سياسة عربية

تصعيد جديد لاحتجاجات الجنوب السوري بعد مشاركة شيوخ الطائفة الدرزية (شاهد)

الاحتجاجات مستمرة لليوم السابع على التوالي في الجنوب السوري- السويداء24
الاحتجاجات مستمرة لليوم السابع على التوالي في الجنوب السوري- السويداء24
تتواصل الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري في محافظتي السويداء ودرعا جنوب البلاد لليوم السابع على التوالي، فيما رفع المتظاهرون سقف المطالب، بعد مشاركة شيوخ من الطائفة الدرزية في المظاهرات، التي بدأت تنادي برحيل بشار الأسد، بصفته مسؤولا عن تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية في سوريا.

وسجلت محافظتا السويداء ودرعا في اليوم السادس للاحتجاجات أكثر من 50 نقطة تظاهر، بالتزامن مع تنظيم وقفات تضامنية في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، لدعم الحراك المدني في الجنوب السوري.



وأعطت مشاركة عدد من شيوخ الطائفة الدرزية التي تشكل غالبية سكان السويداء، زخما أكبر للمظاهرات، التي توسعت نقاط انتشارها، سيما بعد إصدار رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بياناً، دعا فيه إلى قمع مسببي المحن التي طالت لقمة عيش السوريين.



وأغلق المحتجون خلال الأيام الماضية الطرق الرئيسية في الجنوب السوري، وعددا من مقار حزب البعث الحاكم، فيما أعرب ناشطون عن مخاوفهم من لجوء النظام السوري إلى القبضة الأمنية لقمع الاحتجاجات المناهضة لرئيس النظام بشار الأسد.



وشهدت السويداء في بداية "الثورة السورية" عام 2011، مظاهرات مناهضة لرئيس النظام بشار الأسد، وتعتبر حركة "رجال الكرامة" أبرز الحركات الدرزية المعارضة للنظام، لكن الجماعات الدرزية حاولت البقاء على "الحياد الشعبي" لتجنب الدخول في الصراع المسلح، حيث رفضت الانخراط ضمن الجماعات المسلحة لدى طرفين.

ونجحت الجماعات الدرزية جنوب سوريا في عقد اتفاقيات مع مختلف أطراف الصراع في سوريا سواء المعارضة أو النظام السوري، وتمكنت الجماعات الدرزية المسلحة طوال سنوات النزاع من تحييد محافظة السويداء عن العمليات العسكرية.

وأكد نور رضوان مدير شبكة "السويداء 24"، في تصريح لـ"عربي21"، أن المحافظة منذ 2013 تعتبر خارج الحكم الفعلي لنظام الأسد، إذ يقتصر وجود النظام على المؤسسات الحكومية والأفرع الأمنية، بينما تعمل الفصائل الدرزية المسلحة على ضبط الأمن في المنطقة.

وزادت الفصائل الدرزية المسلحة من انتشارها في السويداء بعد هجمات تنظيم الدولة على المحافظة عام 2018، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 221 شخصا إثر تنفيذ مجموعة هجمات للتنظيم على قرى وبلدات السويداء، بمساندة وتسهيل من قوات النظام السوري التي نقلت مسلحي التنظيم بحافلات حكومية من ريف دمشق إلى تخوم السويداء في البادية السورية، وفق ما أورده "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في وقت سابق.

الكاتب والصحفي السوري المنحدر من السويداء، حافظ قرقوط، أوضح أن الحراك المدني في السويداء ليس وليد اللحظة، لكنه تراكمي منذ سنوات، مشيرا إلى أن المحافظة كل فترة تجدد المظاهرات للمطالبة بتحسين الأوضاع وإنهاء القبضة الأمنية للنظام السوري.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "لكن هذه المرة كانت مختلفة كثيرا لأن الأسباب الحالية في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة كانت فرصة للدخول في منعطف تاريخي بالنسبة للسويداء وسوريا ككل".

وأكد أن الحراك الآن في السويداء دخل لحظة مفصلية، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي قد يكون المحرك الأساسي، لكن الشعارات في المظاهرات تنتمي إلى ثورة السوريين في البحث عن الحرية والكرامة والعدالة.

وحول احتمالية قيام النظام برد فعل انتقامي تجاه المتظاهرين، رأى الصحفي السوري، أن الحراك مستمر وسيتطور بشكل أو بآخر لكن لا عودة إلى الخلف، وقال: "يدرك أبناء السويداء أنهم في مواجهة سلطة أمنية لا يوجد لديها أي حلول، لأن نظام الأسد لا يملك إلا العقل الإجرامي والانتقامي".

وأوضح أن النظام السوري حاقد على السويداء لأنها أوصلت رسالة قوية ليس للسوريين فقط، ولكن حتى للدول الساعية للتطبيع مع النظام، مفادها أن هذا النظام لا يمكن تحسينه، كما أنها أوصلت صوت السوريين إلى العالم بأن الشعب لا يزال يرفض بشار الأسد.

وبالتزامن مع احتجاجات جنوب سوريا، لا تزال الدعوات للخروج بمظاهرات مماثلة في محافظتي اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري، فيما تشير تقارير لشبكات محلية إلى أن النظام اعتقل ما لا يقل عن 70 شخصا حتى الآن لمنع خروج أي احتجاجات في المناطق التي تعتبر معقلا رئيسيا للنظام.



واندلعت الاحتجاجات الجديدة بعد إصدار حكومة النظام السوري قرارات برفع أسعار مواد المازوت والبنزين والفيول والغاز السائل، وذلك بعد ساعات من إصدار رئيس النظام بشار الأسد، مرسوما تشريعياً يقضي بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100 بالمئة.

وعقب قرارات النظام برفع أسعار المحروقات، أطلق ناشطون دعوات للإضراب العام في عموم المحافظات السورية، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية في ظل انهيار الليرة السورية، وانتشار البطالة والفقر، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر المدقع الذي يعادل دولارين باليوم.
التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الخميس، 24-08-2023 01:53 ص
تأخرتم كثيرا بعد كل الدم الذي سال ::::::::::::::::::::::::