طب وصحة

موقع روسي يجادل: هل يمكن أن يكون التدخين مفيدا؟

يفضل معظم المدخنين أن يكتبوا أن السجائر تحمي من مرض باركنسون والزهايمر-CC0

نشر موقع "أرغومينتي إفاكتي" الروسي تقريرا تحدث فيه عن التدخين الذي وردت حوله سابقا العديد من المعلومات المتعلقة بفوائده، علما بأنه يعتبر من بين أكثر العادات إضرارا بالصحة في وقتنا الحالي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه يوم 21 آذار/ مارس 1923 في باريس أدلى أحد الأطباء بتصريح مثير للجدل أفاد فيه بأن النيكوتين له خصائص مضادة للبكتيريا. وبناء على هذا، فإن التدخين قد يكون مفيدا. والمثير للاهتمام أن هذا التصريح ليس الأول من نوعه ولا الأخير حول فوائد التدخين.

في البيرو، قبل ظهور التبغ لدى الأوروبيين بوقت طويل، استخدم التبغ كمطهر. وفي أمريكا الجنوبية، كان التبغ من أكثر النباتات الطبية شعبية. وفي تلك الفترة، كان سكان أمريكا الجنوبية يستعملون التبغ لعدة أغراض، من قبيل التدخين والمضغ وحتى صنع الحقن الشرجية. وفي الحقيقة، يبلغ عمر أقدم حقنة شرجية عثر عليها علماء الآثار في البيرو أكثر من 2500 سنة. وفي أوروبا، في العصر الفيكتوري استخدم التبغ للشفاء من الإمساك.

الأعشاب لجميع الأمراض

 

 في العصور القديمة، اعتبر التبغ مفيدا في العديد من المجتمعات، إذ استخدم لعلاج الصداع النصفي وآلام الأسنان والالتهابات والسرطان وغيرها من المشاكل الصحية. واستُخدم التبغ لعلاج نزلات البرد والعديد من أمراض الجهاز التنفسي واعتبر استنشاقه مفيدا للصحة.

 

اقرأ أيضا: دراسة أمريكية توضح أخطار "التدخين غير المباشر"

وأشار الموقع إلى أنه منذ بداية استيراد التبغ من أمريكا نحو أوروبا، فقد بدأ الأوروبيون بتدخينه باعتباره دواءً. وبمجرد أن بدأ الأوروبيون بتدخين التبغ، ظهر له بعض الأعداء الذين زعموا أن التدخين ضار وأنه أمر شيطاني.


وفي نهاية القرن السادس عشر، قاد الملك الإنجليزي حملة ضد التدخين. وأوضح بعض الأطباء وقتها الآثار الطبيبة للتدخين في مقالة قالوا فيها إن التدخين "عادة مثيرة لتهيّج الأعين وغير مفيدة للأنف وضارة للدماغ. كما أنها تمثل خطرا على الرئتين".

بهذا الوقت بدأت المعركة


أورد الموقع أن اعتبار التبغ دواء في العالم الغربي يعود لحوالي 500 سنة. والمثير للاهتمام أن البشرية رفضت الاعتراف بمخاطر التبغ لوقت طويل. إذ إن تأثيره السلبي على الجهاز التنفسي لم يكن مرئيا.


أما المعركة الحقيقية ضد التدخين فقد بدأت في الستييات فقط، عندها بدأ الاعتراف بالتبغ كمادة مسرطنة قوية. ولم تظهر الأدلة العلمية التي تثبت مضار التدخين إلا منذ 50 سنة فقط.

ضحايا العلم

 

أكد الموقع أن المدافعين عن التبغ يدّعون أن للتدخين فوائد خاصة لعلاج بعض الأمراض. كما أن العديد من هؤلاء نشروا مقالات بعناوين مثل "التدخين يمكن أن يكون مفيدا لك" أو "فوائد النيكوتين: بين الحقائق المحتملة والخرافات".


وفي الحقيقة، يفضل معظم المدخنين أن يكتبوا أن السجائر تحمي من مرض باركنسون والزهايمر. وقد تطرقت بعض الدراسات إلى مثل هذا التأثير. فعلى سبيل المثال، يقال إن التدخين قد يقلص من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 50 بالمئة تقريبا.

ذريعة الوقاية من "باركنسون"


أوضح الموقع أنه إذا افترضنا أن شخصا ما بدأ التدخين في فترة شبابه لحماية نفسه في سن الشيخوخة من مرض باركنسون والزهايمر، فإنه من المرجح أن يموت بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو السرطان أو انتفاخ الرئة قبل أن يصل إلى سن الإصابة بمرض باركنسون أو الزهايمر.


وبحسب علماء أستراليين، فإن التدخين ينقذ حياة شخص واحد مقابل 100 حالة يتسبب في وفاتها.

 

اقرأ أيضا: السجائر تبعث مواد سامة تبقى بالهواء حتى بعد اختفاء الدخان

وذكر الموقع أنه في حال كان هذا الشخص لا يحمل أمراضا وراثية ويتمتع بمناعة جيدة، فإنه يمكن أن يعيش ويدخن لفترة طويلة. ولكن في الوقت نفسه، قد يزيد لديه خطر الإصابة بالخرف (خرف الشيخوخة) وذلك نتيجة تصلب الشرايين في الأوعية الدماغية بسبب التدخين، علما بأن هذا المرض ليس أفضل من الزهايمر أو مرض باركنسون.

تأثير النيكوتين


أكد الموقع أن التأثير الوقائي للتدخين يرتبط بالنيكوتين، ويحدث ذلك مع أمراض مثل الاكتئاب والفصام وعدد من الأمراض العقلية الأخرى.

وفي الحقيقة، يبحث الأطباء عن كيفية تنشيط الآثار المفيدة للنيكوتين مع تجنب آثاره الجانبية الخطيرة والتأثير المسرطن لدخان التبغ.

مفارقة بالنسبة للنساء


أفاد الموقع بأن هناك تأثيرات متناقضة للتدخين على النساء. فمن جهة، يحد التدخين من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم والأورام الليفية، ومن جهة أخرى، يزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم والتسمم لدى النساء الحوامل.


وفي الحالة الأولى، يرتبط التأثير الإيجابي بتثبيط الهرمونات الجنسية الأنثوية أثناء التدخين. وفي الوقت نفسه، يزيد التدخين من خطر تطوير أنواع أخرى أكثر خطورة من السرطان.