سياسة عربية

فلسطينيو بريطانيا يروون لـ "عربي21" قصص أهاليهم في عدوان الاحتلال على غزة

فلسطينيون يشيعون أهاليهم من الذين قضوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة  (فيسبوك)
فلسطينيون يشيعون أهاليهم من الذين قضوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (فيسبوك)
كشف الناشط البريطاني من أصول فلسطينية عمر مفيد النقاب عن أنه وعدد من الفلسطينيين المقيمين في المملكة المتحدة وينحدرون من أصول غزاوية، يعيشون ظروفا صعبة للغاية بسبب الأضرار التي لحقت بغزة وبأهلهم في القطاع الذين يواجهون كما قال حرب إبادة جماعية.

وروى عمر مفيد في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، معاناته وهو يتابع تفاصيل الحرب التي بدأت السبت الماضي، وتحدث عن صور قال بأنها أقرب للخيال منها إلى الحقيقة.

وأضاف: "أنا مواطن بريطاني من أصول فلسطينية، ومن قطاع غزة تحديدا ومن حي الرمال الذي تعرض لقصف عنيف مساء أمس الأربعاء من الطيران الحربي الإسرائيلي... عائلات بالكامل مُحيت من الوجود وعمارات كثيرة سوّيت بالأرض بمن فيها من السكان".

وذكر مفيد أن شقيقه أحمد، وهو طبيب تلقى تدريبه في مستشفى سانت ثوماس في لندن في مجال الجراحة التجميلية والترميمية، موجود في غزة هذه الأيام، وأخبره أن ما يجري في القطاع يتجاوز كل الأوصاف.

وقال: "أهلي أساسا هم من حي الرمال في غزة، وبجوارنا عمارة تتكون من أربعة طوابق في كل طابق 5 شقق، هذه العمارة تم استهدافها بالأمس وتم تدميرها بالكامل وقتل كل من فيها دون سابق إنذار".

على صعيد آخر أكد عمر مفيد أن هناك مسعى في الإعلام البريطاني لتغييب الرواية الفلسطينية، وإبراز الرواية الصهيونية.

وقال: "بالأمس تلقيت دعوة من قناة "الآي تي في" البريطانية للحديث عما يجري في القطاع، ولكن ما إن وصلت رفضت المذيعة مقابلتي بحجة أنها في حوار مع إسرائيليين، وتم تكليف المصور بتصوير دقيقة واحدة معي قبل أن يتم إعلامي بعد ذلك بأن اللقاء معه لن يتم إدراجه في التقرير بسبب أخبار عن وفاة جنود إسرائيليين".

وأضاف: "للأسف الشديد نحن كفلسطينيين لا نواجه فقط حرب إبادة يقودها الاحتلال على الأرض، وإنما أيضا تغييبا في وسائل الإعلام الدولية لفرض الرواية الإسرائيلية، وهذا أمر غريب وغير مقبول وفق كل القوانين والأعراف الدولية"، على حد تعبيره.

وفي لندن أيضا أكد الناشط الفلسطيني مجدي عقيل في حديث مع "عربي21"، أن 12 شخصا من عائلته قضوا في القصف الذي استهدف قطاع غزة أمس الأربعاء، فقد توفيت زوجة إبراهيم سعيد عوض أبو شمالة وابنته تسنيم وابنه محمود.. كما استشهدت هبة نبيل عبد الرحمن أبو شمالة وأطفالها في استهداف لبيت أحمد أبو الريش.

واليوم نشر أبو كايد الريش على صفحته على "فايسبوك" صورا لصلاة الجنازة في مسجد التقوى بمخيم خانيونس بلوك G على أهل بيته الذين قضوا نحبهم ليلة أمس بفعل قصف جوي صهيوني بطائرات F16 لبيته في مخيم خانيونس شارع أبو الريش والذي أسفر عن استشهاد زوجتيه الاثنتين وابنتيه وابنه أحمد في حين هناك إصابتان لابنته وابنه واستشهاد ضيوف من أصهارهم من دار أبو شمالة (امرأة وطفلاها الرضع) وكذلك الطفل خالد شراب كما تم تدمير المنزل بالكامل وكذلك بيوت الجيران الذين استشهد منهم جاره خليل برغوت وأصيب ٱخرون بفعل قوة القصف الذي هز المخيم.



هذا وقالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، الخميس، إن "جزءا كبيرا من سكان قطاع غزة يتعرضون للإبادة، حيث لا تزال المدينة المحاصرة تواجه ضربات وقصفا إسرائيليا مكثفا".

وأضافت ألبانيز في تصريحات نشرتها الأناضول: "ما يحدث هو أن جزءا كبيرا من السكان الفلسطينيين في غزة يتم القضاء عليهم، ليس بشكل مختلف عما حدث من قبل ولكن بشراسة متزايدة".

وفي معرض تعليقها على قرار إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع الجاري بقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة، قالت: "تجويع السكان المحاصرين وحرمانهم من الضروريات يعد جريمة حرب".

وأكدت المسؤولة الأممية: "وإذا كان ذلك متعمدًا، وفي سياق هجوم واسع النطاق وممنهج ضد السكان المدنيين، فإنه يشكل أيضًا جريمة ضد الإنسانية".

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

ومنذ السبت، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل الإثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.
التعليقات (0)