كتاب عربي 21

لو لم يجدوا إسرائيل لاخترعوها

جعفر عباس
ما زال العداء لإسرائيل ذريعة لاستدامة الحكم بالحديد والنار، وتبريرا للفشل في إدارة الاقتصاد.. (الأناضول)
ما زال العداء لإسرائيل ذريعة لاستدامة الحكم بالحديد والنار، وتبريرا للفشل في إدارة الاقتصاد.. (الأناضول)
ظل وجود إسرائيل على مدى سبعين ونيف سنة، في خدمة الأنظمة الطاغوتية العربية، خاصة تلك التي تمارس الديمقراطية بالمفهوم المعمري القذافي، فلفرعون ليبيا الراحل مقولات ظلت قيد التداول سنين عددا، من بينها ان الديمقراطية عربية المنشأ، وأن أصلها ديمو ـ كراسي، وهكذا ومن حيث لا يقصد، أشار الرجل إلى أن الفهم العربي للديمقراطية هو "ديمو" أي ديمومة الـ "كراسي"، بمعنى أن الزعيم الذي يصل إلى كرسي الرئاسة عليه أن يجعل جلوسه عليه مستداما.

منذ مولد إسرائيل، ما من رئيس عربي إلا وزعم أن القضاء عليها جزئيا أو كليا على رأس أولوياته، وما من نظام رفع شعارات محو إسرائيل وتاجر بقضية فلسطين، والتي في جوهرها أن الصهاينة القادمين من أوروبا طردوا وقتلوا وشردوا الفلسطينيين واستولوا على أراضيهم، ما من نظام فعل ذلك كما نظام آل الأسد في سوريا، فمؤسس النظام حافظ الأسد كان وزير الدفاع والقائد العام للجيش السوري عام 1967، وما إن شنت إسرائيل هجوما على الجبهة المصرية في حزيران / يونيو من ذلك العام، حتى كان الجيش السوري في الجولان "فص ملح وداب"، وصارت الهضبة غنيمة باردة في يد إسرائيل.

ثم ومنذ عام 1971 وحتى وفاته في عام 2000 ظل الرجل يحظى بلقب "بطل الصمود والتصدي"، دون أن يعرف له أحد فيم وكيف صمد، ولمن وكيف تصدى، وهو من عمل بدأب على شق الصف الفلسطيني، وإلى يوم الناس هذا هناك على الأرض السورية معسكر لفلول قوات أبو صالح (نمر صالح) والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة وأبو فاخر عدلي الخطيب الذين أخرجتهم سوريا عن حركة "فتح". وأدى ذلك الانشقاق إلى نشوب عدة معارك في أرض لبنان وتحديدا في البقاع وطرابلس، بينهم وبين "فتح" "الأصل". وانتقل الصراع فيما بعد إلى المخيمات ما بين 1985 و1988.

وديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافي كان أيضا من كبار المتاجرين بالقضية الفلسطينية والمنادين بمحو إسرائيل، وانتهى به الأمر مناديا بقيام دولة إسراطين، التي هي كوكتيل إسرائيلي ـ فلسطيني، ثم ولتأكيد مناصرته لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس دعا العرب إلى الحج إلى بيت المقدس بدلا من الكعبة المشرفة.

وديكتاتور السودان الراحل جعفر نميري، دخل في منافسة مع القذافي حول من هو الأولى بخلافة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لقيادة العرب لتحرير فلسطين، وفاز بالكثير من التقريظ لأنه ذهب إلى الأردن بينما كانت معارك أيلول الأسود (1970) على أشدها، وأخرج قياديين فلسطينيين من بينهم ياسر عرفات سالمين وطار بهم إلى القاهرة، وبعدها بسنوات قلائل كان نميري قد أبرم صفقة مع إسرائيل، قام بمقتضاها بالترتيب لنقل عشرات الآلاف من يهود إثيوبيا (الفلاشا) إلى إسرائيل.

وحتى على المستوى الشعبي نلمس الاتجار الساذج بالقضية الفلسطينية بدغدغة العواطف، وكيل السباب لإسرائيل، وياما اهتزت المنابر بالدعاء على أمريكا وصنيعتها إسرائيل: "اللهم اجعل أموالهم غنيمة لنا واجعل نساءهم سبيا لنا"، وهذا دعاء ينقصه القطران، فلكي تستمتع بالغنائم والسبي، عليك أولا أن تهزم البلدين، أو تجعلهما تابعين ذليلين لك، والشاهد هو أن الولايات المتحدة وإسرائيل، صارتا مثل إبليس الذي يلقي عليه البعض تبعة أخطائهم وخطاياهم المتكررة، ولا يتساءل من يزعمون أنهم ضحايا إبليس: اشمعنى أنا بالذات؟  وتجد شخصا قبضوا عليه وسجنوه عشر مرات لتعاطي المخدرات، يكون دفاعه في المرة الحادية عشرة أمام المحكمة أن إبليس هو الذي أوعز إليه بالتعاطي، ويريد صاحبنا من المحكمة أن تقضي بأن متابعة إبليس والوقوع في حبائله ليست جريمة، باعتبار أن إبليس هو المتهم الأول..

