حول العالم

مهاجر جزائري غير نظامي ينجو من الموت بأعجوبة ويروي قصته

الجيش التركي أنقذ المهاجرين من العناصر اليونانيين بعد إلقائهم في نهر- قناة البلاد الجزائرية

نجا شاب جزائري أراد الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير نظامية عبر تركيا واليونان، من الموت بأعجوبة، بعد إلقاء الشرطة اليونانية القبض عليه وتعذيبه بشكل مبرح، قبل رميه في البحر، لولا تفطن الشرطة التركية له وإنقاذه من موت محقق.

تعود القصة وفق ما رواه الضحية الجزائري خلوفي محمد أمين، وهو من ولاية جيجل الجزائرية، إلى يوم 9 آذار (مارس) الماضي، حين بدأ مغامرة هجرة غير نظامية إلى أوروبا عبر تركيا واليونان، لكنه وقع بيد الشرطة اليونانية قرب مدينة "إيدرنة" الواقعة على الحدود التركية ـ اليونانية.

ويروي خلوفي، في تسجيل مصور على صفحة الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت على "اليوتيوب"، صنوف التعذيب الذي تعرض له منذ اعتقاله، ودخوله لمركز حجز المهاجرين، وقال: "بمجرد دخولي إلى المركز أخذوا مني الهاتف النقال ثم هموا بتفتيشي، وبعد ماتم تفتيشي طلبوا مني نزع ملابسي، وأنا رفضت ذلك، فبدأوا بالصراخ في وجهي وطلبوا مني نزع ملابسي مرة ثانية فرفضت فاقتادوني إلى الزنزانة وكان بها حوالي بين 25 و30 شخص من جنسيات مختلفة، وكانت الزنزانة متسخة جدا والأشخاص يفترشون الأرض، وأنا كنت متعبا جدا فخلدت إلى النوم".

 

إقرأ أيضا: تقرير: الجزائر تحبط هجرة أكثر من 3 آلاف شخص في 2017

وأضاف: "في الصباح الباكر استيقظت ورأيت الحارس في الخارج فطلبت منه ماء وشيئا آكله فلم يستجب لي وكررت طلبي مرارا وتكرارا لكن دون جدوى، وبعدها تعرفت على شخصين من جنسية جزائرية فانضما إلي وطالبنا بالماء والأكل ولكن الحارس لم يستجب لنا، وبعد مرور 4 ساعات اشتد علينا الجوع والعطش ولم نستطع التحمل فبدأنا بالقرع على باب الزنزانة والصراخ فأتى حارس الزنزانة وأشار علي بيده قاصدا أنه سيلقنني درسا فتجاهلت الأمر وطلبت منه مرة أخرى الماء والطعام".

وتابع: "في حدود الساعة الخامسة مساء أخذوا الجميع إلا نحن الثلاثة بقينا في الزنزانة، وبعد مرور ساعتين عاد الحارس من جديد وفتح باب الزنزانة وبيده قضيب حديدي ورشني بالغاز المسيل للدموع على وجهي وانهال علي بالضرب وسحبني إلى الخارج، وكان هناك جنود في القاعة في أيديهم هراوات وانهالوا علي بالضرب من كل الجهات وصعقوني بالمسدس الكهربائي، وكلما أغمي علي سكبوا علي الماء البارد وتم تعذيبنا أبشع تعذيب وجردونا من ملابسنا وسحبونا إلى الخارج ووضعونا في شاحنة عسكرية".

وأضاف: "بعد حوالي نصف ساعة وصلنا إلى نهر يحد بين الأراضي التركية واليونانية وكانت مسدساتهم موجهة نحو رؤوسنا، فطلبوا منا الصعود إلى زورق مطاطي ليتم رمينا في وسط النهر لإخفاء أثر الجريمة، وبعد وصول القارب إلى منتصف النهر كانت هناك دورية للجيش التركي فلاحظوا ما يحدث وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم، وبعد ما لاحظ الجنود اليونانيون ما يحدث رمونا في النهر واحدا تلو الآخر وكانت المياه باردة جدا، فسبحنا وكنت أنا أسبح بيد واحدة وابتلعت الكثير من الماء وعند وصولنا إلى الضفة أنقذنا الجيش التركي من الموت وأخذونا إلى المستشفى وتمت معالجتنا".

 



وأشار خلوفي إلى أن السلطات التركية، أخذته بعد ليلة واحدة من مقامه في المستشفى إلى مركز إيواء المهاجرين، وقال: "بعد ما تم التعرف على جنسيتي أخذوا بصماتي والتقطوا لي صورة وبعد اكتمال الإجراءات أخذونا إلى حافلة وأعادونا إلى العاصمة التركية".

وذكر الشاب، الذي قال بأنه كان يعاني آلام كسور في يديه ورجليه، أنه استنجد بالسفارة الجزائرية في أنقرة لإعادته إلى الجزائر، لكنه فشل في ذلك إلا بعد اتصاله بصديقة له على الفايسبوك هي عبارة عن نائبة في البرلمان، مما ساعده في إقناع السفارة الجزائرية بتيسير عودته إلى الجزائر، التي لازال يعالج فيها آثار التعذيب الذي تعرض له في اليونان وخلف له إعاقة دائمة على مستوى يده.

 

 

إقرأ أيضا: قلق أوروبي من الوضع في الجزائر.. ما هي الأسباب؟