ملفات وتقارير

تحديات كبيرة تواجه حكومة ليبيا الجديدة.. أبرزها الانتخابات

الدبيبة يجري مشاورات لتشكيل الحكومة- تويتر

مع بدء رئيس الحكومة الليبية الجديدة، عبد الحميد دبيبة مشاوراته لتحديد وزراء حكومته المرتقبة، وفي انتظار نيلها الثقة من مجلس النواب الليبي، ترى نخب ليبية أن أمام السلطة الجديدة في ليبيا تحديات كبيرة، لعل أبرزها إنجاز الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري.


عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط قال، إن المشهد السياسي في ليبيا، "صعب والسلطات الجديدة أمامها تحديات هائلة تحتاج إلى حنكة سياسية كبيرة".


وفي حديث خاص لـ"عربي21" يعتقد قزيط أن إجراء الانتخابات في المواعيد المحددة "يحتاج إلى نصف  معجزة"، مشددا على أن "الجميع يعرف ذلك، ولو كان الجميع واثقا من انتخابات في ديسمبر القادم، لما رأينا التنافس المحموم على الترشح للسلطات الجديدة".


ويضيف قزيط قائلا: "شخصيا سأتقبل بقاءهم أشهرا إضافية في السلطة إذا شعرنا أن الأمور تتحسن، لأن فترة سبعة أشهر غير واقعية تماما للحكومة"، مشددا على أن "المناخات الدولية والإقليمية  والوطنية ربما تساعد على التقدم خطوات إلى الأمام".


الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله الكبير قال، إن تغير الظروف الدولية بعد هزيمة ترامب في الانتخابات "دفع الجميع إلى الرضوخ للتسوية". معتبرا أن الصراع على السلطة لن يحسم بغير الانتخابات، "وهذا انتصار لقوى التغيير في مواجهة قوى العسكر وحلفائهم". حسب ما قال في حديث خاص لـ"عربي21". 

 

اقرأ أيضا: جلسة للنواب الليبي في صبراتة لتوحيده وانتخاب رئيس جديد

ولا يتوقع الكبير أن تجرى الانتخابات في موعدها، مشددا على أن الخلافات ستظهر حول القاعدة الدستورية وستواجه الحكومة الجديدة تحديات عديدة أمنية واقتصادية واجتماعية حتى تخلق بيئة مواتية للانتخابات.


لكنه يرى أن "استمرار الدعم الدولي في دعم مسارات التسوية هو ما قد يدفع بإجراء الانتخابات في موعدها. وقد يتم التأجيل بالتوافق بين القوى السياسية وليس بسبب وجود عرقلة". 

المحلل السياسي، عبد الله حديد قال، إن المشهد السياسي "قد لا يكون مستجيبا لتطلعات الليبيين، لكن الأمل ينعقد على مدى تمكن القيادة الجديدة من خلق رؤية توافقية تسمح بإذابة الانسداد السياسي الحالي".


وحول إجراء الانتخابات في موعدها، بدا حديد في حديثه لـ"عربي21" متفائلا حين قال، إن "المجتمع الدولي حريص على إجراء الانتخابات، حيث إنه حدد موعدا لها"، متوقعا أن تؤجل لمدة قصيرة، مشددا على أن إجراءها "مرتهن بأداء الحكومة وتعاون الأطراف السياسية الأخرى معها".


عضو لجنة "75"، عبد القادر حويلي قال، إن المشهد الحالي سيكون أفضل لو تمكنت السلطة التنفيذية الجديدة من تشكيل "حكومة ترضية موسعة" يقبلها الجميع وتعمل على تنفيذ خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي بتونس والوصول بنا إلى الانتخابات العامة فقط.

 

اقرأ أيضا: حكومة ليبيا الجديدة تكشف لـ"عربي21" تطورات التشكيل الوزاري

وعن توقعاته لإجراء الانتخابات في موعدها، قال حويلي وهو عضو بمجلس الدولة، في تصريح لـ"عربي21": "إن الانتخابات يمكن أن تجرى في موعدها حال أقر مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، تعديل الإعلان الدستوري وإجراء الاستفتاء بمعزل عن الانتخابات، والتي تجري بقاعدة دستورية، بمعنى أن تجري العمليتان بالتوازي في وقت واحد، أو يؤجل الاستفتاء على مشروع الدستور". حسب قوله.

 

وكان ملتقى الحوار الليبي الذي شكلته الأمم المتحدة (يضم 75 عضوا) صوت في جنيف مؤخرا، على قائمة عبد الحميد دبيبة، لإدارة شؤون البلاد مؤقتا، حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.


وتضم القائمة الفائزة أيضا محمد يونس المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني وعبد الله حسين اللافي، عضوين في المجلس.


وأمام الدبيبة، 21 يوما (انقضى منها 9 أيام) لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب من أجل منحها الثقة، وفي حالة تعذر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي.


وتعاني ليبيا منذ سنوات صراعا مسلحا، حيث تنازع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الحكومة المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.