صحافة دولية

هكذا تناولت الصحافة الفرنسية غضب المسلمين والمقاطعة

متظاهرون في غزه ينددون بالإساءات الفرنسية- الأناضول

عقب المستجدات الأخيرة التي تلت التصريحات الفرنسية بخصوص الرسوم المسيئة للرسول، تطرقت الصحف الفرنسية إلى هذا الموضوع متحدثة عن ردود الفعل العربية والإسلامية، والموقف الفرنسي.

وفي تقريرها الذي يحمل عنوان "استنكار ودعوات للمقاطعة في العالم العربي بعد تصريحات ماكرون حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد"، والذي ترجمته "عربي21"، قالت صحيفة لوموند إنه في الوقت الذي نددت فيه عدة دول عربية بمقتل صموئيل باتي، رفضت موقف إيمانويل ماكرون من نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي.

 

وجاء أحد ردود الفعل من جانب هيئة كبار العلماء السعودية التي قالت إن "التشهير بالأنبياء يخدم المتطرفين فقط وأن هذه الإهانات لا علاقة لها بحرية التعبير".

وفي قطر، سحبت العديد من سلاسل المتاجر الكبرى المنتجات الفرنسية من أرففها. وانتقدت جامعة قطر "الهجوم المتعمد على الإسلام ورموزه"، وأجّلت سلسلة من الأنشطة المخطط لها هذا الأسبوع في الإطار العام الثقافي القطري الفرنسي إلى أجل غير مسمى. وفي الكويت، قامت حوالي 60 تعاونية تعمل في قطاع التجزئة بردود اقتصادية مماثلة.

كما نشر موقع "أوروبا 1 الفرنسي" تقريرا طرح فيه ثلاثة تساؤلات حول مقاطعة جزء من العالم الإسلامي للمنتجات الفرنسية. ويتعلق السؤال الأول بالبلدان التي أطلقت هذه الدعوات.

فبالإضافة إلى تركيا، التي تصاعدت التوترات بينها وبين فرنسا منذ خطاب إيمانويل ماكرون حول "الانفصالية"، فإن سكان الأردن وإيران وحتى الكويت كانوا من أبرز الشعوب المسلمة التي دعت وطبقت هذه المقاطعة. وفي المغرب الكبير، دعا رئيس الحزب الإسلامي الجزائري جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وطلب استدعاء السفير الفرنسي.

أما في المغرب، فقد ندد حزب الاستقلال المعارض "بالإصرار على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد" فضلا عن "التصريحات المسيئة للإسلام والتي تمس المشاعر الدينية المشتركة للمسلمين في العالم، وفي خاصة في فرنسا".

أما السؤال الثاني، فيرتبط بتبعات مثل هذه الحركة. في الواقع، كان لهذه المقاطعة آثار ملموسة للغاية في هذه البلدان. ففي الكويت، وقع تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مقاطعة منتجات كيري وبابيبال، بينما علقت حوالي 430 وكالة سفر في البلاد حجوزات الرحلات إلى فرنسا. وفي قطاع غزة أحرق متظاهرون صور الرئيس الفرنسي.

 

 

إقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يعلق على إساءة فرنسا للنبي محمد


وفي بلدة الكامور التونسية، جمعت مسيرة مناهضة لفرنسا بضع عشرات من الأشخاص يوم الأحد، بحسب صور نشرتها مجموعة محلية.

وبالنسبة للسؤال الثالث الذي تعرض له الموقع فيتمحور حول رد الفعل الفرنسي. دعت فرنسا، يوم الأحد، حكومات الدول المعنية إلى "وضع حد" لدعوات المقاطعة الصادرة عن "أقلية متطرفة"، كما طالبتها "بضمان أمن" الفرنسيين الذين يعيشون على أراضيها. وفي بيان لها، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية أن هذه الدعوات "تحرف المواقف التي تدافع عنها فرنسا لصالح حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الدين ورفض أي دعوة للكراهية".

أما مجلة شالانج الفرنسية، فقد تحدثت في تقرير عنونته "بتصريحات ماكرون عن الانفصالية الإسلامية تثير طوفانا من الانتقادات" عن إضرام الموالين لإيران في العراق النار مؤخرًا في جهاز تلفزيون بسبب إهانة الإسلام وكذلك بمقر حزب كردي في بغداد.

كما كتبت أنه في باكستان، رد رئيس الوزراء، عمران خان، يوم الأحد أيضًا باتهام إيمانويل ماكرون بـ"بمهاجمة الإسلام". ونشر تغريدة على تويتر قال فيها إنه "كان بإمكانه لعب ورقة التهدئة (...) بدلاً من خلق المزيد من الاستقطاب والتهميش الذي يؤدي حتماً إلى التطرف".

وبالنسبة لـ"لا ديباش" الفرنسية، فقد أشارت في تقريرها "تنامي التوترات ضد فرنسا؛ ماذا يحدث في العالم العربي؟" إلى أن الوضع الحالي يثير تساؤلات حول تأثير ردود الفعل هذه على العلاقات بين فرنسا وهذه الدول. وفي حوار له مع هذه الصحيفة، قال أنطوان بصبوص، وهو عالم سياسي متخصص في دول العالم العربي والإسلام، إن "كل هذا يعد جزءا من استراتيجية التخويف" ويرى في هذا "الارتباك" الكثير من الغوغائية والابتزاز.

واستبعد أنطوان بصبوص حدوث تصعيد خطير محتمل في المغرب الكبير، وقال: "قد يكون هناك تنديد، لكنه لن يكون حركة واسعة النطاق. كان هناك استنكار على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن خطر حدوث تجاوزات ضئيل. لا يمكن للمغرب الكبير أن ينضم إلى هذه الحركة، إذ من شأن ذلك خلق توترات غير مسبوقة على جانبي البحر الأبيض المتوسط".