سياسة عربية

الاحتلال يكشف أساسات الأقصى بحفريات وخبير يحذر (شاهد)

عناصر تتبع آثار الاحتلال خلال الحفر أسفل الأقصى- تويتر

انتشر في الساعات الأخيرة، مقطع فيديو لصندوق تراث الحائط الغربي، يوضح منطقة حفريات تظهر أساسات المسجد الأقصى.

عرض الاحتلال الإسرائيلي لقطات مصورة لأعمال حفريات تكشف أساسات المسجد الأقصى، من الجهة الغربية أسفل حائط البراق.

وأعلن رسميا عن هذه الحفريات، عام 2017 وزعم الاحتلال اكتشاف مدرج روماني احتفالي، يعود للفترة الرومانية المتأخرة في بيت المقدس ضمن مساعي الاحتلال للبحث عن ما يسمى بـ"الهيكل".

وقامت سلطات الاحتلال بضم الحفريات الجديدة، إلى مشروع جولات الأنفاق، أسفل المسجد الأقصى، التي تتقاضى مقابلها مبلغ "40 شيكلا إسرائيليا"، من السياح والإسرائيليين للاطلاع عليها.

 

إقرأ أيضا: باحث: إسرائيل سرقت 3 ملايين وثيقة مقدسية من الأرشيف العثماني

وتقع الحفريات شمال ساحة البراق المحتلة، بشكل ملاصق لسور المسجد الأقصى الغربي، أسفل قناطر المدرسة التنكزية أو ما يعرف إسلاميا بـ"قنطرة أم البنات" ويبلغ عمقها 8 أمتار.

وتؤكد الآثار عدم وجود آي معالم يهودية في المنطقة، خاصة أن الآثار التي عثر عليها تعود لحقبة الرومان، الواقعة ما بين 130 و360 ميلادية. وقالت مصادر مقدسية إن المكان فتح بعد عامين من تبدد تفاؤل الاحتلال بالعثور على أثر يهودي في المكان.

 

تزييف بقوة السلاح

من جانبه قال مهندس العمارة والمختص بشؤون المسجد الأقصى، الدكتور جمال عمرو، إن الاحتلال يقدم روايات متلاحقة ضمن منظومة لتزييف التاريخ عبر الكشف عن مواقع يدعي أنها أثرية.

وأوضح عمرو لـ"عربي21" أن الاحتلال لا يسمح للمختصين الفلسطينيين ولا حتى منظمة اليونسكو، بالاطلاع على ما يزعم أنه عثر عليه من آثار، بل إنه متهم بنقل آثار من بعض المواقع إلى أسفل الأقصى، ليبني عليها مزاعمه وادعاءاته.

وقال إن مدينة القدس وجدت فيها حضارة من أقدم حضارات الأرض وتحتوي المدينة على 19 طبقة أثرية، إحداها تعود للحقبة الرومانية التي لها ارتباطات بالعرب، وخاصة عهد هيرودوس، الذي ازدهر فيه العمران الروماني بفلسطين لأهمية تلك الإمارة لروما.

لكن عمرو شدد على رفض الرواية الإسرائيلية، بالعثور على آثار أسفل المسجد الأقصى، كون الموقع محتلا بقوة السلاح، وليس له الحق بالحفر والتنقيب في معلم إسلامي.

 

ورأى أن الاحتلال وعلماء آثاره مصابون بصدمة عنيفة، بسبب غوصهم في أعماق الأرض أسفل الأقصى، دون العثور على أثر واحد يرتبط بأساطيرهم بشأن الهيكل الأول والثاني.

وأضاف عمرو: "من يقرأ التلمود وكتب المؤرخين اليهود، يجد أن حجم البناء الذي يزعمونه للهيكل وكمية الحجارة وخشب الأرز اللبناني والذهب، تكفي لبناء البلدة القديمة من القدس بالكامل"، متسائلا: "أين تبخرت كل تلك الحجارة ولم يتمكنوا من العثور على واحد منها حتى الآن؟".


اقرأ أيضا: مختص يكشف حقائق حول حفريات الاحتلال الأخيرة بسلوان

 
وأكد أن المحاولات المتواصلة في هذا الإطار، هي لترسيخ مفهوم ديني لهدف سياسي وهو شرعنة احتلال المكان، وتثبيت أن لهم جذورا فيه وهو ما فشلوا فيه لغاية اللحظة.

وحذر الخبير الهندسي، من خطورة تواصل الحفريات وقال: "منذ عام 1967 قام الاحتلال بعمل 57 حفرية أسفل المسجد وكلها قامت على شبكة تصريف المياه التاريخية التي ابتكرها العرب الكنعانيون، للتخلص من مياه الأمطار".

 

وأضاف: "وهناك 101 كنيس لليهود وكل تلك الأعمال أنتجت فراغات أسفل الأقصى والبلدة القديمة، وتسببت بتشققات واضحة للعيان في مصلى النساء، ودائرة الأوقاف وجدران المسجد الجنوبية والغربية والمدرسة الأشرفية".

 

إعلام الاحتلال يعرض تقريرا حول الحفريات أسفل #المسجد_الأقصى التي باتت تتعمق في أساساته من الناحية الجنوبية الغربية.#الأقصى_في_خطر pic.twitter.com/shBhCdArY7