حول العالم

ضحايا فيضانات مالاوي.. يلملمون شتات حياة جرفتها المياه

تعد نسانغي إحدى أكثر المناطق تضررا من موجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين - أرشيفية
تعد نسانغي إحدى أكثر المناطق تضررا من موجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين - أرشيفية
لن تعود الحياة لسابق عهدها بعد أن فقد المعلم "تالي لوشا"، أسرته، وانهارت مدرسته في الفيضانات العارمة التي اجتاحت جنوب مالاوي مؤخرا، لكن ذلك لم يثنه عن لملمة شتات حياته ومواصلة الكفاح.

وخلال جولة اصطحب فيها مدير المدرسة، مراسل وكالة الأناضول، إلى المنطقة المتضررة من الفيضان، وجد أن منزله قد دمر، وفصول مدرسته أو ما تبقى منها مليئة بالطين، إلا أنه أصر على استئناف رسالته في تعليم أبناء قريته.

واستهل "لوشا" حديثه بالقول: "لن تكون الحياة كسابق عهدها قط، لأنني فقدت زوجتي وطفلي في الفيضانات".

وكانت مقاطعة "نسانغي" جنوب مالاوي، التي ينحدر منها "لوشا"، إحدى أكثر المناطق تضررا من موجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين، وجرفت بعض ممتلكات العديد من السكان المحليين، والآلاف من منازل القرويين المبنية بالقش.

وحتى الوقت الراهن، فإن 276 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم أو فقدوا، ونزح أكثر من 230 ألفا آخرون، في ما وصفت بأنها أسوأ موجة من الفيضانات منذ عام 1964، وفقا للأرقام الرسمية.

وإلى جانب الزراعة، كان التعليم من بين القطاعات الأكثر تضررا، حيث يشغل النازحون أكثر من 181 مدرسة، ما يؤثر على تعليم أكثر من 300 ألف طفل.

"لوشا"، وهو مدير "مدرسة تشيكونجي الابتدائية"، استأنف حديثه بالقول: "الفصول الدراسية مليئة بالطين، وغمرت المياه مدارسنا".

ومن داخل فصل دراسي غمرت الرمال والطين نصفه، أضاف: "غمرت مياه الفيضان هذه المنطقة بأسرها كلها، والآن سنضطر إلى رفع الطين بأيدينا، حتي يمكن استئناف التعليم في الفصول الدراسية".

وقال: "نحن أيضا يجب أن نعيد بناء حياتنا".

وفي الوقت الراهن، تسعى المبادرات المحلية إلى إعادة المدارس في مقاطعتي "نسانغي" و"شيكواوا"، الجنوبيتين التي أصبحت ملاجئ للمشردين، إلى مراكز تعليمية.

واعتبر "لوشا"، أن "التحدي يتمثل في أن هذه المدارس تستضيف الآن أعداد أكبر من الطلاب"، لافتا إلى مشكلة أخرى هي أن هذه المدارس لا تملك المعدات اللازمة لممارسة العمل بشكل طبيعي، حيث يعوق توريدها بشدة شبكات الطرق المتهالكة.

وفي مقاطعة "فالومبي"، الجنوبية التي ضربتها الفيضانات، تحاول العديد من الأسر إعادة تأسيس منازلها بعد عودتها من مخيمات للنازحين. ورغم ذلك، فإنه ما زال الآلاف منهم يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية.

ولا يزال مئات القرويين في قريتي "تشيسينكا"، و"نسونا" بالمقاطعة، يتدفقون على "مدرسة تونثاما الابتدائية"، المجاورة للحصول على الإمدادات (الغذائية) الأسبوعية من الحكومة والمنظمات غير الحكومية.

ومع عودة الناجين من الفيضانات، إلى المقاطعة، بدأت المراكز التجارية تستأنف أنشطتها، ورجع التجار إلى الأسواق، في حين يمكن رؤية الباعة يعرضون بضاعتهم على طول الطريق.

من جانبه، قال ماركو توم، وهو أحد الوافدين على المدرسة: "فقدت أسرتي كل شيء، لذلك، فإنه حتى موسم الحصاد المقبل، فإننا سوف نعيش على المساعدات".

وأشار إلى أن معظم سكان مقاطعة "فالومبي"، يقولون إن ما يريدونه في الوقت الراهن، هو البذور ليمكنهم زراعة المحاصيل مجددا.

وأضاف "توم": "يمكننا أن نروي النباتات لحصاد المحاصيل مرة أخرى".

واختتم حديثه بالقول: "بمجرد أن نزرع محاصيلنا، فإننا سوف نكون مستقلين، نحن لا نريد أن نعتمد على المساعدات إلى الأبد".
التعليقات (0)