صحافة دولية

"بوبليكو": التطبيع العربي مع إسرائيل يسحق القانون الدولي

القوى العالمية تدعم إسرائيل رغم ادعائها بالتمسك بحقوق الإنسان والعدالة- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية تعامل القانون الدولي مع ملف التطبيع العربي- الإسرائيلي بوساطة أمريكية.
 
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تحطيم القانون والعدالة الدوليين يعتبر من أبرز نتائج "التطبيع" العربي الإسرائيلي، الأمر الذي لن يؤثر على وضع الفلسطينيين فحسب، بل ستكون له تبعات على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

 

وأضافت أن التطبيع العربي "قد يخلق على المدى القصير وهما خاطئا بالتوازن الإقليمي، ولكن على المدى المتوسط سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار مع تداعيات خارج المنطقة، بما في ذلك أوروبا".
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المؤكد أن الفلسطينيين سيعانون بشكل مباشر وعميق من اتفاقيات السلام التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

 

وأفادت بأنه "مع العلم أن هاتين الدولتين لا تُعدان أبطال العالم في مسائل متعلقة بحقوق الإنسان، بل إنهما تزعزعان بلا هوادة استقرار المنطقة في حربهما ضد الإسلام السياسي، مهما كان معتدلا. ولعل إسرائيل أيضا لا تتخلف عن الركب بشأن هذه المسألة".

 

اقرأ أيضا: إشهار التحالف العربي - الإسرائيلي كبديل عن الجامعة العربية

 
صحيح أن إسرائيل تحافظ على هيكل ديمقراطي وأن استطلاعات الرأي تحدد من يحكم البلاد. في المقابل، تسمح إسرائيل لنفسها بإبرام المعاهدات والاتفاقيات لفرض فصل عنصري واضح في الأراضي المحتلة بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة واللامبالاة الأوروبية المستمرة. 
 
وقالت: "في حال اعتبرنا أن إسرائيل مختصة في زعزعة استقرار كل شيء لا تريده مستقرا، فيمكن أن نقول الشيء نفسه بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، بحيث يشترك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأمير محمد بن زايد في عدة أهداف في هذا المجال".

 

وأوضحت أنه "في الواقع، لقد عمل الطرفان معا وبطريقة منسقة لعدة سنوات لخلق شرق أوسط مصطنع لهم بشكل واضح".
 
وأردفت الصحيفة أن "إيران تعد العدو المعلن بالنسبة لنتنياهو وابن زايد وأيضا للأمير السعودي محمد بن سلمان، لكنهم سلطوا أنظارهم في السنوات الأخيرة أيضا على رجب طيب أردوغان. ولعل كل الأمور تشير إلى أنهم لن يهدأوا حتى يدمروا الرئيس التركي الذي تبنى الإسلام المعتدل غير المطاق بالنسبة إليهم".

 

وأضافت: "هي رؤية يتبناها بعض القادة الأوروبيين أيضا مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

 

اقرأ أيضا: هيرست: التطبيع العربي مع الاحتلال يستهدف تركيا وليس إيران

 
ما من شك أن دماء الفلسطينيين تعد بمثابة الحبر الأحمر للتطبيع الذي سوف توقعه الإمارات والبحرين اليوم في واشنطن، دون أن نستثني أيضا دماء اليمنيين والليبيين في الوقت الحالي.

 

في الأثناء، لم تصدر القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ما تقوم به الولايات المتحدة وإسرائيل، كما يقدر المستبدون في المنطقة بشدة القوة المفرطة لهاتين الدولتين اللتين لا تخضعان للمساءلة أمام أحد.
  
وأفادت بأن "النهب الذي تمارسه إسرائيل كل يوم أصبح عملة مشتركة تقبلها الآن دول الخليج العربية بشكل علني".

 

ولفتت إلى أن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي الوحشي لا تُنعت "بالإرهاب" فحسب في أوروبا المقفرة وغير المنطقية بشكل متزايد، بل تتبنى الدول العربية أيضا هذا الموقف، وهي الدول التي تخلت عن العدالة في بحثها عن السلطة وحماية كل شيء بما في ذلك الفساد.


وأضافت الصحيفة: "ربما لا يوجد صراع آخر في العالم حيث يدعي المعتدون "الدفاع عن النفس" لتبرير التجاوزات التي يرتكبونها يوميا، ولا يوجد صراع آخر تصنف فيه الأعمال المشروعة لمكافحة الاحتلال العسكري على أنها "إرهابية"، مع استخفاف يتعارض مع القانون ومفارقة تسامح المجتمع الدولي".
 
وختمت الصحيفة أنه "يجب حل السلطة الفلسطينية قريبا، فمن المحتمل أنه في وقت قصير جدا سيكون الضرر الذي سيلحق بالقضية الفلسطينية لا رجوع فيه تماما، وستنتهي إسرائيل التي تروج لها أوروبا بأنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" بالإعلان عن سيادتها على جميع الأراضي المحتلة، وهو أمر يحدث بالفعل".