ملفات وتقارير

لماذا حددت بعثة ليبيا الأممية جولة جديدة للجنة العسكرية؟

البعثة الأممية اقترحت 18 شباط/ فبراير الجاري موعدا لجولة جديدة من التفاوض في جنيف- جيتي

أثار إعلان الأمم المتّحدة عن جولة مفاوضات جديدة بين أطراف اللجنة العسكرية في ليبيا بعض التساؤلات عن مصير الجولة الأولى وهل فشلت في التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لوقف إطلاق النار هناك أم أنها مجرد استكمال لبعض محاور المحادثات العسكرية.


وأكدت البعثة الأممية في بيان رسمي، وصل "عربي21" نسخة منه، أن "الجولة الأولى من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 انتهت دون التوصل لاتفاق شامل ونهائي، لذا اقترحت البعثة تاريخ 18 شباط/ فبراير الجاري موعدا لجولة جديدة من التفاوض بينهما في "جنيف".


"نقاط خلاف"

 
وأكدت البعثة في وقت سابق أن "الطرفين حققا تقدما نحو وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ولكن تبقى بعض نقاط الخلاف، مشيرة إلى أن الجانبين وافقا على أن تتولى اللجنة العسكرية المشتركة التي تضم 10 ضباط يمثلون طرفي النزاع مراقبة وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة".

 

اقرأ أيضا: جولة جديدة قريبا لمحادثات ليبيا بجنيف.. هذه نقاط الاتفاق

مراقبون للمحادثات استبعدوا أن تصل اللجنة إلى قرار نهائي وحاسم في موضوع وقف إطلاق النار أو انسحاب الأطراف إلى مواقعها، كون الفريق الذي يمثل "حفتر" لن يوافق على ذلك ولن يتفاوض على هذه النقطة أصلا، في حين تصر قوات الحكمومة عليها، لذا قد تفشل المحادثات"، وفق تقديراتهم.
والسؤال: لم أعلنت البعثة عن جولة مفاوضات عسكرية جديدة في ليبيا؟


حرب "تكسير عظام"

 
من جهته، استبعد الضابط ومساعد الحاكم العسكري في شرق ليبيا، عقيد سعيد الفارسي أن "تأتي المفاوضات العسكرية في "جنيف" بأية نتائج، واصفا إياها بـ"الفاشلة" قبل أن تبدأ، لوجود طرف فيها يفاوض بشروط المنتصر، في إشارة لفريق حفتر".


وصرح لـ"عربي21" أنه "لن تحصل أية تغيرات إيجابية في الوضع الميداني جراء هذه المفاوضات الفاشلة، بل ستشهد الأيام القادمة حرب "كسر عظام" واشتباكات قوية وشرسة لكل من الطرفين، خاصة طرف "حفتر" الذي لايريد إلا الاستيلاء على الحكم في ليبيا، والمفاوضات بالنسبة له كسب وقت لاغير"، وفق تصوراته.


"نجاح وخطوة مشجعة"


وأشار الباحث الليبي ورئيس منظمة الديمقراطية ومقرها "واشنطن"، عماد الدين المنتصر إلى أن "المرحلة الأولى من التفاوض تعتبر نجاحا كبيرا لـ"غسان سلامة" كونه استطاع جمع طرفين كل منهما أصر سابقا على عدم التفاوض إلا بعد اندحار الطرف الآخر".


ورأى أن "هذه المفاوضات ستستمر في تحقيق نجاحات ضئيلة وسيستمر كذلك تحين الفرص من قبل كلا الطرفين لمحاولة إحراز بعض المكاسب الجديدة على الأرض، مضيفا لـ"عربي21": "في نظر "سلامة" الوضع العسكري الحالي تحت السيطرة ويمنحه فرصة لتحقيق تقدم في المفاوضات الأهم وهي المفاوضات الاقتصادية والسياسية"، وفق تقديره.


وأكد الكاتب السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي لـ"عربي21"أن "ما حدث هو خطوه إيجابية ومشجعة ومن أهم نجاحات مخرجات "برلين"، فقبل شهر كان من المستحيل عقد هذا الاجتماع العسكري لإيقاف الحرب في ليبيا، ومن المؤكد أن هناك الكثير من التحديات أمام هذه اللجنة ونقاط اختلاف حول كيفية إيقاف الحرب بشكل نهائي، ونجاح اللجنة العسكرية مربوط بنجاح اللجنة السياسية التى سوف تعقد هذا الشهر أيضا".


"ترقب بلا اتفاقات"

 
أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس قالت إنه "بغض النظر عن تقرير البعثة الأممية الإيجابي حول المفاوضات إلا أن الواقع لا يعكس أي إشارة إيجابية لذلك، بل يبدو جليا أنه لم يتم التوافق على أي شيء وأن هذه الجولة فشلت فشلا ذريعا"، حسب تعبيرها.

 

اقرأ أيضا: غوتيريش: الهدنة في ليبيا "تنتهك" ولا احترام لحظر السلاح

وأضافت: "غسان سلامة لن يكل أو يمل من تحديد مواعيد لجولات وصولات لأنه ببساطة لا يريد أن يقتنع أنه فاشل، أما الوضع العام فهو في حالة ترقب وتوجس وإطلاق النار لم يتوقف بل يزداد حدة، لذا من المؤكد ووفقا للأخبار الواردة من "جنيف" أنه لم يحدث أي اتفاقات بين العسكريين، كما صرحت لـ"عربي21".


ما الضامن؟

 
الصحفي من الغرب الليبي، محمد الشامي قال إن "نقاط الخلاف تتلخص في أن "حفتر" يريد البقاء في المعسكرات الموجودة في "طرابلس"، وهو ما يخالف اتفاق "برلين" الذي يشترط عودة النازحين والمهجرين، لذا كانت مطالب اللجنة العسكرية التابعة لحكومة الوفاق هو إبعاد "مليشيات" حفتر من حيث أتت أو على الأقل الرجوع على بعد 50 كيلو خارج العاصمة وهذا يكون بمثابة ضمان لوقف إطلاق النار".


وتابع لـ"عربي21" هذه المطالب من قبل فريق الحكومة جاءت كونه لا يوجد ضمان دولي عسكري يكبح جماح "حفتر" لاقتلاع السلطة بالقوة، خاصة أنه نقض كل الاتفاقات التي تمت معه سواء في "باليرمو" أو "باريس" أو "موسكو"، كما قال.