سياسة عربية

صحيفة: السعودية طلبت الوساطة مع إيران عبر هذه الدولة

الوساطة جاءت بهدف تخفيف حالة التوتر في الخليج ومنع أي تصعيد- فارس

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إن المملكة العربية السعودية "حرّكت خطّ وساطات مستقل"، لشق قناة حوارية سرية مع طهران، بهدف تخفيف حالة التوتر ومنع أي تصعيد.


وقالت الصحيفة إن السعودية لجأت إلى فتح هذا الخط، بوساطة من العراق، بعدما وصلت إلى قناعة بأن الجبهة التي حاولت تشكيلها ضد إيران منيت بالفشل.


وقالت إن هذه الاتصالات هي ثمرة وساطة عراقية بطلب سعودي (نقله شخصياً الوزير والسفير السابق ثامر السبهان)، وكان فاتحة لاتصالات لاحقة.

وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن العرض الذي قدمه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بغداد في 26 أيار/ مايو الماضي "اتفاقية عدم اعتداء" على دول الخليج لم يكن قفزة في الهواء.


واعتبرت الصحيفة تصريحات ظريف "بداية لإطلاق الدخان الأبيض لمبادرة حوارية سعودية إيرانية عملت بغداد على إنجاحها".


وقالت إنه "بقدر ما تخشى الرياض من جولة حوارية أمريكية إيرانية خارج نطاق رادارها السياسي، فإنها في الوقت نفسه تبدو مذعورة من أي حوار مع طهران لا تأخذ واشنطن علماً مسبقاً به".


وفي السياق رأت أن "الوفد العسكري الإماراتي الذي زار طهران في 30 تموز/ يوليو الماضي للاتفاق على ترتيبات أمنية وملاحية في الظاهر، لم يكن عزفاً منفرداً، ومن دون تنسيق مسبق مع واشنطن والرياض. وكذلك الحال بالنسبة إلى التصريحات الهادئة والاستيعابية التي أطلقتها أبو ظبي حيال طهران، وبعضها لأسباب داخلية إماراتية".

 

اقرأ أيضا: ظريف في الكويت وترقب لطرحه فكرة "معاهدة إقليمية"

وتابعت: "تعاني الإمارات من أزمة ركود اقتصادي غير مسبوقة، فمؤشرات متوالية تفيد بأن ثمة حركة مياه تحت الجسر، فالإمارات ليست وحدها التي تنسج علاقة خلف الكواليس، وأمامها أحياناً، السعودية تطلق إشارات حوارية وعروضاً أيضاً".

 

ولفتت في هذا السياق إلى تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة الشرق الأوسط في 16 حزيران/ يونيو الماضي، حين قال، إن بلاده لا تريد حرباً في المنطقة.


وأشارت إلى أن المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، كشف عن اتصالات مع إيران، حين قال في 18 تموز/ يوليو الماضي: "هناك اتصالات جرت مع طهران من خلال مؤتمر القمة الإسلامية الذي عقد في مكة المكرمة".


وتابعت: "واصلت الرياض رسائلها إلى طهران، ومن بينها الإفراج عن ناقلة نفط إيرانية في 20 تموز/ يوليو الماضي بعد احتجازها منذ نيسان/ أبريل الفائت، بعدما اضطرت إلى الرسوّ في ميناء جدة بسبب عطل فني. وكانت الرياض ترفض الإفراج عن السفينة حتى بعد إصلاحها، في سياق الحرب الاقتصادية على إيران".

 

يذكر أن وتيرة التوتر في المنطقة تصاعدت بعد سلسلة هجمات ضد سفن كانت تبحر قرب مضيق هرمز، تلاها احتجاز سلطات جبل طارق لسفينة تحمل علم إيران، فيما ردت الأخيرة في 19 تموز/ يوليو الماضي باحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز بذريعة "خرق لوائح تتعلق بالمرور".