صحافة تركية

مستشار لأردوغان يهاجم هيئة "علماء السعودية".. هذا ما قاله

تساءل أقطاي عن موقف هيئة كبار علماء السعودية من الأذى الذي يتعرض له المسلمون- الأناضول

هاجم مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، هيئة كبار العلماء السعودية بسبب حملتها على جماعة الإخوان المسلمين، وتجاهلها لقضايا المسلمين العامة.

 

جاء ذلك في مقال لأقطاي على صحيفة "يني شفق" وترجمته "عربي21"، قال فيه إن هيئة كبار علماء السعودية التي أسستها المملكة عام 1971، ويرأسها كبير المفتين، هي مؤسسة تتحكم في الآراء والمؤسسات الدينية في البلاد، وتقدم الرأي والفتاوى في القضايا الدينية، بما في ذلك القضايا الاجتماعية والسياسية، ويتم تعيين أعضائها بأمر ملكي.

 

وأضاف: "بما أن الملك يحمل لقب "خادم الحرمين" والدين الرسمي للبلاد هو الإسلام، فبالتالي، فإن الأولوية الأولى للهيئة المكونة هي العمل بحساسية بشأن كافة القضايا التي من شأنها أن تحمي مصلحة الإسلام والمسلمين في البلاد والعالم".

 

وأشار إلى أن "المصالح المرسلة، أي مصلحة المجتمع، من أجل خير المجتمع الإسلامي، من المصادر الهامة للحياة في الفقه الإسلامي، وجميع القضايا التي تعود بالنفع للمسلمين أو تزيل ضررا عنهم، تعتبر مصدرا للفقه الإسلامي إلى جانب القرآن والسنة والإجماع والقياس".

 

وتابع، بأن الحكومة التي يتمثل واجبها الأساسي في خدمة المسلمين، ليس لها أولوية أعلى من رعاية مصالح المجتمع، والواجب الأول للعلماء هو تحديد هذه الفائدة أو تحديد المعنى الديني لها.

 

اقرأ أيضا: أمين حزب الله الأسبق: الإخوان تيار واسع ومحاربتهم استعداء للأمة
 

ولفت إلى أن العلماء الذين ليس لهم دراية بعلم المصلحة، لهم النصيب الأكبر، خلف المخاطر الحقيقية التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم.

 

وأضاف أن المسلمين في العالم يواجهون خطرا حقيقيا، فقد أصبحت حياة وممتلكات المسلمين في الدول الإسلامية غير آمنة، وأصبح دم المسلم رخيصا مقارنة بغيره، ليس في الدول غير الإسلامية فحسب، بل في البلدان الإسلامية ذاتها.

 

ولفت إلى أن معظم الأسلحة في العالم، تباع من قبل الدول غير الإسلامية، وتشتريها معظم الدول الإسلامية، كما أن معظم المسلمين يقتلون بهذه الأسلحة.

 

وأشار إلى أنه عندما تغيب حرية الفكر، فحرية الاعتقاد والدين تكون غير آمنة، وسجون الدول الإسلامية تضم أكثر العلماء تميزا واستنارة في شعوبهم، في وضع أسوأ من العصور الوسطى، ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب داخلها.

 

وشدد على أن العداء الكبير للمسلمين والكراهية المتنامية للإسلام، والهجمات على الكتاب المقدس للمسلمين، يتطلب من العلماء دون غيرهم أولا موقفا جادا.

 

وأضاف أنه في هذه الظروف، والأذى الذي يتعرض له المسلمون في العالم، لم نسمع من هيئة العلماء السعودية أي صوت أو موقف، وفي مقابل ذلك، أصدرت الهيئة بيانا تعلن فيه أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.

 

ولفت إلى أنه بصرف النظر عن المعنى الأخلاقي والديني لهذا البيان، فإن المثير للاهتمام أن هيئة العلماء تولت مهمة إعلان الإخوان منظومة إرهابية.

 

وأشار إلى أن بعض محاضر الاجتماعات المسربة بين المسؤولين السعوديين ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية، أظهرت أن الجانب السعودي هو الطرف الذي يحاول إقناع نظيره الأمريكي بإعلان جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.

 

وأضاف، أنه في سلسلة المفاوضات حول هذه القضية، قال الجانب الأمريكي إنهم لم يتمكنوا من إثبات أي نشاط غير سلمي لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك لم يستجيبوا لإصرار الجانب السعودي، مشيرين إلى أن تصنيفها كمنظمة إرهابية سيقود إلى وضع يتعارض تماما مع ادعاءات ودور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

اقرأ أيضا: خطباء الجمعة بالسعودية يهاجمون "الإخوان" بتوجيه رسمي
 

ونوه إلى أن الجانب الأمريكي، أكد على ضرورة انخراط الإخوان المسلمين في النظام الديمقراطي، والمشاركة في العملية القائمة على حقوق الإنسان، والتخلي عن الخطاب الأيديولوجي المتطرف، ولكن على ما يبدو أن هذه التوصية الأمريكية تعد مصدر الخوف لدى الجانب الآخر (السعودية).

 

وأضاف أن المخاوف السعودية تكمن في أن الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية، بل لأنها داعمة للديمقراطية في العالم العربي.

 

وتابع، بأن "العلماء المدنيين الذين يراعون بالمعنى الحقيقي مصلحة الشعب الاسلامي هم من يعطون الرد المناسب لهذه الهيئة التي ليس لديها أي شيء لتقوله لمن يسجنون العالم الاستثنائي سلمان العودة منذ ثلاث سنوات بشكل مجحف".

 

واستشهد أقطاي، برد أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، على هيئة كبار علماء السعودية والذي قال فيه: "ليس من باب الدفاع عن الإخوان. وإنما من باب إحقاق الحق، سؤال موجه إلى هيئة كبار العلماء (..)، ومن باب فقه الميزان وفقه الأولويات: هل الهجوم على "الإخوان" أفضل أم الهجوم على مشجعي الرسوم المسيئة لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم؟".

 

وتابع القره داغي تساؤله: "أم إن الأوجب الهجوم على محتلي الأقصى والقدس، والمطبعين والمطبلين لدولة الاحتلال؟!".