وحتى فيما تحرر جزئيا من فلسطين ظلت السلطة الوطنية تعك وتخبص وتلخبط وتخربط وتخرَّف وتجدف، ثم تجعل من إسرائيل شماعة تعلق عليها أخطاءها! هل إسرائيل هي التي أنشأت 13 جهازاً أمنياً فلسطينياً؟ هل إسرائيل هي التي اختلست مئات الملايين؟ هل إسرائيل هي التي وضعت شؤون الحكم في الضفة بأيدي أشخاص معدودين من فرط حبها لهم؟

لإسرائيل ملف مخزٍ في التعامل مع الفلسطينيين واللبنانيين، ومثل الولايات المتحدة فإنها تطبق معايير التعامل الإنساني المتحضر فقط مع مواطنيها، وتمارس العنف المفرط الأهوج بحق أي شخص أو مجموعة من دول جوارها ترى أنه يهدد أمنها، حتى لو لم يكن ذلك التهديد حقيقيا (وحقيقة لم يعد هناك اليوم تهديد وجودي لإسرائيل).
ثم انظر إلى احتفاء الإعلام العربي بالمظاهرات التي شهدتها إسرائيل مؤخرا رفضا لتعديل قانون السلطة القضائية، وقبلها بمقاضاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو بتهمة تلقي رشى من رجل أعمال، وقبلها بسجن أرييه درعي، مؤسس حزب شاس الديني، ووزير الداخلية الأسبق للداخلية، لثلاث سنوات بتهمة الفساد، ومن بعد ذلك محاكمة إيهود أولمرت الذي تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 2006 إلى 2009. ثم صدور حكم بسجنه لست سنوات لقبوله رشى متعلقة بفضيحة عقارية ضخمة في القدس المحتلة، وهكذا يمدح الاعلام العربي إسرائيل بما يشبه الذم..

تعرية إسرائيل وفضح سجلها البشع يتطلب من الإعلام العربي التركيز على جرائم الدولة الإسرائيلية، وليس الأفراد الإسرائيليين مهما علا شأنهم في مدارج السلطة التنفيذية، فلإسرائيل ملف مخزٍ في التعامل مع الفلسطينيين واللبنانيين، ومثل الولايات المتحدة فإنها تطبق معايير التعامل الإنساني المتحضر فقط مع مواطنيها، وتمارس العنف المفرط الأهوج بحق أي شخص أو مجموعة من دول جوارها ترى أنه يهدد أمنها، حتى لو لم يكن ذلك التهديد حقيقيا (وحقيقة لم يعد هناك اليوم تهديد وجودي لإسرائيل).

ما هو حادث هو أن قضية فلسطين، التي بسببها يُفترض أن العرب يعادون إسرائيل، لم تعد قضية عربية (من الناحية الرسمية)، بل قضية فلسطينية "شخصية"، أي تهم الفلسطينيين وحدهم، بعد أن نفضت معظم الدول العربية أيديها منها، ولكن ما زالت قلوب المواطنين العرب على فلسطين، ولكن نصرة الحق الفلسطيني تبدأ بنصرة الحق "الوطني"، بمعنى أن على مواطني كل بلد عربي تنظيف بلدهم، وصولا إلى أنظمة يكون تداول السلطة فيها سلميا، ومتى ما تم ذلك تصبح نصرة القضية الفلسطينية ممكنة قولا وفعلا..

راهن الحال، حيث ما زال العداء لإسرائيل ذريعة لاستدامة الحكم بالحديد والنار، وتبريرا للفشل في إدارة الاقتصاد، يستدعي قول نزار قباني:

