صحافة دولية

التايمز: كيف يؤثر قتل الحويطي على مشروع نيوم لابن سلمان

ابن سلمان روج لمشروعه إلا أنه أثار سخرية في الغرب- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا أثار تساؤلا بشأن مستقبل مشروع نيوم السعودي، الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد حادثة قتل المواطن عبد الرحيم الحويطي الذي سبق أن انتقد المشروع والسلطات.

وبحسب معد التقرير ريتشارد سبنسر، فإن قتل الشرطة السعودية ناقدا بارزا لمشروع نيوم، أثار الشكوك حول جدوى المشروع. 

وأورد التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنه قبل مقتل الحويطي، قام الأخير بوضع أشرطة فيديو على الإنترنت، قال فيها إنه أحد الذين يرفضون مغادرة أملاكهم من أجل بناء مدينة نيوم، وأنه يتوقع الموت. 

ووجه انتقادات لـ"الولد محمد بن سلمان"، وفق تعبيره، وقال: "لا تستغربوا اتهامي بالإرهاب ووضع الأمن السلاح في بيتي لاحقا".

 

وبالفعل، نشر بيان الحكومة السعودية بعد قتله، أن الحويطي فتح النار على رجال الأمن، الذين كانوا يحاولون اعتقاله. 

 

اقرأ أيضا: السعودية تعلن مقتل الناشط الحويطي.. وتتهمه بأنه مطلوب أمنيا

وقالت الحكومة إن الحويطي "اعتصم داخل بيته وتمترس خلف أكياس الرمل، ولم يرد على نداءات رجال الأمن وأحد أشقائه لتسليم نفسه"، وإنه عثر في بيته على كميات من السلاح، وفق الرواية الأمنية.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك شكوكا حول جدوى مشروع نيوم الطامح لجمع السياحة بالتكنولوجيا المتقدمة والبيئة الخضراء والروبوتات والسيارات الطائرة.

 

والسبب وراء الشكوك، "حرب الأسعار بين السعودية ومنافستها روسيا، والولايات المتحدة التي تسببت بانهيار أسعار النفط عالميا"، بحسب تقرير الصحيفة. 

وأدى انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، إلى هبوط الطلب على النفط الخام الذي تعتمد المملكة عليه بشكل كامل. 

ويأتي قتل الحويطي بعد شهر من الاعتقالات لأميرين بارزين، رفضا دعم خطط ولي العهد، الذي سيخلف والده الملك سلمان ذا الـ84 عاما. 

وتعد نيوم جزءا من خطة ابن سلمان الكبرى، لـ"تحديث السعودية"، التي أطلق عليها خطة 2030 تحويل اقتصاد المملكة من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع، يقوده القطاع الخاص. 

وتمت خصخصة جزء من شركة النفط الوطنية لجمع المال الكافي وتمويل الصناعات الجديدة. 

وقطعت الحكومة الدعم عن المواد الأساسية والوقود، فيما شجعت أصحاب الشركات الخاصة على استبدال عمالة سعودية بالعمالة الأجنبية، مع أن هذه الإجراءات أدت لمفاقمة الأزمة الاقتصادية، بحسب الصحيفة. 

سخرية من نيوم

وأضافت أنه "تم التعامل مع مشروع نيوم في الغرب بسخرية وأنه فنتازيا، خاصة أن الأمير يريدها أن تكون مركز صناعات الواقع الافتراضي، وأن تحتوي على سيارات طائرة، وخدم من الروبوتات، وخطة تطوير سياحي مع الأردن ومصر، وتكنولوجيا التعرف على الوجه تستطيع مراقبة أي شخص وملاحقته أينما ذهب".

أثر المشروع على السكان


وناقش تقرير أعدته شركة استشارية وسرب العام الماضي لصحيفة "وول ستريت جورنال"،  مصير 20 ألف شخص يعيشون على مساحة 10 آلاف ميل مربع، وأثر المشروع عليهم. 

وجاء فيه أن من يستطيعون تطوير مهارات مناسبة لمشروع "نيوم"، فسيسمح لهم بالبقاء، أما من لا يستطيعون، فسيتم ترحيلهم من أراضيهم.

والأربعاء الماضي، أصدر صندوق النقد الدولي بيانا تساءل فيه عن الأسس المالية لدول الخليج.

وحتى قبل اندلاع وباء كورونا الذي أوقف الطلب على النفط، فقد حذر صندوق النقد الدولي دول الخليج، من أنها تنفق بمعدل أكثر مما تسمح به أسعار النفط المنخفضة، بدرجة قد تؤدي إلى استخدام كل احتياطياتها النقدية، وعلى مدى 15 عاما. 

 

اقرأ أيضا: السعودية "تهجّر" الحويطات لأجل "نيوم".. ومقتل أحدهم (فيديو)

وتساءل المحللون عن حكمة قرار ابن سلمان إعلان حرب أسعار ضد روسيا، ذلك أنه أمر بزيادة معدلات الإنتاج اليومية بدرجة أعلى من الطلب العالمي على النفط الذي يصل إلى 30 مليون برميل في اليوم. 

وأغضب القرار الممثلين الجمهوريين لولايات النفط الأمريكية، وهم نفسهم الذين وقفوا معه عام 2018، ورفضوا التصويت على وقف صفقات السلاح الأمريكية بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا. 

ورأى الجمهوريون في قراره شن الحرب، سببا في إفلاس شركات الإنتاج النفطية الأمريكية مستقبلا. 

وقال كيفن كرامر، السيناتور عن ولاية نورث داكوتا: "بصراحة، أعتقد أنه لا يمكن تبرير تصرفاتهم، ولن ننساها بسهولة".