سياسة عربية

زعيم نقابي يساري مغربي متورط في "محاولة إرشاء" صحفي

عبد الحميد فاتيحي الزعيم النقابي المتهم بالرشوة ـ غوغل
عبد الحميد فاتيحي الزعيم النقابي المتهم بالرشوة ـ غوغل
فجر الصحفي في القناة الثانية المغربية المعروفة بـ"2M"، خالد نجدي، فضيحة في وجه الكاتب العام لنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الحميد الفاتيحي، جدلا جديدا حول علاقة السياسي بالصحفي في المغرب.

واتهم خالد نجدي، الصحفي في القناة المغربية الثانية، عبد الحميد الفاتيحي، القيادي في أكبر حزب يساري في المغرب، بـ"محاولة إرشاء" للصحفي عقب تغطيته أشغال المجلس الوطني للنقابة التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي (المعارض).

وحصلت "عربي21" على رسالة موجهة من أحد المسؤولين بمديرية الأخبار بالقناة الثانية، وعضو في المكتب التنفيذي لنقابة الصحافة، زهير الداودي، إلى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله البقالي.

وكشفت الرسالة أن الفاتيحي حاول إرشاء الصحفي في نهاية تسجيل تصريح تلفزي أدلى به المسؤول النقابي لميكروفون الصحفي الذي كان مكلفا ضمن طاقم عمل من القناة الثانية بتغطية أشغال المجلس الوطني لنقابة "الفيدرالية الديمقراطية للشغل" (FDT).

وقالت الرسالة أن محاولة الإرشاء وقعت عملية يوم السبت 11 تموز/ يوليو 2015.

وعلمت "عربي21"، أن "مديرية الأخبار بالقناة الثانية قامت بالاتصال هاتفيا، في اليوم نفسه، بعبد الحميد الفاتيحي، والذي حاول في البداية إنكار واقعة محاولة الإرشاء، لكن وبعد إصرار مديرية الأخبار بالقناة على مواجهته بكونها تتوفر على شهود وأدلة إثبات على المحاولة، قام المعني بالأمر (الفاتيحي) بتقديم اعتذاره.

وعلى إثر محاولة الإرشاء التي تعرض لها فريق القناة الثانية، قررت مديرية الأخبار بـ"دوزيم" عدم بث الروبورتاج الذي كان مقررا حول أشغال المجلس الوطني لنقابة "الفيدرالية الديمقراطية للشغل".

ودعت مراسلة مسؤول مديرية الأخبار بالقناة الثانية رئيس النقابة الوطنية للصحافة، إلى التدخل لمعالجة هذا الحادث الذي وصفته الرسالة بـ"المؤسف"، وذلك قصد حماية الصحفيين وحفظ كرامتهم وقطع الطريق على مثل هذه الممارسات المسيئة والمضرة بسمعة المغرب، على حد تعبير الرسالة المذكورة.

فعل الزعيم النقابي وعضو المكتب السياسي لحزب الاشتراكي للقوات الشعبية، ليس جديدا، حيث نشرت في الفترة الأخيرة حكاية أقرب إلى هذه الرواية تتعلق هذه المرة بأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قبل أن تتم التغطية على هذه الفضيحة قبل أن تنتشر.

وقال حسن حمورو، صحفي وأمين "المركز المغربي للإعلام"، أن "هذا الفعل، إن ثبت، دليل على أن بعض السياسيين والنقابيين يتعاملون مع الصحافة والصحفيين من باب شراء الذمم والرشوة، وليس مهما رسالة المهنة النبيلة".

وتابع حسن حمورو في تصريح لـ"عربي21"، الذي يعد أيضا مسؤول التواصل في "المرصد المغربي لتتبع السياسات العمومية"، أن هذا الفعل ليس هو الأول من قبل قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي، فلقد سبق وتورط رئيس الحزب في الفعل نفسه قبل أشهر، لكن الفضيحة تم تطويقها".

وتابع حمورو، على "أن هناك قانونا يجب أن يطبق، وعلى النيابة العامة أن تتحرك في حق المسؤول النقابي والسياسي، خاصة وأن الصحفي ضحية محاولة الإرشاء، قدم شكاية إلى المسؤولين عن طريق النقابة من أجل التدخل".

من جهتها شككت حنان رحاب صحفية، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في النازلة التي اتهم فيها زميلها في قيادة الحزب وقالت في تصريح  لـ"عربي21"، تابعنا عبر الإعلام مانشر حول هذا الموضوع، ولم نتمكن من الوقوف على حقيقة هذا الاتهام، ونحن نولي أهمية للموضوع لأننا معنيون بكرامة الصحافة والصحافيين ولا نقبل إلا أن تحفظ كرامتهم".

وأضافت "كما أننا نعرف قيمة وأهمية النضال النقابي والقيم التي تمثلها الفيدرالية الديمقراطية للشغل وحريصون على تبيان الحقيقة في هذه النازلة، وعموما هذا السلوك مرفوض ومدان من طرف أي كان".

وقالت الرسالة الموجهة إلى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، "نحيطكم علما أن الزميل خالد نجدي، الصحفي في القناة الثانية، وعضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، قد تعرض يوم السبت 11 تموز/ يوليو 2015 الماضي لمحاولة إرشاء من طرف عبد الحميد الفاتيحي، الكاتب العام لنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل".

وتابعت الرسالة بناء على "المعلومات والمعطيات، فإن عملية محاولة الإرشاء تمت في نهاية تسجيل التصريح التلفزي الذي أدلى به الفاتيحي لميكروفون الزميل خالد نجدي".
 
التعليقات (0)