الحب في الأرض بعضٌ من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه
ضع إسرائيل مكان "الحب"، لأنها الشماعة التي يعلق بها حكام عرب كُثر خطاياهم.
التعليقات (7)
حنان العاروري
الإثنين، 02-10-2023 05:45 ص
مع احترامي للكاتب وقناعاته ودوافعه ، المقال غير متوازن، مكتوب بنفس اخواني ، يحتوي على الكثير من المغالطات التاريخية ، موجه لانتقاد الدولة السورية بالاساس ، دون التعريج على انظمة عربية ، اكثر خطرا بكثير من ليبيا والسودان ،انظمة اصرت ولا تزال ترتكب جرائم سياسية بحق النضال الفلسطيني، اكثر بكثير من السوري والليبي والسوداني . والدليل اليوم حفلات التطبيع العلنية والسرية ، والتحالفات العسكرية مع الكيان . الاعلام العربي المدار من تل ابيب . على كل حال ، للكاتب حر في عرض وجهة نظره من سوريا ، ولكن لا يستطيع ان يقفز على حقائق تتعلق باحتضان سوريا لقوى المقاومة ، ودعمها بكل الوسائل ، سوريا تتزعم تيار مناهضة التطبيع مع الكيان ، تتلقى ضربات عسكرية وعدوان شبه يومي متكرر من الصهيوني، بعد ان انهك العدوان الغربي التركي كاهل ،سوريا فتحت حدودها لكل العرب ولم تسمي اي منهم "لاجئ"، سوريا وقيادتها وجيشها حارب اكبر عدوان وحصار غربي امريكي اخواني عليها وبقيت صامدة . سوريا تدفع ثمن مواقفها بفاتورة باهضة ، حتى يأتي احد من امثالك ليطعن بعروبتها وانتماءها!!!! عيب والله نشر هيك مقال على موقع عروبي
أبو فهمي
الأحد، 20-08-2023 07:11 ص
لو لم تكن اسرائيل لكانوا أوجدوا """" غيرها """" فهي نتيجة مقررات 1907 ما جرى من تقسيم العالم العربي """ سايكس بيكو """" ومن ثم تقسيم العالم ب """" الأمم المتحدة """" وتمت السيطرة على العالم أجمع من قبل """"" المستعمرون """" الفدامى ولكن """" بضحك """" على اللحى تخت مسميات """" طبالة """" لاتسمن ولا تغني من جوع ووضعوا عملاؤهم على الكراسي للسيطرة على الشعوب """" منها وفيها """" وهو مانراه بأم العين ولكن حساباتهم لم تجرى كما اشتهوا وبدأ العالم يتغير لوجود """" قوى كبيرة منافسة لهم """" والأحوال الآن من سيء الى الأسوأ """" عالميا """".
وما زال لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
السبت، 19-08-2023 05:36 م
*** المقدام :- 4- والعجيب أنه بعد كل هذا فما زالت الحكومات العربية تحكم بقانون الطوارئ، وتضعه سيفاً مشهراً على رقاب شعوبها، بدعوى أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وعلى الشعب أن يخرس ويضع لسانه في فمه، وحكم القانون سيؤدي إلى ضياع أمن المواطن وأمانه، والأفضل له الخنوع تحت بيادة حكامه الراشدين، الذين لولاهم لتخطفتنا الأمم، فإننا في حرب مقدسة ضد الإرهاب القابع بين صفوف شعوبنا، وهو العدو الجديد الممتد عبر الزمن، ومواجهته تتطلب حكومات مستبدة تقهر شعوبها الرعناء، وتعسكرهم وتجيشهم حماية لهم من شططهم، فمن المعلوم لكل عالم نحرير جهبذ، بأن الحريات والديمقراطية وحكم الشعب لنفسه، هي قيم ماسونية مدمرة لنسيجنا الشعبي المؤمن بطبعه، وأنها قيم غربية مستوردة لغزو ديننا وإتلاف أبنائنا، فالديمقراطية كما أفتى بذلك فقهاء جهابذة، فيها عشر مبادئ كفرية، فهي لا تصلح لنا كمسلمين، ولا تُصلح أمورنا، فالحريات المنفلتة تسبب شيوع الفساد والتفسخ الأخلاقي في مجتمعاتنا، وما يصلح لنا كشعوب جاهلة متخلفة، هو فقط حكم الحاكم الفرد المتمكن المستبد، المستخلف والمتربع وحده على كرسي حكم البلاد، وفرض سلطة الفقيه الخاضع لحاكمه على رؤوس المواطنين، الذين لا يجوز في شرعهم الخروج عليه، فالاعتراض على الحاكم فتنة لا تجوز، وطاعته واجبة، ولو جلد ظهرك وأخذ مالك، لأنه يعلم ما لا نعلم، فهو موحى إليه، ولو لم يعلم الله فيه خيراً، لما مكنه من حكمنا، وليس عليه استشارة شعبه الغافل من السفهاء والدهماء، بل يتبع ما يراه هو وحده الصواب الذي يرشده الله إليه وحده، فهو المهدي المنتظر من شعبه، الذي يسير بنور الله، والله أعلم بحالنا ونهاية مآلنا، لو صدقنا دجله واستسلمنا له وخضعنا لترهاته.
مسيرة العرب المظفرة من إلقاء الصهاينة في البحر وصولاً إلى جنة التطبيع
