ملفات وتقارير

قيادي نقابي بتونس يتراجع عن تصريح "الجناح العسكري" للنهضة

اتهم العبّاسي قيادات نهضوية بتبرير ما تقوم به لجان حماية الثورة
اتهم العبّاسي قيادات نهضوية بتبرير ما تقوم به لجان حماية الثورة
نفى قيادي نقابي بارز، الجمعة، ما اعتبره "توظيفا" لتصريح إذاعي أدلى به الأمين العام للمنظمة العمالية في تونس، الذي أشار فيه إلى أنّ "لجان حماية الثورة هي الجهاز العسكري وذراع العنف لحركة النهضة"، فيما ردّ نائب نهضوي بأنّ حركته تضم مؤسسات وليس بين هياكلها لجان عنف أو جناح عسكري.

وقال الأمين العام لأكبر منظمة عمالية في تونس، حسين العباسي، قال في حوار له على راديو ماد، الخميس، إنّ "ما عُرف بلجان أو روابط حماية الثورة، هي عبارة عن جناح عسكري موكول له تطبيق العنف على الأرض.. ولا جدال ولا  نقاش أنّ النهضة كانت هي وراءها".

لكنّ الأمين العام المساعد والناطق الرسمي باسم المنظمة العمالية سامي الطاهري قال إنه "تمّ توظيف ما صرّح به العباسي"، مضيفا في تصريح له نشرته صحيفة "الصريح"، الجمعة، "أن الأمين العام لاتحاد الشغل صرح بأن لجان حماية الثورة، هم جناح عسكري لكن لم يربطها بأي طرف سياسي".

حرب أهلية

وقال: "خطأ حركة النهضة يتمثل في عدم إدانة أعمال تلك اللجان أو اتخاذ أي إجراءات ضدّها"، مشيرا إلى أنه يعتبر أن لجان حماية الثورة مشروع جناح عسكري لفكرة حرب أهلية، كانت مبرمجة وأحبطت بالحوار الوطني.

وردّ المُكلّف بالمكتب الثقافي والإعلامي في "النهضة" العجمي الوريمي بأنّ "زمن الأجنحة العسكرية انتهى، وهو أصلا ليس موجودا في تونس"، وفق تعبيره.

وتابع الوريمي في تصريح لـ"عربي21" بأنّ "النهضة حزب فيه مؤسسات وهياكله معروفة وليس بينها لجان حماية الثورة"، لافتا إلى أنّ الأخيرة التي تمّ حلّها بحكم قضائي منذ مايو 2014، تشكل الكثير منها في ظروف معينة بعد ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011 في مقرّ اتحاد الشغل.

أسّسها نقابيون

وأكّد الوريمي أنّ ما قاله العبّاسي ليس صحيحا "ذلك انّ قيادات نقابية أشرفت على تأسيس عدد كبير من هذه اللجان، ويعرف ذلك القاصي والداني هذا الأمر، وضروري جدا أن نترك المؤرخين يتكلّمون حول ما حدث أو نقول الحقيقة"، بحسب تعبيره.

وقال الوريمي "العباسي صديق والنهضة تعاونت معه ونجحنا جميعا في الحوار الوطني بمقتضى خارطة طريق اقترحها الاتحاد وقبلت بها النهضة، ولعلّ العبّاسي أراد أن يقول إن تلك اللجان كان لديها تعاطف مع النهضة وتتأثر بخطابها السياسي.. أقول ربّما".

وختم الوريمي بقوله "الاتحاد كان خيمة الجميع وإحدى الأدوات التي أسسها خلال الثورة هي لجان أو روابط حماية الثورة، وهي نفسها ليست متجانسة فهي خليط من التوجّهات السياسية لكنّها كانت تؤمن بالثورة وأهدافها".

النهضة تتبرّأ

وكان الأمين العام للمنظمة الشغيلة قال في الحوار الإذاعي على راديو ماد إنّ "النهضة كانت فترة توليها الحكم تتبرّأ من هذه اللجان، وتقول إنّها تكونت بطبيعتها لحماية الثورة وهو كلام مهزوز وغير مقبول؛ لأن البلاد لم تكن في ذلك الوقت بحاجة إلى مثل هذه اللجان.. تكوّنت لجان لمّا احتاجت إليها خلال الثورة".

وقال "هناك لجان تكونت بعد انتخابات 2011 لحماية الثورة، وكان يُفترض أن تحمي الدولة ثورتها في ذلك الوقت".

وتساءل العبّاسي "لماذا ألصقت هذه اللجان بالنهضة؟"، قبل ان يجيب "لأنه في كل الاعمال التي مارستها كانت النهضة تحكم وتبرر هذه الاعتداءات التي وقعت بما ولم هناك يكن رادع إلى أن وصل بهم التفكير إلى الهجوم العنيف على مقر الاتحاد  في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2012 رغبة في السيطرة على المنظمة، وفق تعبيره.

وختم بقوله: "ما يجعلنا نعتقد ان تلك اللجان كانت تخدم لمصلحة النهضة، هو أن قيادات الحركة في تلك الفترة وأغلب أعضاء الحكومة النهضويين كانوا يبحثون دائما عن المبرّرات".

ولم يصدر عن حركة النهضة حتّى هذه اللحظة بيان رسمي حول تصريحات العبّاسي.
 



التعليقات (0)