سياسة دولية

حملات تستهدف سياسيات أفريقيات باستخدام صور جنسية "مفبركة"

بعض السياسيات يرفضن الخضوع للابتزاز ويواجهن الحملات- جيتي
بعض السياسيات يرفضن الخضوع للابتزاز ويواجهن الحملات- جيتي
تواجه سياسات أفريقيات حملة تضليل عبر الإنترنت، لتشويه سمعتهن، عبر فبركة صورة جنسية لهن لإبعادهن عن مجال العمل بالسياسة.

فبعد أسابيع قليلة من تعيينها في مجلس مقاطعة كوالي في جنوب شرق كينيا، وجدت جودي كينغو نفسها في عين العاصفة، إذ انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صورة معدّلة قيل إنّها تظهر فيها وهي تقبل امرأة أخرى.

وبعدما انتشرت الصورة على الإنترنت، قال أحد المستخدمين، بحسب ما تذكر كينغو: "كما ترون، هذه هي قائدتكم، أي نوع من القدوة تشكل لفتياتنا؟".

وتعتبر كينغو أن على النساء في المناصب العامة أن يتجاهلن الضغوط الناجمة عن الهجمات الإلكترونية وألا يتأثرن بها.

ورفضت كينغو الخضوع، وكلفت منذ بدء الحملات ضدها مدونين للرد على حملات التشهير بحقها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت إنه "لطالما كان الذكور يهيمنون على مجال السياسة، ولكي تتمكني كامرأة من اختراقه عليك أن تكوني عدوانية جدا"، غير أن تحقيق التوازن صعب.

وتنسق هذه الهجمات، التي تميل إلى التزايد خلال موسم الانتخابات، بشكل استراتيجي لإسكات النساء، وفق كريستينا ويلفور وهي المؤسسة المشاركة لمنظمة "شي برسيستد" العالمية التي تحارب التضليل والإساءة عبر الانترنت.

وقالت إن "الهجمات ذات الطابع الجنسي مهينة جدا، وتهدف بالتأكيد إلى تقويض فكرة أن النساء لديهن مؤهلات".

وخلال الحملة الانتخابية في العام 2017 في رواندا، انتشرت على الإنترنت صور لامرأة عارية قيل إنها تعود لسيدة الأعمال والناشطة ديان رويغارا، وذلك بعيد أيام من إعلانها ترشحها للانتخابات الرئاسية.

وكانت رويغارا المرأة الوحيدة التي ترشحت للتنافس ضد رئيس رواندا بول كاغامي.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت حينها لشبكة "سي إن إن" إن الصور تم تعديلها باستخدام برنامج فوتوشوب لتدمير فرصها الانتخابية.

وفي وقت لاحق، منعت من الترشح على أساس أنها زورت توقيعات مؤيديها لتقديم طلب ترشحها. لكن محكمة برأتها في العام 2018، معتبرة أن "لا أساس" للتهم الموجهة إليها.

وفي نيسان/ إبريل هذا العام، تلقت السيناتورة الكينية السابقة، ميليسينت أومانغا، دعوات للاستقالة من منصبها كوزيرة دولة بعدما انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو جنسية قيل إنها لها.

وقالت الوكالة الفرنسية، إن مقطعا واحدا على الأقل من هذه المقاطع كانت بطلته ممثلة إباحية هاوية.

ويخشى خبراء من أن تفاقم التكنولوجيا الجديدة والذكاء الاصطناعي تضييق الخناق على النساء.

وهناك حوالي 96% من مقاطع الفيديو المزيفة تزييفا عميقا، أي عبر تقنية "ديب فايك"، تتضمن إباحية غير توافقية، ومعظمها تصور نساء، وفق دراسة أجرتها في العام 2019 شركة "سينسيتي" Sensity الهولندية للذكاء الاصطناعي.

وفي العام نفسه، أُغلق تطبيق يعري النساء افتراضيا، بعد ضجة حول إساءة استخدامه المحتملة، غير أن الوصول إلى أدوات أخرى مماثلة ظل ممكنا عن طريق المراسلة المشفرة.
التعليقات (0)