سياسة دولية

هيئة تدريس في "هارفارد" ترفض تكميم أفواه المنتقدين لـ "إسرائيل"

البيان: ترسيم الجامعة لحدود التعبير أمر "أحادي الجانب بشكل خطير" - غيتي
البيان: ترسيم الجامعة لحدود التعبير أمر "أحادي الجانب بشكل خطير" - غيتي
أعرب أعضاء هيئة  تدريس في جامعة هارفارد عن استيائهم من الضغوط التي تمارسها بعض الجهات، لتكميم أفواه الأكاديميين والطلاب والموظفين الذين ينتقدون أفعال دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت الهيئة إلى التحيز الواضح والعنصرية المفرطة في بعض هذه الانتقادات كما أبدى أعضاء الهيئة استياءهم العميق من الرسالة التي أرسلتها الجامعة في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر بعنوان "مكافحة معاداة السامية".

وقال بيان لأعضاء الهيئة : "يجب أن يكون هناك مجال في الحرم الجامعي للنقاش حول تصرفات "الدول"، بما في ذلك إسرائيل" .

وأضاف : "لا يمكن اعتبار التشكيك في تصرفات هذه الحكومة القومية العرقية بمثابة معاداة للسامية بحكم الأمر الواقع، مثلما لا يمكن اعتبار التشكيك في تصرفات حكومة روبرت موغابي القومية العرقية في زيمبابوي أمرًا عنصريًا بحكم الأمر الواقع."

وأشار البيان إلى أنه : "لا يمكن اعتبار الحجج التي تصف إسرائيل بأنها دولة "فصل عنصري" أو أفعالها الأخيرة باعتبارها "تطهيراً عرقياً" أو حتى "إبادة جماعية" معادية للسامية بشكل تلقائي، بغض النظر عما إذا كان المرء يتفق مع مثل هذه الحجج. إن "سياسات التمييز والتنمر" التي أعلنتها الجامعة مؤخراً وتتضمن "المعتقد السياسي" (وبالتالي التعبير عنه) كفئة محمية"

وقال البيان إنه قد ترغب إدارة الجامعة  في تذكير أعضاء مجتمع الجامعة بأن كلماتهم لها معنى ومع ذلك، في الوقت الذي وقف فيه أحد المنتسبين للجامعة في الفناء دون عقاب على ما يبدو واتهام الطلاب بدعم الإرهاب، فإن ترسيم الجامعة لحدود التعبير المقبول في حرمنا الجامعي هو أمر "أحادي الجانب بشكل خطير".

ويشير البيان إلى أن عبارة "من النهر إلى البحر، فلسطين يجب أن تتحرر" لها تاريخ طويل ومعقد. إن تفسيره يستحق، ويتلقى، بحثا ومناقشة مستدامة ومستمرة. إن الإشارة إليها على أنها تعني بالضرورة الإزالة عندما تم إجبار أكثر من مليون فلسطيني على ترك منازلهم وقُتل أكثر من عشرة آلاف مدني، بما في ذلك أربعة آلاف طفل، في غزة، وهي أفعال يقترحها مؤرخ المحرقة عمر بارتوف في نيويورك تايمز. قد ترقى صحيفة نيويورك تايمز إلى مستوى "جريمة ضد الإنسانية" يتم تنفيذها "بقصد الإبادة الجماعية" - وهو أمر غير حكيم فيما يتعلق بسياسة الجامعة ويساء تقديره بشدة باعتباره عملاً من أعمال القيادة الأخلاقية.

ودعا أعضاء هيئة التدريس الجامعة  إلى تقديم التزام متوازن ودعم الحرية الفكرية في جامعة هارفارد من خلال اتخاذ  عدد من الخطوات منها مقاومة الدعوات لتعليق و سحب الثقة من لجنة التضامن مع فلسطين انتقاما لبياناتها العامة ودعواتها، ومقاومة الدعوات لإلغاء الإجراءات التأديبية في الجامعة لمعاقبة الطلاب والموظفين قبل الأوان بسبب المخاوف التي أثيرت بشأن نشاطهم السياسي في غياب ادعاءات محددة بشأنهم.

