سياسة دولية

السيستاني اشترط للقاء البابا.. والأخير بحث معه هذه الملفات

لم يعرف حتى اللحظة طبيعة ما بحث في اللقاء الذي استمر ساعة كاملة- جيتي

بعيدا عن الإعلام، التقى البابا فرانسيس بالمرجع الشيعي علي السيستاني، في مدينة النجف العراقية، في حدث تاريخي، ووسط استنفار أمني غير مسبوق.

 

ولم يسمح إلا لعدد محدود جدا من مرافقي البابا بالدخول معه للقاء السيستاني (90 عاما) في منزله المتواضع في النجف، السبت، والذي تم في الساعة الثامنة بتوقيت بغداد، السادسة بتوقيت غرينتش.

 

مصادر في مكتب الرئيس العراقي برهم صالح قالت إن السيستاني وضع شرطا للموافقة على لقاء البابا فرنسيس، وهو "ألا يحضر أي مسؤول عراقي الاجتماع" بحسب رويترز.

وعرضت الوكالات العالمية لقطات لموكب البابا وهو يتحرك في النجف، قبل أن ينزل منه ويسير في طريق ضيق يؤدي إلى منزل السيستاني.

وعُقد اللقاء مع البابا في منزل السيستاني المتواضع بحارة في النجف وهو المنزل الذي يستأجره منذ عقود.

 

وكشف مكتب السيستاني عن أبرز الملفات التي بحثت مع البابا والتي تركزت بحسب بيان المكتب حول "معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجه الإنسانية".


وقال المكتب إن الحديث دار أيضا "حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها".

ونقل البيان عن السيستاني قوله، إن "الكثيرين في مختلف البلدان يعانون من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية".

وأضاف: "خصوصا ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".

وأشار المرجع الشيعي الأعلى، إلى "الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي".

وأكد السيستاني اهتمامه بأن "يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية".

وصباح السبت، وصل البابا فرانسيس إلى النجف للقاء السيستاني في ثاني محطة لزيارته التاريخية إلى العراق، بعد اجتماعه الجمعة، مع رئيس البلاد برهم صالح بالعاصمة بغداد.

 

وظهر البابا في صورة وهو يقبل العلم العراقي.

ومن المقرر أن يتجه، بعد النجف، إلى مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم وفق روايات تاريخية، في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.

وهذه الزيارة هي الأولى لبابا فاتيكان إلى العراق على الإطلاق، كما أنها أول جولة خارجية للبابا منذ تفشي فيروس كورونا في العالم مطلع العام الماضي.


والسيستاني لا يظهر للعلن ولا ترقبه الكاميرات ووسائل الإعلام، ويرسل فتاواه وتوجيهاته الدينية والشرعية وما يخص الشأن العام عبر وسطاء.


وسبق للبابا الذي يزور العراق، وهي المرة الأولى تاريخيا التي يزور فيها بابا فاتيكان البلاد، أن التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية الجمعة في بغداد.

 

اقرأ أيضا: تساؤلات عن سبب إصرار البابا على زيارة العراق رغم المخاطر


ويشكل السنة تسعين بالمئة من مسلمي العالم، بينما يشكل الشيعة عشرة بالمئة يتركز معظمهم في العراق وإيران.

ويقول رجل الدين الشيعي محمد علي بحر العلوم لوكالة فرانس برس إن هذه الزيارة تشكّل مصدر "اعتزاز"، وأضاف: "نثمن هذه الزيارة التي بلا شك سوف تعطي بعداً آخر للنجف الأشرف". 

وفي مطار بغداد الدولي الذي نزل فيه الحبر الأعظم الجمعة، رفعت لافتة كبرى فيها دعوة إلى التعايش والحوار بين الأديان تتضمن اقتباساً من أحد أقوال الإمام علي الشهيرة "فإنهم صنفنان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق". 

ويعدّ السيستاني أعلى مرجعية بالنسبة لغالبية الشيعة البالغ عددهم 200 مليون في العالم، والذين يعدون أقلية من 1.8 مليار مسلم بالإجمال.

 

ويمثل السيستاني المولود في إيران مرجعية النجف التي تؤيد أن يكون دور المرجعية استشاريا للسياسيين وليس مُقرّرا، مقابل مرجعية قم في إيران التي تؤكد أن لرجال الدين دورا في إعطاء توجيهات سياسية على غرار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي. 

ويرى الكادرينال الإسباني ميغيل أنخيل أيوسو الذي يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، أن "مدرسة النجف الفقهية أكثر علمانية من مدرسة قم التي لها اتجاه أكثر تديناً"، مضيفاً أن النجف "تعطي أهمية أكبر للبعد الاجتماعي" أيضاً.