صحافة إسرائيلية

قلق أمني إسرائيلي من سيناريو انتشار كورونا في غزة المحاصرة

أكدت صحيفة إسرائيلية أن "غزة أكثر حساسية بالنسبة لانتشار الأوبئة"- جيتي

كشفت صحيفة إسرائيلية، عن وجود مخاوف وقلق أمني وسياسي إسرائيلي، من سيناريو انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما.


وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "انتشار فيروس كورونا يضع إسرائيل في وضع حساس مع السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس".


ورأت الصحيفة أنه "في هذه الأثناء تسهم محاربة الوباء الكثيفة في الهدوء الأمني النسبي، وتؤدي إلى تعزيز التنسيق بين الأطراف"، معتبرة أن "الامتحان الأكبر سيأتي في الأيام القريبة القادمة، عندما ستضطر إسرائيل إلى اتخاذ قرار؛ بشأن تمديد أو وقف الحصار الكامل الذي فرض على المناطق في عيد المساخر".


وأكدت أن "غزة أكثر حساسية بالنسبة لانتشار الأوبئة، وفي هذه الأثناء لم يشخص فيها أي مصابين بكورونا، وفي الضفة الغربية تم إحصاء 26 إصابة، وفعليا لا توجد أي إمكانية للفصل بصورة كاملة عن إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: دول عربية علّقت التعليم بسبب كورونا.. تعرف عليها (تفاعلي)


ونوهت "هآرتس" إلى أنه "في جميع تحليلات الوضع التي يجريها جهاز الأمن في السنوات الأخيرة، تم طرح خطر انتشار أمراض معدية في القطاع كأحد السيناريوهات المحتملة بسبب الاكتظاظ هناك والبنى المنهارة والشروط الصحية المتدنية؛ ولكن في حالة كورونا، فإن مركز الإصابة يأتي من الخارج".


وفي "صورة متناقضة؛ الفصل النسبي (حصار غزة الممتد منذ 14 عاما) للقطاع عن العالم بالتحديد، يحميهم في الوقت الحالي، وسواء في القطاع أو الضفة يسود قلق كبير في أوساط الجمهور من انتشار كورونا، وأقيم في القطاع مقر للحجر الصحي في رفح للأشخاص الذين يوجد شك بأنهم أصيبوا بالفيروس، كما أنه تم تقليص الحركة إلى مصر ومنها عبر معبر رفح البري، والحكومة الفلسطينية طلبت من السكان عدم السفر إلى الخارج إذا لم يكن ضروريا".


وبينت أن "المعضلة الأساسية التي تشترك فيها إسرائيل وحماس رغم أنهم لا يتحدثون معا، تتعلق بالعمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل إسرائيل، ففي الشهر الماضي قررت إسرائيل زيادة عدد تصاريح الدخول لسبعة آلاف تاجر ورجل أعمال (معظمهم في الأصل عمال)، وهذا الإجراء لم يطبق بالكامل، لكن يوجد لحماس مصلحة في استنفاده بسبب الأزمة الاقتصادية في القطاع".


وتابعت: "يوجد لحماس سبب جيد للخوف من أن يجلب الغزيون الذين سيدخلون إلى إسرائيل عند عودتهم الفيروس معهم، وسيكون من الصعب جدا وقف انتشاره في القطاع المكتظ، ومعضلة حماس الفورية هنا، هل يجب عليها المخاطرة بوقف مصدر الدخل الحيوي للقطاع لمنع دخول كورونا من إسرائيل؟".

 

اقرأ أيضا: السلطة تقرر إغلاق "بيت لحم" وارتفاع حالات كورونا لـ16


ونبهت الصحيفة، أنه "في حال انتشر كورونا في القطاع، فستجد إسرائيل صعوبة في أن تزيح عن نفسها المسؤولية عن ذلك، والمجتمع الدولي لن يوافق على ادعاء إسرائيل الذي يقول إنها توقفت نهائيا عن أن تكون مسؤولة عن الوضع في القطاع بعد 2005، في حين أن السلطة الفلسطينية، المسؤولة عن القطاع، استنادا إلى تطبيق اتفاقات أوسلو لا توجد بتاتا على الأرض منذ 2007".


وتساءلت الخبيرة في القانون الدولي من المركز متعدد المجالات في هرتسليا، دانا وولف: "كيف سنتصرف إذا توجه عشرات آلاف الفلسطينيين نحو الجدار وطلبوا مساعدة إسرائيل في الكارثة الإنسانية في القطاع؟".


ورأت أن "فيروس كورونا يظهر على السطح مشكلات لم يتم حلها بخصوص علاقات إسرائيل مع القطاع، والتي لم نحسمها خلال سنوات، وهذه مسألة تشغل القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، عدا عن مشاكل أخرى كثيرة"، منوهة أن "سيناريو انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة، يتم تصنيفه في جهاز الأمن الإسرائيلي بعنوان: ليحفظنا الله".


وأما بالنسبة للضفة الغربية المحتلة، فـ"الفصل الطبيعي بين الضفة وإسرائيل غير قائم"، بحسب الصحيفة التي أوضحت أنه "في هذه الأثناء يتم التخطيط لدخول عمال من الضفة، باستثناء منطقة بيت لحم ،بدء من يوم الخميس، ومرة أخرى سيكون هناك تردد بين خطر انتشار الفيروس وبين اعتبارات كسب الرزق؛ حيث يدور الحديث عن أكثر من 120 شخصا يعملون داخل الخط الأخضر وفي المستوطنات من الضفة، إضافة إلى عشرات الآلاف الذين يعملون بصورة غير قانونية في إسرائيل".


وقدّرت أن "الأنباء الجيدة، أن تهديد الوباء عزز جدا التنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الذي مر في السنة الأخيرة بأزمات شديدة حول "صفقة القرن" والمساعدات الفلسطينية للأسرى، ومؤخرا الخلاف حول العجول"، لافتة أن "التنسيق في المجال الصحي وثيق بشكل خاص، وتل أبيب تساعد السلطة في الضفة في تحويل طواقم فحص للمرض وتحليل النتائج".