ملفات وتقارير

"مليونية 30 يونيو" بالسودان.. ما الذي لم يحققه المتظاهرون؟

الثورة السودان الجيش المعارضة- جيتي

تتواصل الدعوات في السودان، لتنظيم تظاهرات غدا الثلاثاء، تحت شعار "مليونية 30 يونيو"، للمطالبة بـ"تصحيح مسار الثورة"، التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير قبل أكثر من عام.

وفي الوقت ذاته أعلنت السلطات السودانية مساء السبت، إنهاء كافة إجراءاتها، لتأمين التظاهرات المقرر خروجها يوم غد، حيث تحولت الخرطوم إلى ثكنة عسكرية، بعد أن أحكم الجيش سيطرته على أطرافها وجسورها، وأخلاها من جميع الأنشطة قبل 24 ساعة من "مليونية 30 يونيو".

دلالات دعوات التظاهر


وأثارت هذه الدعوات تساؤلات عن أهدافها، وعن إمكانية نجاحها، خاصة أن بعض من دعا لها، هم شركاء لتجمع المهنيين السودانيين، في الائتلاف الحاكم وفقا لمحللين سودانيين.

يشير المحلل السياسي السوداني أحمد علي عثمان، إلى أن هذه الدعوات للتظاهر هي استغلال لذكرى التظاهرات التي حدثت العام الماضي بنفس التوقيت.

وأكد عثمان في حديث لـ"عربي21"، على أن الشباب مشحون وعنده رغبة بالخروج في هذا اليوم، ولكن بالطبع هناك استغلال من بعض السياسيين لهذه الذكرى لتمرير أجندات سياسية.

ولفت إلى أن الشارع في جميع الأحوال يريد الخروج لإحياء ذكرى أول تجربة للتظاهر بعد فض الاعتصام وهذا الأمر متفق عليه من قبل الجميع، لكن هناك اختلاف في المطالب، ورغبة عند البعض لتمرير أجندة سياسية معينة.

وأوضح عثمان بأن الشباب يرون أن هذه الحكومة لم تهتم بمعاش الناس بل جاءت لأهداف سياسية، فمثلا الحزب الجمهوري بدأ الحديث عن حذف بعض الآيات من المناهج وتركوا الأمر المهم وهو معاش الناس بعد إهمالهم إياه".

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني أمية يوسف أبو فداية إن الدعوات للتظاهر الثلاثاء تأتي استذكارا لتظاهرات العام الماضي التي حدثت بعد تنكر العسكر لأحداث فض الاعتصام".

وتابع أبو فداية في حديث لـ"عربي21": "تم التوافق العام الماضي في نفس التوقيت، على مسودة وثيقة الإعلان الدستوري، لكن الآن الكثير من الأطراف حتى المشاركين في الحكم، يرون أن هناك تباطؤا في تنفيذ ما ورد في هذه الوثيقة".

 

اقرأ أيضا: وزير سوداني: دعم السعودية والإمارات لا يكفي لسد احتياجاتنا


وأشار إلى أن "كثيرا ممن دعوا للخروج غدا ومنهم أحزاب شريكة لقوى الحرية والتغيير، ترى أيضا أن هناك مطالب لم يتم تنفيذها منها تعيين حكام مدنيين للولايات حيث ما زالوا عسكريين، وغيرها من المطالب التي لم تُنفذ".

أهداف المليونية

وتعددت مطالب الداعيين للخروج غدا، فهناك من يطالب بتغيير الحكومة، وعلى الجانب الآخر هناك من يطالب بدعم الطرف المدني في الائتلاف الحاكم ضد الطرف العسكري، ما يثير تساؤلات عن أهدافها الحقيقية وهل ستتحقق أم لا؟

وأكد أبو فداية على أنه رغم تعدد المطالب، إلا أن أهم هدف لهذه المليونية، هو تصحيح مسار الثورة، وهو ما يتفق عليه الجميع تقريبا.

وأضاف أن أهداف الأحزاب خارج الائتلاف الحاكم هي إسقاط الحكومة، وأما شركاء قوى الحرية والتغيير يهدفون لدعم التيار المدني داخل مؤسسات الحكم ضد الطرف العسكري.

وحول تأثير اختلاف المطالب على نجاح تنظيم هذه التظاهرات، يرى أبو فداية بأنها لن تؤثر، مضيفا: من يقود هذه الدعوات هم الأغلبية المنظمة التي تقود المسارات، وهي أحزاب الائتلاف الحاكم بالإضافة لتجمع المهنيين، فهم منذ 2018 من يدعوون للتظاهر ويكونون سببا في نجاحها.

وأشار إلى أن نجاح تنظيم مليونية غدا سيكون كبيرا، ولكن لن تنجح هذه التظاهرات في إسقاط الحكومة، بل ستكون داعمة للطرف المدني في الحكم ضد الطرف العسكري، وستدعم مجلس الوزراء بأن يقوم بتغيير، وأيضا من يطالبون بإسقاط الحكومة لا يمتلكون برنامجا يجعل الشباب يلتفون حولهم.

بالمقابل أشار المحلل السياسي أحمد علي عثمان إلى أن الأهداف متعددة فكل جهة لها مطالبها الخاصة، لكن التيار الغالب في الشارع أي أكثر من النصف الآن يطالب بإقالة الحكومة، باعتبار أنها تحولت لحكومة سياسية، وليس تكنوقراط ولم تنفذ أهداف الثورة ومطالبها.

وأكد على أن الخروج للتظاهر غدا بحد ذاته سوف يتحقق، لكن أهداف الخروج لن تتحقق، لكن سيتحقق هدف مهم وهو إعادة نبض الشارع وتوحيده.

وأوضح بأن التظاهرات غدا لن تسقط الحكومة، ولكن المليونيات التي ستليها هي من ستحقق مطالب الشارع.

ورأى عثمان، أن هناك احتمالية لحدوث تصادم، بين المتظاهرين الذين يدعمون الحكومة، والمتظاهرين الذين يطالبون بإسقاطها.