اقتصاد عربي

انهيار أسعار النفط الأمريكي تسليم يونيو أكثر من 40 بالمئة

انخفض سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيار/ مايو إلى ما دون الصفر مع بدء تداولات أوروبا- جيتي

تراجعت أسعار النفط الخام بشكل كبير خلال تعاملات الثلاثاء بفعل المخاوف من هبوط أكبر في الطلب العالمي، ومتأثرة بذعر المشترين عقب "الاثنين الأسود" الذي شهدته عقود الخام الأمريكي.

 

وبحلول الساعة 17:27 بتوقيت غرنتش، خسرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر حزيران/يونيو الوسيط 8.28 دولارا للبرميل ما نسبته 40.53 بالمئة، ليصل إلى 12.15 دولارا للبرميل

 

وفي التعاملات المبكرة الثلاثاء، كانت العقود الآجلة للخام الأمريكي تراجعت بنسبة 23 بالمئة أو 4.2 دولار، إلى 15.7 دولار للبرميل.


وعند الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران/يونيو عند مستويات منخفضة، بخسارة 6.37 من قيمتها أو ما نسبته 24.91 بالمئة، ليصل إلى 19.20 دولارا للبرميل.

 

وفي وقت سابق من الثلاثاء، خسر خام برنت تسليم يونيو 35 بالمئة، رغم أنه كان بعيدا عن الانهيار التاريخي في سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيار/ مايو، الذي وصل إلى انخفاض سلبي لأول مرة في التاريخ.


وتخشى أسواق النفط العالمية، من تكرار أزمة انهيار تسعيرة عقود الخام الأمريكي تسليم مايو، الاثنين، على عقود يونيو 2020، وسط غياب أي مؤشرات لارتفاع الطلب على الخام.


وأصبح الاثنين الأسود، الذي شهد انهيار تسعيرة عقود الخام الأمريكي إلى (-40 دولارا) للبرميل، هاجسا بالنسبة للمضاربين في أسواق الخام، بعد ارتفاع معروض بيع العقود قابله نضوب في الطلب.



استمرار انخفاض الأسعار

 

وتوقع جون براون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بريتيش بتروليوم (بي.بي)، أن تبقى أسعار النفط منخفضة لبعض الوقت مع تجاوز المعروض الطلب.

 

وصرح لـ"بي بي سي" بالقول: "إن الوضع الحالي في أسواق النفط العالمية يعيد إلى الأذهان التخمة النفطية في الثمانينات من القرن الماضي".

وأضاف: "الأسعار ستكون منخفضة جدا، وأعتقد أنها ستظل منخفضة وشديدة التقلب لوقت طويل".

وتابع: "هذا يذكرنا تماما بفترة في منتصف الثمانينات حين حدث نفس الأمر، إمدادات كثيرة جدا وطلب قليل جدا، واستمر انخفاض أسعار النفط لمدة 17 عاما"

 

انخفاض بالأسواق الأوروبية

 

يبدأ اعتبارا من مايو المقبل، تنفيذ قرار لتحالف "أوبك +" يقضي بخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، وهو أكبر اتفاق على إنتاج الخام في تاريخ الصناعة النفطية.


وقدرت منظمة "أوبك" في تقريرها الشهري، الخميس الماضي، أن يشهد نيسان/ أبريل الجاري، أسوأ انكماش بمقدار 20 مليون برميل يوميا. 

 

فيما قالت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، إن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا، خلال نيسان/أبريل، ما يعني تراجعا بنسبة 29 بالمئة من إجمالي الطلب قبل جائحة كورونا، البالغ 100 مليون برميل يوميا.

 

اقرأ أيضا: ساعات حاسمة على سعر نفط أمريكا تسليم أيار بعد انهيار تاريخي


وفي السياق ذاته، افتتحت الأسواق الأوروبية الثلاثاء على انخفاض، غداة انهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في تاريخها، نتيجة انهيار الطلب وفائض الإنتاج الناجم عن تفشي وباء كوفيد-19.

وتراجع مؤشر "أف تي أس إي 100" في لندن بنسبة 1.4 بالمئة إلى 5728.99 نقطة، ومؤشر فرانكفورت "داكس" بنسبة 1.7 بالمئة إلى 10487.41 نقطة، أما مؤشر "كاك 40" في باريس فخسر 1.4 بالمئة إلى 4463.56 نقطة.


وعاود سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيار/ مايو الارتفاع إلى ما فوق الصفر في الأسواق الآسيوية، بعدما أغلق عند سالب 37.63 دولار في نيويورك، لكنه عاد إلى ما دون الصفر عند -4.51 دولار مع بدء التداولات في أوروبا. 


وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي ألحق ضررا كبيرا بالاقتصاد العالمي، عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

 

تعليق روسي


وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطيات الأمريكية، وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.


وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من أيار/ مايو، لكن ذلك لم يكن كافيا.


من جهة أخرى، قال مصدران مطلعان لرويترز الثلاثاء، إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أبلغت المشترين بعقود محددة المدة، أنها ستخفض الإمدادات من خاماتها الأربع في أيار/ مايو.


وقال المصدران استنادا لخطاب أرسلته أدنوك للمشترين اليوم إن الشركة ستخفض إمدادات خامي مربان وزاكوم العلوي بنسبة 15 بالمئة في أيار/ مايو، وإمدادات خام داس وأم اللولو بنسبة خمسة بالمئة خلال الشهر ذاته.


بدورها، علقت وزارة الدفاع الروسية على انهيار أسعار النفط التاريخي الاثنين في العقود الآجلة، قائلة إنه "يرجع إلى المضاربات"، مضيفة أنه من الخطأ الربط بين انهيار العقود الآجلة للنفط والسعر الفعلي للخام.


وأشار الكرملين في بيان له، إلى أن الحكومة الروسية لديها كل الاحتياطيات التي تحتاجها، لتعويض انخفاض أسعار النفط.