صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي يدعو لاستراتيجية جديدة تتوافق مع التطبيع

ذكر الجنرال الإسرائيلي أن "تل أبيب مطالبة بالبحث عن قواعد دعم لمواقفها الأساسية في الغرب"- جيتي

قال جنرال إسرائيلي إن "الاختراق التطبيعي مع دول الإمارات والبحرين والسودان، ورفض الجامعة العربية مناقشة الشكوى الفلسطينية من هذه الاتفاقيات، والتصدعات الظاهرة في الموقف الأوروبي؛ تعكس تغيرات عميقة في القوى الإقليمية والدولية".


وأضاف نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن عيران ليرمان في ورقة بحثية ترجمتها "عربي21": "التطورات السياسية الإقليمية تشير إلى انهيار الاستراتيجية الفلسطينية، وجوهرها المفاوضات، التي تتطلب اعترافا متبادلا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانسحابا إسرائيليا إلى خطوط 1967".


ورأى أن "انهيار الاستراتيجية الفلسطينية يعود إلى اختراق التطبيع مع الإمارات والسودان والبحرين بفضل الوزن الكبير لإدارة ترامب، إلى جانب إمكانية لحاق دول أخرى في نفس الطريق".


وأوضح أن "ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة ليس سوى قمة جبل الجليد في خطوة تتكشف منذ سنوات، وهذا له تأثير مباشر على مكانة إسرائيل في العالم في آسيا مثل الهند واليابان وفيتنام ودول أخرى، وأمام البلدان الإسلامية في آسيا الوسطى وآفريقيا، وكذلك في بلدان أمريكا اللاتينية الحريصة على تنمية العلاقات العلنية مع إسرائيل".

 

التقارب مع الاحتلال


وأشار ليرمان، رئيس دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، إلى أنه "لم تعد الدول الكبيرة والصغيرة تخاف من التقارب مع إسرائيل، لأنه يحقق نتائج في الأمن والاقتصاد والابتكار التكنولوجي، كما أن تدمير دول مثل سوريا وليبيا يشير إلى المشاكل الكبرى للعالم العربي، وبغض النظر عن القضية الفلسطينية، فإنه يوضح شرعية المفهوم الأمني الإسرائيلي الصارم".

 

اقرأ أيضا: وزير سوداني: التطبيع مبدئي وإجازته مرتبطة بالبرلمان


وأوضح أن "المحاولة الفلسطينية لتصنيف إسرائيل كيانا "مجذوما سياسيا"، وفرض مقاطعة اقتصادية عليها، وزيادة عزلتها، وصلت إلى مستوى من الفشل الذريع، حتى لو تحركت حركة المقاطعة BDS في الدوائر التقدمية والراديكالية في الغرب، وعلى هامش الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، لأنه ينبع من تغيير عميق في الواقع الإقليمي، وتحول إسرائيل كعامل ثقيل في مجالات الابتكار التكنولوجي".


وأكد أنه "بجانب الاعتبارات الاقتصادية، فإن إسرائيل تطورت قدراتها من التكنولوجيا الفائقة إلى أن يكون لها مستقبل في اقتصاد الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يضائل من قدرة الفلسطينيين على عزل إسرائيل في بيئتها الاستراتيجية المباشرة، في المنطقة وخارجها، مع العلم أن الفلسطينيين يشعرون بالاشمئزاز من ترامب، ويأملون في حدوث تغيير في الإدارة الأمريكية بعد الانتخابات، لأنه سيعكس الاتجاه، ويمكنهم من عزل إسرائيل".


وأضاف أنه "رغم المشاعر المعادية لإسرائيل في الأوساط الأكاديمية واليسارية السياسية الأمريكية، لكن هناك أسسا قوية لدعم إسرائيل على جانبي الانقسام الحزبي، بين الديمقراطيين والجمهوريين، وكما كان الحال مع نقل السفارة إلى القدس، والرد على اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، فإن التيار السائد في الطرفين سيواصل الاهتمام بالمواقف الإسرائيلية، لأن الرأي العام الأمريكي يدعم إسرائيل باستمرار بنسبة الثلثين".

 

دعم غربي 


وبيّن أن "هناك وزنا كبيرا بتشكيل واقع سياسي جديد، في ظروف الاضطراب السياسي بواشنطن، وهناك فرصة أن تسرع إسرائيل، وتضع مخططا بديلا شرعيا، ويجب عليها الإصرار على أن ترتكز التحركات التالية على مبادئ واضحة وشرعية مضمنة في خطة ترامب للسلام، وتشمل الاستعداد للعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين، ومناقشة تسوية حل وسط لإقامة دولة فلسطينية، تخضع لشروط صارمة، والامتثال لمطالب إسرائيل، وترتيباتها الأمنية".


ولفت إلى أنه "من المهم لإسرائيل العمل بأسرع وقت ممكن، لأنه في الفترة الانتقالية التي أعقبت الانتخابات يمكن وضع مبادئ عمل الإدارة المقبلة، كما حدث في 2008، ومرة أخرى في 2016، ويمكن لإسرائيل الاستفادة الفعالة من مزاياها الاستراتيجية وشراكاتها الإقليمية، من أجل تسريع "نموذج الحل القسري" في المرحلة الحالية، عبر عدد من الخطوات الأساسية المطلوبة لهذا الغرض".


وأوضح أن "إسرائيل مطالبة بالبحث عن قواعد دعم لمواقفها الأساسية في الغرب، وتشمل متطلبات الأمن؛ وضع القدس؛ غور الأردن؛ وشرعية وجودها في المناطق على أساس حرب 1967، والحرمان من حق العودة، ووجود قضية اللاجئين، ووضع حد للتحريض، وجهود المقاطعة، ودعم العمل المسلح".


وطالب "بالدخول في حوار مع شراكة السلام الإسرائيلية طويلة الأمد حول إعادة القيادة الفلسطينية أو من يخلفها للمفاوضات، بالتركيز على مصر، حيث توجد اليوم مجموعة واسعة من التداخلات بين مصالحها وإسرائيل، والحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة بالقدس، وهي نقطة مهمة جدا للنظام الملكي الهاشمي".


ودعا إلى "عدم انتظار تسوية سياسية لتنفيذ المشاريع الاقتصادية في المنطقة، لأنه في حقبة التعافي بعد كورونا، يمكن أن تكون مهمة كمحركات للنمو في ما يتعلق بتحويل منتدى الغاز إلى منظمة إقليمية، وتوسيع مجالات النشاط بما يتجاوز مسائل إنتاج الطاقة، ودراسة الترويج للأفكار الخاصة بالموانئ البحرية تحت إشراف أمني إسرائيلي دقيق، في مينائي أشدود وحيفا، وربما عمل ترتيب مماثل، تحت إشراف أردني، في ميناء العقبة".


وأوضح أن "هذه المشاريع من شأنها خلق محركات نمو اقتصادي للفلسطينيين والأردن وإسرائيل، لاستثمار جهد مركز في غرس هذه التصورات في الساحة الأوروبية بعد المواجهة المشحونة رمزياً بين إسرائيل والإمارات في ألمانيا، مع الاعتماد على شراكة المصالح المتنامية مع فرنسا، لمواجهة التحدي التركي في شرق المتوسط، وتهديد إيران للاستقرار في الخليج، وهذه هي الرسائل التي يجب أن تصل إلى آذان القيادة الفلسطينية"، وفق قوله.