كما طالبوا بإعادة الموظفين والطلاب الذين وقعت عليهم عقوبات بالفعل "يجب إعادتهم إلى مناصبهم في انتظار إجراء تحقيق سليم من الناحية الإجرائية"

ودعا أيضاً إلى توجيه المجموعة الاستشارية للرئيس حول معاداة السامية لشرح تعريفها لمعاداة السامية لمجتمع الجامعة، على النحو المطلوب في اجتماع هيئة التدريس بكلية العلوم الإنسانية في 7 نوفمبر، قبل التوصية بأي سياسات تمس حرية الفكر والتعبير في الحرم الجامعي.

كما طالب البيان بتأكيد الجامعة بشكل صريح ومحدد على التزامها بحرية الفكر والتحقيق والتعبير في ضوء الضغوط غير العادية التي تمارس على منتقدي "إسرائيل" والمدافعين عن الشعب الفلسطيني، والإشارة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تسامح مع "الاستثناء الفلسطيني" لحرية التعبير

وختم البيان بالمطالبة بإنشاء مجموعة استشارية حول الإسلاموفوبيا والعنصرية المناهضة للفلسطينيين والعرب.



وفي وقت سابق أصدرت 33 مجموعة طلابية من جامعة هارفارد بيانا مشتركا للتضامن مع فلسطين،  إبان "طوفان الأقصى" وحمّل البيان "النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف الجارية".

وأضاف أن "أحداث اليوم لم تحدث من فراغ، فعلى مدى العقدين الماضيين أجبر ملايين الفلسطينيين في غزة على العيش في سجن كبير في الهواء الطلق، المسؤولون الإسرائيليون يعدون بفتح أبواب الجحيم، وقد بدأت المذابح في غزة بالفعل، وفي الأيام المقبلة سيضطر الفلسطينيون إلى تحمل العبء الأكبر من العنف الإسرائيلي، نظام الفصل العنصري هو الوحيد الذي يقع عليه اللوم".

وتعرض هذا البيان -الذي أعدته لجنة التضامن مع فلسطين للطلاب الجامعيين في جامعة هارفارد وشاركت في التوقيع عليه في الأصل 33 منظمة طلابية أخرى في جامعة هارفارد لهجوم من مشرعين وأساتذة الجامعات وطلاب آخرين.

وقالت كلودين جاي رئيسة جامعة هارفارد في بيان: "دعوني أؤكد أيضا أنه بينما يحق لطلابنا التحدث بالنيابة عن أنفسهم ينبغي ألا تتحدث أي مجموعة طلابية أو حتى 30 مجموعة باسم جامعة هارفارد أو قيادتها".

وتعرضت خطوة المجموعات الطلابية ردود فعل عنيفة في الحرم الجامعي وخارجه،ورتبت منظمة غير ربحية لعرض لوحات إعلانية افتراضية تحمل أسماء ووجوه الطلاب وصورهم تحت لافتة كتب عليها "معادون للسامية في جامعة هارفارد"، وتم وضعها على شاحنة تحركت في منطقة الحرم الجامعي بهدف ترهيب هؤلاء الطلاب وترهيب مناصريهم.

وأشار استطلاع للرأي أصدره معهد بيو للأبحاث تغير مشاعر الشبان الأميركيين تجاه فلسطين والكيان المحتل بصورة فاجأت الكثير من مراقبي الشرق الأوسط في النخبة الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الأمريكيين يحملون مشاعر إيجابية تجاه الكيان الاسرائيلي  فإن الأمر اختلفت في السنوات الأخيرة، وتطور الموقف تجاه الفلسطينيين بين الشباب الأمريكيين (بين 18 و29 عاما) بصورة كبيرة، حيث  ينظر 61 بالمئة منهم بإيجابية إلى الفلسطينيين، في حين تبلغ النسبة تجاه "الإسرائيليين" 56 بالمئة.

ومع بدء عملية طوفان الأقصى انعكس الصراع على الجماعات الطلابية المناصرة للفلسطينيين وتلك المناصرة لإسرائيل في العديد من الجامعات الأمريكية.
التعليقات (0)