أخبار ثقافية

"المجاني في شعر العرب".. جديد "الحوار" برمضان القادم (صور)

30 حلقة تلفزيونية تتناول سير الشعراء وتفاصيل حياتهم- عربي21

تستعد قناة الحوار الفضائية، لاستقبال شهر رمضان، الذي يحل بعد أيام قليلة، ببرنامج يتناول الشعر العربي، بطريقة جديدة، عبر استعراض سير الشعراء ومحطات حياتهم، والتحولات التي شهدتها.

واختار القائمون على البرنامج اسم "المجاني في شعر العرب"، في كناية عن "جني القطاف"، وتقديم فحول الشعر العربي سواء القديم أو الحديث بصورة مشوقة للمشاهد.

وتحدث منتج البرنامج مراد جهاد لـ"عربي21"، عن فكرة البرنامج وقال: "الحلقات تتنقل بين سير الشعراء، في مختلف مواقعهم الجغرافية وجنسياتهم، وأنواع الشعر وبحوره التي تناولوها في أشعارهم".

وأوضح جهاد أن البرنامج يسلط الضوء على نقاط التحول في حياة الشعراء، وسيفاجأ المشاهد، بتفاصيل غير مشهورة من حياة بعض الشعراء.

وأضاف: "بعضهم كان شاعرا كبيرا لكنه بخيل، وأحدهم كان يوصف بسيد المجون، وآخر يحب النساء والخمر والقتال، وهناك تناقضات في بعض الشخصيات".

 

إقرأ أيضا: في ذكرى وفاته.. معلومات لا تعرفها عن جبران خليل جبران (تفاعلي)

وأعرب عن اعتقاده أن "المجاني في شعر العرب"، سـ"يستدعي علما يفتقده جيل كامل، وخاصة الجديد، فالكثير لم يسمعوا عن المتنبي، ولم يقرأوا شعره".

وتابع: "أظن أن البرنامج سيكون مفاجئا للجمهور، ومسليا في الوقت ذاته، بالكم الكبير من المعلومات التي ستقدم فيه عن الشعراء".

من جانبه رأى مقدم البرنامج الدكتور أسامه الأشقر أن البرنامج، لن يكون تكرارا لأعمال قديمة، "بل سيكون واحدا من أصعب البرامج التي يمكن إنتاجها في مجال الشعر العربي والشعراء".

وقال الأشقر لـ"عربي21": "الشعراء تجربة إنسانية كاملة، والاستعراض خلال البرنامج الأشبه بجلسة سمر، مع نقاد وشعراء، سيبدأ من الولادة والبيئة التي عاش فيها الشاعر، وانتهاء بالوفاة التي ستقدم بصورة درامية".

ولفت إلى أن "كما كبيرا من الإثارة والتشويق ستتضمنها 30 حلقة تلفزيونية، خلال شهر رمضان، تعيد تقديم الثراث العربي القديم والمعاصر، للارتفاع باللغة العربية الأصيلة، وتقريبها إلى الناس من خلال فهم كيف تعامل معها الشعراء".

 

بدوره علق حسين الجنيد أحد الضيوف الرئيسيين في البرنامج المرتقب، بالقول إنه يخيل للسامع أن حرفاً سقطَ من آخر لفظة "المجاني"، وغالب الظن أنّه حرف النون.

 

وأضاف لـ"عربي21":"قد يخيّلُ إليه أيضا أنّ خطأً إملائياً جعل الغينَ جيماً، فالكلمة المرادة هي "المغاني" أو تكون "المعاني"، وما بين هذه الأخيلةِ الظانّةِ باللفظةِ أخطاءً، تدنو آفاقُ الأدب وتكاد تحاصر المتلقي لولا نوافذُ ومحطّاتٌ تنفتحُ على ضفاف الجمال وتعبر بالمشاهدِ عبر بحور الشعر إلى تالدٍ عظيم من التراث، وطارف كريم من الأدب المعاصر، بجسرٍ أدبيّ يربط الماضي بالحاضر، والقديم بالجديد، ليجني السامع والمشاهدُ قطوفَ الأدب الدانيات، ومعانيَ الشعرِ واتصاله بالشاعر وتفاصيل الحياة، في صورة استدعاء للسياق الزمني والظروف التي عاش فيها النصُّ، وها هو اليومَ يولد بيننا من جديد.

 

وأضاف:"في المجاني، يتنقّلُ الحوار بين الأفراد بسلاسة وإمتاع، كما تتنقّل الحلقات بين الشعراء، ففي كلّ حلقة شاعر واحد، يدور حوله القول، وفيه يطيب للنثرِ أن يباري الشعر، في محاولة لتقديم مادّةٍ تطرب لها النفس الإنسانية ويزدهي بآثارها العقل".


وفي المجاني - يزيد الجنيد- قد تُطلق الأحكام والآراء، وقد تقيّد كذلك، فما عُرفَ عن الشاعر يُعين على فهمِه وإدراك فنّهِ، وما خفيَ عنه كانَ مما حاولت أن تتناولَه المحاوِرُ وتصطادَ في ماء الشكِّ فيه، وقد تخبطُ فيه خبطَ عشواء، أو تشدُّ المتابعَ ليقولَ قولتَه هو، بعيداً عن القطعية في الرأي، وقريباً من النصِّ لا سواه.


وفي المجاني تكثر الرياحين والبساتين، فيمر الوقت سريعاً، خفيفاً نظيفاً، كأنه ضيفٌ عابرٌ لطيف، أو هو وجْدٌ حالمٌ شفيف، إلى درجة أن المتابع قد يحتارُ من الشعر وجنونه، ومن الأدب وفنونه، فيرى الضيوفَ والمتحاورين وهم يقفون في صف الشاعر حيناً، أو على ضفّةٍ مقابلة، أو يتناثرون على ضِفافٍ مختلفة، ومواقفَ متباينة، كلٌّ منهم يرسمُ للشاعرِ صورتَهُ، بألوانِ الشاعرِ وتعابيره وتصاويره.


وفي المجاني لم نكن ضيوفاً عليه، ولم يكن ضيفاً علينا، كنّا جميعاً في ضيافة الأدب الخلّاق، والتراثِ الإنسانيّ الثريّ الذي خلّفته آداب اللغة العربية، وصافحتْ به حاضرَها الحزين، فكانت عبر امتدادٍ زمني عميق، وجهاً من وجوهِ الحضارةِ العربية والإسلامية، أشرقتْ به على هذا العالم، حاملةً قيم الإنسان في صورة تعبير غنيّة، وإشراقة تفكير جَنيّة.