ملفات وتقارير

السعودية تعترف بصحة ما نشرته "MEE" و"عربي21" (شاهد)

السعودية أموال ريال - فليكر

اعترفت السعودية علناً بصحة التقرير الخاص الذي نشرته "عربي21" قبل أيام والذي كشف عن تبخر مئات المليارات من الأصول الاحتياطية لدى المملكة منذ تولي الملك سلمان الحكم، وهي المعلومة التي كانت أيضاً قد وردت في مقال للكاتب البريطاني "ديفيد هيرست" نشره بموقع "ميدل إيست آي - MEE" يوم 22 أبريل الماضي قبل أن تقتفي أثرها "عربي21" وتتأكد منها وتتوسع فيها. 

 

وكان تقرير لــ"عربي21" منشور يوم 25 آبريل الماضي قد توصل الى أن الأصول الاحتياطية للسعودية قد هبطت بواقع 873 مليار ريال منذ وصول الملك سلمان الى الحكم وحتى نهاية العام الماضي 2019، وذلك بالاستناد الى عدد من التقارير الرسمية الصادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) ومقارنة الأرقام بعضها ببعض. 

 

إقرأ أيضا: 873 مليار ريال تبخرت من خزائن السعودية خلال حُكم سلمان

 

وبهذه الوتيرة من عمليات التراجع في الاحتياطي السعودي فانه إذا أضيف الربع الأول من العام 2020 فان أكثر من تريليون ريال (أي ألف مليار ريال) تكون قد نفدت من خزائن الاحتياطي، أي ما يعادل 266 مليار دولار أميركي، وهو مبلغ فلكي يعادل الموازنة الكاملة لبلد مثل لبنان أو الأردن أو تونس لمدة تزيد عن 20 عاماً متواصلة!

 

وجاء تقرير "عربي21" الذي توصل الى هذه الأرقام المرعبة بعد أيام على مقال نشره الصحافي البريطاني الشهير والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط ديفيد هيرست وأشار فيه بشكل عابر الى هذا الرقم، وذلك في سياق استعراضه للتطورات التي مر بها الاقتصاد السعودي والتحديات التي يواجهها حالياً في ظل انهيار أسعار النفط.

 

إقرأ أيضا: هيرست: هذا ما سيحدث في السعودية عندما يتوقف النفط

 

واعترف وزير المالية السعودي محمد الجدعان بصحة هذه الأرقام، وهو ما يكشف التكاليف الباهظة والمرعبة للحرب التي تخوضها السعودية على اليمن، حيث حاول الوزير السعودي تبرير الأمر بجائحة "كورونا" وانهيار أسعار النفط، وذلك على الرغم من أن تراجع النفط وانتشار "كورونا" ظهرا في شهر آذار/ مارس الماضي، أي قبل أقل من شهرين من الان، أما التراجع في الأصول الاحتياطية السعودية فبدأ قبل أكثر من خمس سنوات، أي منذ وصول الملك سلمان الى الحكم، ومنذ اندلاع الحرب الدموية في اليمن.

 

وقال الجدعان في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" بثتها مساء السبت الثاني من أيار/ مايو الحالي أن الحكومة السعودية اضطرت "خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية الى استخدام أكثر من تريليون ريال من الأصول الاحتياطية للمملكة وذلك للتغلب على العجز في الموازنة".

 

إقرأ أيضا: ثلاث صدمات اقتصادية تضع حكام الخليج في خطر

وأضاف: "لو لم نكن لدينا هذه الاحتياطيات لواجهنا أزمات كبيرة جداً، استخدمنا هذه الاحتياطات لتغطية عجز الميزانية. استخدمنا أكثر من تريليون ريال خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية لتغطية العجز. استخدمنا أيضاً جزء من ايرادات الاستثمارات التي نقوم بها، حيث أن الاستثمارات مهمة جداً لأن لديها عوائد نستطيع استخدامها في حالة الأزمات".

 

وعلى الرغم من هذا الاعتراف فان الوزير السعودي أكد أن "الحكومة تدير المالية العامة بشكل حصيف وكفؤ"، كما أنه تجنب توضيح الى أين ذهبت هذه المليارات وكيف تم إنفاقها، وذلك على الرغم من أن أسعار النفط كانت مرتفعة ولم يكن فيروس "كورونا" قد ظهر، كما لم تكن ثمة مشاكل اقتصادية تواجه العالم.

 

ويشير بعض الخبراء الى أن الحرب في اليمن وحدها تكلف السعودية خمسة مليارات دولار شهريا، كما يلفت خبراء اقتصاديون أيضا الى أن جزءا كبيرا من خسائر الاقتصاد السعودية تعود الى الاستثمارات الفاشلة التي تورطت بها الرياض في السنوات الأخيرة. 

 

وكان تقرير لصندوق النقد الدولي صدر مؤخرا قد أشار الى أن "إذا استمر سعر النفط عند مستوى 20 دولارا للبرميل فان الخليج سيصبح فقيرا بحلول عام 2027، وحتى إن ارتفع الى 30 دولارا فان الأمر في المنطقة ينذر بالخطر".