناقشون مشكلة المياه، أو القدس، أو حل القضية الفلسطينية، وربما يستطلعون مواقف بعضهم البعض حول الإدارة الأمريكية الجديدة".

وفيما إذا كان للقاءات الأردنية الإسرائيلية الأخيرة علاقة بقرب إجراء انتخابات الكنيست؛ اكتفى أبو عودة بالقول إن الأردن لا يتمنى أن يفوز نتنياهو بكل تأكيد؛ لأن جميع سياساته واستراتيجياته مبنية على تنفيذ أهداف الصهيونية بكل معانيها، بما فيها إخراج الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يرفضه الأردن لما يعكسه عليه من أضرار.

ورجح أبو عودة أن تكون قضية المياه هي الأهم في هذه اللقاءات بالنسبة للأردن، "فهو ثاني أفقر بلد بالمياه في العالم"، مبينا أنه إذا أراد حل هذه المشكلة فلا يملك سوى طريقة واحدة هي تحلية المياه، وهذا يجعله محتاجا لاتفاق البحرين الذي تعطله "إسرائيل".

وكانت الأردن و"إسرائيل" قد وقعتا اتفاقا مبدئيا في 2013 لربط البحرين الأحمر والميت عبر قناة مائية، وإقامة مجمع لتحلية المياه شمال مدينة العقبة الأردنية، غير أن المملكة تتهم "إسرائيل" بـ"المماطلة" في العمل على هذا المشروع.

إسقاط نتنياهو
ويرى مراقبون أن الأردن يحاول بلقاءاته الأخيرة مع الجانب الإسرائيلي؛ أن يدفع باتجاه تغيير القيادة الإسرائيلية الحالية من خلال انتخابات الكنيست المقبلة.

وأكد المحلل السياسي جواد الحمد، أن مرحلة نتنياهو كانت عسيرة بالنسبة للأردن، وتميزت بسوء العلاقات بين الجانبين، والتي وصلت إلى حدها الأدنى بما يشبه القطيعة، مضيفا أن الأردن يدعم بديل نتنياهو في الانتخابات كائنا من كان، وخصوصا مع تراجع شعبية نتنياهو وفق استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي.

ولفت إلى تأثر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بوجود إدارة أمريكية جديدة يقودها الديمقراطيون، قائلا إن "نتنياهو كان يتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوجود روابط أيديولوجية وعقائدية بينهما، واليوم هو ليس على وفاق بالمفهوم العقائدي مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي يرأسها جو بايدن".

واستدرك الحمد بالقول لـ"عربي21": "صحيح أن للعلاقات السياسية بين أمريكا وإسرائيل أهمية لدى الطرفين، ولكن تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع اليمين الإسرائيلي سيكون مختلفا عن الإدارة السابقة؛ لأن الديمقراطيين لا يرحبون باليمين حليفا استراتيجيا لهم".

وحول الملفات الحالية الساخنة بين الأردن و"إسرائيل"؛ رأى المحلل السياسي أن "الأولوية اليوم لإسقاط نتنياهو، ثم استعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد إلغاء خطة الضم التي شرع بها نتنياهو، ووقف تطبيق صفقة القرن التي طرحها وتحمس لها ترامب".

وفيما إذا كان الأردن يملك أوراقا تمكنه من التأثير على الانتخابات الإسرائيلية؛ أوضح الحمد أن الأردن "لا يملك سوى بناء علاقات مع الأطراف النقيضة لنتنياهو كما يفعل الآن"، مشيرا إلى أن المملكة تحاول إيصال رسالة للناخب الإسرائيلي بأنك إذا أردت أن يبقى الأردن على علاقة حسنة مع "إسرائيل" فيجب ألا تنتخب نتنياهو. 

وخلال الأشهر القليلة الماضية؛ أجرى الأردن سلسلة لقاءات مع قيادات عربية ودولية في إطار ما يقول إنه "تنسيق مشترك لعقد مؤتمر دولي للسلام، بهدف تحريك العملية السلمية المجمدة منذ أعوام".

 

اقرأ أيضا: هل يمهد التطبيع مع الاحتلال لتشكيل حلف ناتو عربي إسرائيلي؟