سياسة عربية

بلدة قريبة من حلب أصبحت خالية من السكان بسبب قصف النظام

حلب سوريا - أ ف ب
حلب سوريا - أ ف ب
بدت مدينة الأتارب في الريف الغربي من حلب، شبه خالية من السكان، في يومها الأول بعد استهدافها بأكثر من 30 غارة جوية يوم الأحد الماضي، والتي أوقعت ما يزيد عن 30 قتيلا، وعددا كبيرا من الجرحى، في الوقت الذي نزح فيه عدد من أهاليها ونازحيها إلى المناطق القريبة، بالتزامن مع تعليق مؤسساتها الخدمية لأعمالها؛ نظراً لاستهدافها في القصف.

ويُشير عدد من أهالي المدينة خلال حديثهم لـ"عربي21" إلى حدوث حالات نزوح لعدد من نازحي المدينة، وكذلك أهليها إلى القرى القريبة، في الوقت الذي وصل فيه عدد من العائلات إلى المخيمات الحدودية. 

ويقول أبو عمر، نازح إلى مدينة الأتارب في السابق، لـ"عربي21"، لقد أصبحت الآن نازحا بعد نزوحي الثاني من مدينة الأتارب، حيث يشير إلى أنّ النزوح الأول كان من مدينة تل رفعت إلى البلدة الواقعة في الريف الغربي، لكن طيران النظام -بحسب قوله- هجّره للمرة الثانية إلى المخيمات الحدودية، وجعله يبحث عن خيمة تأويه، هو وعائلته المؤلفة من خمسة أشخاص. 

فيما يقول أبو محمد من أهالي بلدة الأتارب لـ"عربي21" إنّه نزح إلى كفرنوران القريبة من مدينة الأتارب، عند أحد أقاربه، لكنه سرعان ما عاد بعد يومين.

من جهته، يقول د. عبد الرحمن عبيد وهو طبيب في مشفى المدينة الوحيد إنّ الغارات الجوية أخرجت مشفى المدينة عن الخدمة، مشيرا إلى أن الحالة الإنسانية سيئة للغاية في المدينة، لافتاً إلى وجود حالات نزوح كبيرة لأكثر من 50% من أهالي الأتارب، بالإضافة لنزوح عدد كبير من النازحين في مدينة الأتارب في كفر حمرة وحريتان. 

ويشير عبيد إلى تعرض المشفى في المدينة لأكثر من ثلاث غارات جوية ألحقت أضرارا مادية كبيرة في المبنى، فيما تعرضت المدينة خلال 25 دقيقة لأكثر من 30 غارة جوية؛ أدت لمقتل 30 شخصاً، و40 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء.

بدوره، يقول رئيس المجلس المحلي المنتهية ولايته في المدينة، جميل محمد، لـ"عربي21"، إن المحال في السوق مغلقة والحركة خفيفة في المدينة؛ خوفاً من استهداف جديد من قبل طيران النظام، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أنّ النزوح كان بسيطاً، مقارنة بأعداد السكان في المدينة.

ويقدّر عضو المجلس المحلي في المدينة "محمد ايمو" خلال حديثه لـ"عربي21" عدد العائلات النازحة إلى مدينة الأتارب قبل غارات يوم الأحد، بحوالي 3500 عائلة، فيما يبلغ عدد عائلات المدينة حوالي 6300 عائلة، مشيرا إلى أنّ المدينة تحتاج إلى كل شيء من إغاثة، وغيرها، لافتا إلى أن معظم النازحين يتركون المدينة ليلا، ليعودون إليها نهارا.
0
التعليقات (0)