سياسة عربية

تونس تعلن توقيف مشتبه بهم على صلة بمنفذ هجوم سوسة

وصل وزراء داخلية بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى تونس - أ ف ب
وصل وزراء داخلية بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى تونس - أ ف ب
أعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي الإثنين عن أول عمليات توقيف لمشتبه في علاقتهم بمسلح تونسي قتل الجمعة 38 سائحا أغلبهم بريطانيون بفندق في ولاية سوسة (وسط شرق)، فيما أكدت نظيرته البريطانية تيريزا ماي أن "الإرهابيين لن ينتصروا".

ووصل وزراء داخلية بريطانيا وألمانيا وفرنسا الإثنين إلى تونس وزاروا مع نظيرهم التونسي منطقة القنطاوي السياحية حيث يقع فندق "أمبريال مرحبا" الذي تعرض للهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة.

وعاين الوزراء الأربعة مكان الهجوم ووضعوا أكاليل الزهور تخليدا لأرواح القتلى، قبل أن يعقدوا مؤتمر صحفيا مشتركا في فندق "أمبريال مرحبا".

وقال وزير الداخلية التونسي في المؤتمر الصحفي "لقد بدأنا القبض على الجزء الأول والعدد المهم من الشبكة التي كانت وراء المجرم" في إشارة إلى التونسي سيف الدين الرزقي (23 عاما) الذي نفذ الهجوم وقتلته الشرطة.

من ناحيتها أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية أن "الإرهابيين لن ينتصروا. سنكون متحدين (..) لحماية قيمنا".

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف "في هذه المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب، العزيمة هي مفتاح النجاحات التي سنحققها ضد هؤلاء الذين ينتظمون للنيل منا. هذه الحرب سننتصر فيها".

وصرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن الهدف من زيارته إلى تونس التي وصفها بـ"الديمقراطية الفتية" هو "إظهار أن الحرية هي أقوى من الإرهاب" قائلا "سنعمل معا حتى لا تكون للإرهابيين الكلمة الاخيرة".

قتل في الهجوم على "امبريال مرحبا" 38 سائحا وأصيب 39 آخرون بينهم ستة مازالوا "في حالة خطرة" حسبما أعلنت الإدارة الإسبانية للفندق. وفيما لم تحدد وزارة الصحة التونسية حتى اليوم كامل هويات السياح القتلى.
أعلنت الوزارة أنها حددت حتى الآن هويات 20 قتيلا هم 16 بريطانيا، وألماني وإيرلندية وبلجيكية وبرتغالية. يذكر أن لندن توقعت الإثنين ارتفاع حصيلة القتلى البريطانيين إلى "حوالي 30".

وأعلنت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه "قتل 18 بريطانيا لكننا نتوقع أن ترتفع هذه الحصيلة لتصل إلى حوالى 30".

وأضافت المتحدثة أنه سيتم إجلاء كل الجرحى البريطانيين البالغ عددهم 25 "في غضون 24 ساعة".

وحصيلة الضحايا البريطانيين هي الأكبر في هجوم إرهابي منذ أن فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في العاصمة لندن في السابع من تموز/يوليو العام 2005 وقتلوا 52 شخصا. وتم تنكيس الأعلام فوق مكتب ديفيد كاميرون الإثنين تضامنا مع الضحايا وعائلاتهم.

وأرسلت بريطانيا حتى الآن 16 محققا إلى تونس للمساعدة في التحقيقات.

ويقوم 400 شرطي باستجواب السياح البريطانيين العائدين إلى بلادهم ممن كانوا في منطقة الحادث. وكتب كاميرون في صحيفة "دايلي تلغراف" الإثنين أن "المئات من عناصر الشرطة يعملون في هذه العملية سواء في تونس أو في بريطانيا". 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا أكبر تحقيق تجريه الشرطة البريطانية منذ هجمات 2005.

وكتب كاميرون أن الشرطة ستعمل على "تأمين الدعم الضروري للعائلات، ومساعدة التونسيين على تحديد هوية القتلى وإطلاق تحقيق لمعرفة ما حصل". وأكد "تصميم" بلاده على "الدفاع عن نمط حياتنا" داعيا إلى "رد في الداخل والخارج".

والجمعة تظاهر سيف الدين الرزقي الذي كان يرتدي سروالا قصيرا ويحمل شمسية بأنه مصطاف، وعند وصوله إلى شاطئ فندق "امبريال مرحبا" أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه في المظلة وشرع في إطلاق النار على سياح كانوا على الشاطئ ثم على آخرين داخل الفندق، وقتل الرزقي لاحقا برصاص الشرطة خارج الفندق. وينحدر الرزقي من منطقة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) وهو طالب ماجستير في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا" بجامعة القيروان (وسط) حسبما أعلنت وزارة الداخلية التونسية.

وبحسب شهود، استمر الهجوم على فندق "امبريال مرحبا" ما بين 30 و40 دقيقة.

ويتساءل تونسيون عن سبب عدم تدخل الشرطة بسرعة لقتل منفذ الهجوم. وفي اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس رفض الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي التعليق على هذه التساؤلات قائلا إنه تم "فتح تحقيق" في الحادثة. 


وأظهر شريط فيديو جديد تداوله الإثنين نشطاء أنترنت في تونس القاتل وهو يمشي بهدوء على الشاطئ حيث كانت جثث سياح قتلى ممدة. ويستمر الشريط الذي صوره هاو تونسي 11 دقيقة و10 ثوان، ويسمع فيه إطلاق نار كثيف.
التعليقات (0)