سياسة عربية

انطلاقة متعثرة لمؤتمر سوتشي.. وتركيا وكيلة عن المعارضة

معارض سوري: سنعود إلى تركيا ولن ندخل سوتشي مهما حدث وأبلغنا الروس بشروطنا- جيتي

انطلقت فعاليات مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي بروسيا، والذي تأمل روسيا في أن يمثل إشارة لبدء لمفاوضات حول وضع دستور جديد لسوريا بعد حرب مستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات.


وتأخر انطلاق المؤتمر ساعتين عن الموعد المحدد له، بعدما رفض بعض المشاركين المعارضين لنظام بشار الأسد مغادرة المطار لدى وصولهم قائلين إنهم شعروا بالإهانة لوجود علم الحكومة السورية وشعارها.

 

وقال رئيس وفد المعارضة السورية، أحمد طعمة، إن الوفد قاطع المؤتمر بسبب عدم تحقيق موسكو وعودا قطعتها فيما يتعلق بإنهاء قصف المدنيين وإزالة أعلام النظام السوري من لافتات المؤتمر وشعاره.


وقال طعمة في تسجيل فيديو: "فوجئنا بأن أيا من الوعود التي قطعت لم يتحقق منها شيء، فلا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلا عن افتقاد أصول اللياقة الدبلوماسية من قبل الدولة المضيفة".


وأوكل وفد المعارضة السورية المنسحب، الوفد التركي بحمل مطالبه إلى مؤتمر سوتشي، الذي غابت عنه قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بسبب ما تراه عزوفا من جانب الحكومة السورية عن التواصل على النحو الملائم.

 

وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية لـ "رويترز" إن الوفد التركي سيمثل المعارضة في المحادثات.

 

واتصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بنظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، وناقشا مؤتمر الحوار الوطني السوري.


وكان من المقرر في بادئ الأمر عقد المؤتمر على يومين، لكن تقرر أن يعقد اليوم الثلاثاء وليوم واحد.

 

وقال أحمد البري الذي شارك في محادثات السلام السورية في قازاخستان: "سنعود إلى تركيا، ولن ندخل سوتشي مهما حدث، أبلغناهم بشروطنا، أن يزيلوا كل الشعارات والأعلام التي تمثل الحكومة السورية".


وسبق أن شكا المسؤولون الروس من محاولات إفساد المؤتمر، لكن الكرملين قال أمس الاثنين إنه غير منزعج من قرار المعارضة السورية مقاطعة الحدث.

 

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة إلى المشاركين في المؤتمر، ألقاها وزير خارجيته سيرغي لافروف، قال فيها إن موسكو حاولت قدر الإمكان ضمان أوسع تمثيل في المؤتمر، بالتعاون مع شركائها في عملية "أستانا"، وهي أنقرة وطهران، والدول العربية المؤثرة وبلدان جوار سوريا.

 

وأشار بوتين، وفقا لـ"روسيا اليوم"، إلى أن مؤتمر سوتشي يهدف إلى توحيد الشعب السوري بعد نحو 7 سنوات من الأزمة المسلحة التي أودت بأرواح ألوف الأشخاص وأجبرت الملايين الآخرين على مغادرة وطنهم، مضيفا أن هذا المؤتمر يوفر فرصة جيدة للعودة إلى الحياة السلمية الطبيعية في البلاد.


ونقل لافروف عن بوتين قوله: "يمكن التأكيد بثقة أن الظروف متوفرة اليوم لطي صفحة مأساوية في تاريخ سوريا، وفي ظل المؤشرات الإيجابية المتبلورة نحتاج إلى الحوار السوري السوري الفعال في الواقع بما يخدم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بدور الأمم المتحدة المتقدم وعلى أساس القرارات الدولية المطروحة في هذا الشأن، وبالدرجة الأولى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

 

من جهة أخرى، رفضت فرنسا مؤتمر سوتشي، وقالت إن أي حل يجب أن يكون جنيف وليس في روسيا.


وقال الوزير جان إيف لو دريان لأعضاء البرلمان الفرنسي: "حل الأزمة سيحدث على وجه السرعة من خلال حل ترعاه الأمم المتحدة في جنيف. فرنسا تعتبر هذا هدفا مباشرا. هذا الأمر يجب ألا يحدث في سوتشي بل يجب أن يحدث في جنيف".