السبت، 19-08-2023 05:23 م
*** المقدام :- 3- ليس الهدف من عرض تلك المواجهة العربية الصهيونية في 1948، هو التباكي على اطلال الماضي، ولكن المطلوب نقد ذواتنا، والاستفادة بالعبر، فما زالت أسرار تلك الهزيمة المخذية مطوية، وما زالت الحجج والمبررات الواهية دفاعاً عن حكوماتنا العربية الرشيدة تساق جزافاً، وما زال تعدد الآراء في تفسير أمر الهزيمة قائماً، فمن داع بأن سببها أن شعوبنا قد تهاونت في أمر ديننا فأخذانا الله، ومن مؤكد بأن فساد حكامنا واستبداد حكوماتنا وقمعها لشعوبها هو سبب مصيبتنا، ومن قائل بأننا لم نأخذ بأسباب العلوم والفنون والصناعات الحديثة، فتخلفنا وتأخرنا، في الوقت الذي تقدم فيه غيرنا، ويرجع آخرين السبب في نكبتنا، لتفرقنا وتشرزمنا وخلافاتنا وصراعاتنا الداخلية، ومن مبرر لها بأن العالم قد تكالب علينا، خوفاً منا، وحسداً لنا على ما نعيش فيه من بلهنية العيش في ظل حكوماتنا الرشيدة، ومن المؤكد أننا لم نستفد بأي من تلك المراجعات بعد، لأن سلسلة هزائم العرب المتواصلة أمام الصهاينة قد تكررت في 1956، وفي 1967 بما هو أدهى وأمر، وصولاً إلى 1973، التي اكتشف السادات بعدها، بأن أبناء عمومته الصهاينة، هم أهل سلام، ولكننا لم نفهمهم، ولم يجدوا من يحنوا عليهم، ويحمي أمنهم، ليطمئنوا ويهدأوا، فهرول إلى معسكر داوود ليوقع معهم اتفاقية مودة وسلام وخنوع، برعاية اليهودي كيسينجر، ليتمكن الصهاينة بعدها من أن يصولوا على أرض فلسطين وما حولها من أرض العرب دون اعتراض أو عتب، ويسير مبارك على خطاه في استكمال مسيرة التطبيع المظفرة، ويتبعه زعماء العرب من ياسر عرفات، وصولاً إلى عباس الذي يرى أن التنسيق الأمني مع اسرائيل مقدس، ثم يأتي السيسي بعدها، ليقر بأنه ما جاء إلا لحماية حدود اسرائيل، ثم يهرول بن زايد وبن سلمان بعدهم وراء كسب ود الصهاينة.
جهود العرب الحثيثة لمواجهة العصابات الصهيونية
السبت، 19-08-2023 04:34 م
*** المقدام :- 2- ومنذ مؤتمر الصهاينة ببازل في عام 1897، تبارى الخطباء العرب المفوهين، لاستنهاض همم شعوبهم وحكوماتهم، وسعى الكتاب لتدبيج المقالات في صحف العرب ومجلاتهم ودورياتهم، لفضح نوايا اليهود الخبيثة، وانبرى المؤرخون لاستخلاص العبر من أضابير تاريخ أمتنا العريقة، عندما اصطففنا خلف صلاح الدين الأيوبي، واستعدنا بيت المقدس ومسجدها الأقصى، من أيدي الصليبيين الغزاة القادمين من كل أرجاء أوروبا المسيحية، وتحقق النصر عليهم، ثم كيف استكملناه بإزالة آخر إماراتهم الصليبية من على أراضينا العربية، بقيادة بيبرس وقطز، كما تفرغ مفكرينا لإعداد وكتابة وطبع ونشر الكتب، الشارحة لحقيقة المؤامرة العالمية علينا، المدعومة بقوى ومكر ودهاء الماسونية العالمية الخبيثة، وتقاطر الدارسون لإعداد دراساتهم عن كيفية الاستعداد لمواجهة المؤامرة الصهيونية، واجتهد علماء المسلمين في بيان أن الجهاد من أجل فلسطين والمسجد الأقصى، فرض وواجب على كل مسلم قادر عليه كل في مجاله، وشمر قادتنا العسكريون عن ساعد الجد في وضع الخطط الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية في مواجهة العدوان القادم. والنتيجة الصادمة لتلك الاستعدادات الطويلة معروفة، ودون إعادة تذكرة بما درسناه في مدارسنا، وبما سجله التاريخ، عن الهزيمة الأليمة لحكوماتنا وجيوشنا وشعوبنا العربية، واندحار قواتنا المهين أمام عصابات شذاذ الآفاق، والخروج المؤسف لغالبية شعبنا الفلسطيني من قراهم ومدنهم هاربين للنجاة بأنفسهم، تاركين أرض الأجداد ليتشردوا في بلاد الله من حولها.