ملفات وتقارير

لماذا لم تفتح دول الخليج "الغنية" أبوابها للاجئين السوريين؟

عائلة مهاجرة من تركيا خلال ركوبها قاربا للانتقال إلى الحدود اليونانية في الطريق إلى أوروبا- الأناضول
هاجمت حسابات سعودية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر تركيا، على خلفية فتح الأبواب للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، واتهمت تركيا بالإساءة لهم، وتركهم يواجهون الموت، رغم أن تحركات المهاجرين طوعية تجاه الحدود.

وزعم العديد من المغردين أن السعودية فتحت الأبواب للاجئين السوريين، منذ بدء الثورة، وحتى الآن واستقبلت قرابة 2 مليون لاجئ منهم. في المقابل قالوا إن تركيا تتاجر بمعاناة اللاجئين، وترسلهم عبر البحر إلى أوروبا.

وأثار مغردون تساؤلات عن سبب عدم استضافة دول الخليج، وخاصة السعودية باعتبارها أكبر دولة بينها وأكثرها قدرة على استيعاب اللجوء، لسوريين فارين من قتل النظام. وهي تساؤلات تطرح منذ سنوات بسبب اقتصار استقبال اللاجئين على دول مثل تركيا والأردن ولبنان.

وقال ناشط سعودي عبر تويتر:

 

 


ورد عليه أحد المغردين بالقول:

 

 


وقال أكاديمي وكاتب سعودي:

 

 


ورد عدد من المغردين على حديث الأكاديمي بالقول:

 

 


الكاتب والباحث السوري سعد وفائي علّق على مزاعم استقبال بعض دول الخليج لاجئين سوريين، بأن "الخطاب العربي ككل وبعض الخليجي بات متهالكا، ولم يعد له قيمة ويحمل الكثير من السخافات".

وتساءل وفائي في حديث لـ"عربي21": "أين كانوا ومليون سوري يهجرون من إدلب، تحت ضربات الطيران الروسي، ولم يصدر تصريح أو يقدم لهم شيء".

وأضاف: "عندما بدأت تركيا عملية نظيفة، لإعادة السوريين إلى منازلهم، بدأوا برفع الصوت ضدها، وطالبوها بعدم التصعيد".

وقال وفائي: "من هم اللاجئون الذين سيستقبلون في الخليج؟ أؤلئك الذين خرجوا في تظاهرات ضد النظام، ورفع شعارات الحرية والديمقراطية، والذين يعبرون عن آرائهم بحرية وينتجون".

وشدد على أن تلك الدول "لا تتحمل أن يصل إليهم هذه الفئة من الناس، لأن له تبعات على تلك المجتمعات، وتلك الحكومات تحارب الثورة الفكرية التي جلبها المعلمون من دول عربية خلال العقود الماضية، وهم لا يريدون هذا أن ينتشر".

وأضاف: "سابقا كان الفلسطينيون مقيدين في تلك الدول من القيام بأدنى فعالية، لصالح قضية فلسطين والقدس، واليوم السوريون كذلك".

وعلى صعيد التعامل التركي مع اللاجئين، قال وفائي: "هنا نعبر عن آرائنا بكل حرية، نكتب ما نشاء، وننفذ الكثير من الفعاليات وقفات ومسيرات، بمجرد طلب التصريح يمنح لنا دون قيود والجميع يلتزم بالقوانين، وهناك هامش جيد جدا من الحرية، لكن في المقابل في تلك الدول، فهم ليسوا مسرورين من تفكير السوريين تجاه الحرية والديمقراطية".

 

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور مهاجرين عن رحلة المعاناة نحو أوروبا (شاهد)


من جانبها قالت الحقوقية والباحثة أماني السنوار، إن دول الخليج، "لا تمتلك أنظمة أو قوانين خاصة بالهجرة واللجوء، وهي بمجملها لم تصدّق على اتفاقية عام 1951، الخاصة بحماية اللاجئين".

وأوضحت السنوار لـ"عربي21" أن تلك الدول لا تملك حدودا مع سوريا، وبالتالي "تمكنت من التنصل من واجبها الإنساني باستضافتهم".

ولفتت إلى مسألة استخدام الدول المتدخلة في الأزمة السورية، الدعم العسكري والمساعدات الإنسانية، لفرض أجندات سياسية على حلفائها، لكنها قالت: "المحور الخليجي شجع سابقا الفصائل المعارضة، على حمل السلاح وتجييش الشارع لكن خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لم يعد الأمر كالسابق، ما انعكس على وضع اللاجئين والنازحين بشكل سلبي".

ورأت أن "الخلاف السياسي الخليجي مع تركيا هو ما يغذي الانتقادات الموجهة لمقاربات أنقرة لملف السوريين على أرضها".