صحافة دولية

يني شفق: جواسيس ضد تركيا في قلب السفارة الأمريكية

السفارة الامريكية في انقرة
نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا، تحدثت فيه عن هيلينا كاين فين، إحدى الشخصيات الدبلوماسية الأجنبية التي شاركت في إلقاء القبض على الإرهابي عبد الله أوجلان، في مطلع حزيران/ يونيو من سنة 9199 في إمرالي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السيدة هيلينا كاين فين شغلت منصب وكيلة وزارة العلاقات العامة في سفارة الولايات المتحدة في أنقرة. وبالعودة إلى سيرتها الذاتية، فإن العميلة هيلينا هي زوجة روبرت فين، الذي جاء إلى تركيا للمرة الأولى سنة 1967، في إطار مشروع "متطوعي السلام"، التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كمعلم للغة الإنجليزية. وقد بدأت عميلة وكالة المخابرات المركزية العمل كمدربة في جامعة البوسفور سنة 1978، عندما كان زوجها روبرت فين مساعدا لقنصل الولايات المتحدة في إسطنبول.

في وقت لاحق، انتقلت السيدة فين من قنصلية الولايات المتحدة في إسطنبول لتنضم إلى السفارة الأمريكية في أنقرة قبل الانقلاب العسكري، الذي حدث بتاريخ 12 كانون الأول/ سبتمبر من سنة 1980.
 
وذكرت الصحيفة أنه بعد أشهر قليلة من حرب الخليج سنة1991، حيث كان روبرت مديرا لمقر شركة هامر باور في ديار بكر، أصبحت هيلينا فين على رأس القنصلية الأمريكية في فرانكفورت. وبعد سنوات، عادت إلى السفارة الأمريكية في أنقرة سنة 1997، حيث عملت لمدة ثلاث سنوات، بصفتها مستشارة الشؤون العامة.

وذكرت الصحيفة أن العميلة هيلينا كاين التقت بعد عودتها بفترة وجيزة إلى أنقرة مع الإمام فتح الله غولن، خلال فترة حكم الرئيس سليمان ديميريل، في حفل توزيع "جوائز المصالحة الوطنية" 27 كانون الأول/ ديسمبر سنة 1997. آنذاك، طلب السفير الأمريكي، مارك روبرت بارس، من الرئيس ديميريل المشاركة في حفل توزيع الجوائز الذي نظمته مؤسسة غولن، مع العلم أن بارس خدم في العاصمة التركية أنقرة من سنة 1997 إلى سنة 2000.
 
وفي شأن ذي صلة، أورد مصطفى يلدريم في كتابه تحت عنوان "أطفال الشرق الأوسط" (منشورات جبل الأمة صفحة 39) أن بارس كان على علاقة بفتح الله غولن في تلك الفترة.

وبينت الصحيفة أن هيلينا كاين فين أسست مع بعثة خاصة وحدة "البحوث التركية" في منظمة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "وينيب"، بين سنة 2001 و2002، وهي منظمة تم تأسيسها دعما لإسرائيل. وعملت خلال سنة 2002 و2003 في دائرة العلاقات الخارجية، ومن ثم التحقت بالسلك الدبلوماسي في سفارة تل أبيب في إدارة بوش الثانية سنة 2003. فضلا عن ذلك، عمل مايكل آيزنشتات، الذي أشرف على قسم "البحوث العسكرية والأمنية" في وينيب، مع العميل روبرت فين في مقر شركة هامر باور في ديار بكر سنة 1991.
 
في الواقع، عندما بدأت هيلينا كاين فين "برنامج بحوث تركيا" في وينيب، أوكلت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ألان ماكوفسكي، الذي كان رئيس القسم آنذاك، مهمة خاصة في شركة هامر باور، مباشرة بعد حرب الخليج الأولى. وأفادت الصحيفة بأن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى له صلة مباشرة بإسرائيل، مع العلم أنها منظمة تظهر بشكل علني عداءها للإسلام.
 
وبينت الصحيفة أن أعضاء وينيب اعتادوا زيارة "تيسيف" في إسطنبول بانتظام. ومن بين المنظمات التي مولت تيسيف لسنوات عديدة، وكالة المخابرات المركزية من خلال منظمة نيد ومعهد المجتمع المفتوح، الذي أسسه اليهودي جورج سوروس.

والجدير بالذكر أن عميل وكالة المخابرات المركزية المسجل، إمري يراماز، وهو محام فار من منظمة فتح الله غولن، تدرب على يد منظمة وينيب. وعمل إمري أيضا في مؤسسة جيمستاون سنة 2009. في ذلك الوقت، أنشأت وكالة المخابرات المركزية مؤسسة جيمس تاون، حيث يشغل منصب المدير التنفيذي مات بريزا، وهو دبلوماسي أمريكي من أصل بولندي متزوج من زينو باران. وخلال تلك الفترة، لم يعرف ما إذا كانت باران تعمل كمستشارة غير رسمية للإمام فتح الله غولن في ولاية بنسلفانيا.
 
وذكرت الصحيفة أنه من بين الأسماء التي حضرت ورش عمل وينيب في تركيا، السفير الأمريكي السابق لدى تركيا، مارك روبرت بارس. وبعد خمس سنوات من انتهاء مهمته في أنقرة، جاء مارك بارس مرة أخرى إلى تركيا، حيث نظم على شرفه "عشاء خاص" في مطعم إيطالي في إسطنبول في 18 شباط / فبراير سنة 2005، لكن هذا الموضوع نسي بالفعل. ومن بين قائمة الحاضرين أسماء شهيرة، مثل نيفيز جون باكر، وسام دونا، وسونميز كوكسال، وحسن جمال وجنكيز تشاندار.

وقالت الصحيفة إن السيد باكر أدار تيسيف لمدة 17 سنة بالضبط حتى سنة 2015. أما "بارون" الذي عمل في جماعة غولن لسنوات عديدة، فقد شارك إلى جانب إسحاق ألاتون ونافيز جون باكر، الذي يتبع منظمة توسياد، في تأسيس مجلس الإدارة الأول لمنظمة تيسيف سنة 1994.

وفي الختام، بينت الصحيفة أن روبرت فين وزوجته هيلينا كاين عملا في القنصلية العامة للولايات المتحدة في إسطنبول، بشكل متواز لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، حيث تم مؤخرا إلقاء القبض على موظف القنصلية الأمريكية التركي ماتن توبوز؛ بتهمة التجسس والتواصل مع عناصر غولن في تركيا.
 
الصحيفة: يني شفق

الكاتب: تامر كوركماز
 
https://www.yenisafak.com/yazarlar/tamerkorkmaz/amerikan-elciligi-rahatsizmis-2040475