ملفات وتقارير

لماذا صمت العراق عن اتفاق تركيا وإيران ضد "بي كا كا"؟

سبق أن عقد أردوغان اجتماعا مغلقا مع رئيس إقليم كردستان العراق- جيتي

جملة من التساؤلات أثارها غياب موقف العراق الرسمي حيال قرار تركيا وإيران تعزيز التعاون بينهما في محاربة حزبي "العمال الكردستاني (بي كا كا)" و"الحياة الحرة" الكردستانيين، وتنفيذ عمليات مشتركة ضدهما في الإقليم شمال البلاد.

وتأتي هذه التطورات، بعد اجتماع عبر الفيديو "كونفرنس" عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء الماضي، لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.

احتمالان واردان

وتعليقا على ذلك، قال عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" ماجد شنكالي لـ"عربي21"، إن "تعاون تركيا وإيران، بالتأكيد سينتج عنه ازدياد في الهجمات على إقليم كردستان، وذلك لتواجد الكثير من أعضاء حزبي العمال الكردستاني والحياة الكردستاني الإيراني في أراضي العراق".

وأضاف البرلماني السابق: "لذلك، فالموقف يجب أن يكون واضحا من الجانب العراقي بالتنسيق مع إقليم كردستان، لإخراج قوات الأحزاب من أراضيه، لكي لا تكون هناك ذريعة للهجوم من هاتين الدولتين على الأراضي العراقية".

واستبعد شنكالي أن "تكون هناك موافقة من إقليم كردستان على أي هجمات تستهدف الأكراد أينما كانوا، إذ إن موقف الإقليم واضح برفضه شن هجمات على تركيا أو إيران من أراضيه، حتى لو كانت هذه الأحزاب كردية".

 

اقرأ أيضا: اجتماع مغلق بين أردوغان ورئيس إقليم كردستان العراق

 

وبخصوص غياب موقف الحكومة العراقية، رأى شنكالي أنه "يعبر عن أمرين، إما ضعف البلد وعدم قدرته على حماية سيادة أراضيه، أو أنه موافق ضمنا على شن هذه الهجمات".

حرج كبير

من جهته، قال الخبير الأمني والاستراتيجي، فاضل أبو رغيف، إن "السياسيين في العراق لا يزالون يواجهون حالة حرج كبيرة لاتخاذ أي موقف واضح وجدي حيال هجمات تشنها تركيا، وحتى إيران رغم قلتها".

ورأى أبو رغيف في حديث لـ"عربي21" أن "المجتمع الدولي معني في هذا الموقف باتخاذ إجراءات والتحرك لإنهاء الهجمات، إذا ما سكتت الحكومة العراقية لأي سبب كان".

وبحسب قوله، فإن "السكوت يعني أن هناك رغبة من الجانب الحكومي العراقي، بأن لا يدخل في فلسفة سياسة المحاور بالمنطقة، لأنه يتجنب الدخول بمعترك خطير قد يقوده إلى معركة طويلة الأمد".

وأشار الخبير الأمني إلى أن "العراق يتجنب خوض أي معركة مع دول الجوار، ودول المنطقة لأنه منهك عسكريا، وكذلك لأنه مرّ بحروب طاحنة أخذت الأخضر واليابس".

رسائل الكاظمي

وبخصوص من يربط زيارة الكاظمي لإقليم كردستان، وللمعابر على حدود تركيا وإيران بما صدر عن مجلس التعاون التركي الإيراني، قال شنكالي: "نحن ننتظر الأفعال لا الأقوال، وهذه الرسائل تصل عندما يكون لك موقف قوي".

وأضاف: "نريد أن يكون الرد العراقي واضحا بالضغط الاقتصادي والدبلوماسي، أما زيارة الكاظمي للمحافظات في الإقليم، فهي تعني أن العراق واحد وأنه سيكون هناك موقف موحد تجاه انتهاك سيادة البلد، ولكن هذه كلها أقوال، ونحن نريد الأفعال".

وفي السياق ذاته، رأى أبو رغيف، أن "تزامن زيارة الكاظمي إلى الإقليم مع الاتفاق التركي الإيراني، تحمل رسائل عدة، واحدة منها: أنه عندما التقى بمواطني كردستان العراق، فذلك يعني أن سيادة البلد واحدة من الشمال إلى الجنوب، ولا تقبل القسمة على اثنين".

 

اقرأ أيضا: "المخلب-النمر" عملية تركية جديدة في شمال العراق (شاهد)


وشهدت العلاقة بين العراق وتركيا مؤخرا توترا متصاعدا جراء شن الأخيرة هجمات عدة على إقليم كردستان العراق تستهدف حزب العمال الكردستاني، أودت إحداها بحياة ضابطين عراقيين من حرس الحدود في 11 آب/ أغسطس الماضي.

وعلى إثر ذلك، ألغت الحكومة العراقية زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار التي كانت مقررة إلى بغداد، واستدعت سفير أنقرة لديها وسلمته مذكرة احتجاج "شديدة اللهجة".

وكانت تركيا قد أطلقت في حزيران/ يونيو الماضي عملية "مخالب النمر" العسكرية في كردستان العراق، نفذت خلالها ضربات جوية وعمليات توغل برية ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه على لوائح الإرهاب.