صحافة دولية

MEMO: هذه هي مصر التي لا يريد نظام السيسي أن يراها العالم

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر في ظل حكم السيسي- جيتي
تتفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر في ظل حكم السيسي- جيتي
نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا للكاتب محمود حسان، سلط فيه الضوء على الأوضاع المعيشية للمصريين في ظل حكم رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى تنامي ظاهرة التسول في البلاد.

وأوضح التقرير، أن الشعب المصري توقعوا قبل عشر سنوات بعد الانقلاب العسكري، بأن بلادهم ستكون "الأفضل في العالم"، مشيرا إلى أن ظاهرة التسول أصبحت مألوفة في شوارع البلاد بفضل الأزمة الاقتصادية الحادة التي ابتليت بها أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان والتي جعلت عملتها تنخفض إلى مستويات منخفضة قياسية.

وأشار إلى أن المتسولين بينهم أطفال يتجمعون بالقرب من البنوك ومكاتب البريد والمساجد للحصول على جنيهات قليلة وبعض التعاطف؛ حيث يمكنهم الحصول على مئات الجنيهات بحلول نهاية اليوم؛ وربما أكثر إذا أرسلوا أيضًا أبناءهم وبناتهم للتسول. 

وأوضح أنه في مصر اليوم، قد تجد طفلا أو شابا ينام على درجات السلم خارج منزلك أو خلف سيارة أو داخل مرآب للسيارات. وقد تجد فتاة مفقودة أو كانت ضحية اعتداء جنسي؛ قد ترى رجلا عجوزًا يرقد بالقرب من باب المسجد، أو سيدة مستلقية على درج يمر به مئات الأشخاص كل ساعة من اليوم.

ونوه إلى أنه لا توجد بيانات رسمية عن عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم في مصر، لكن المنظمة غير الحكومية التابعة للمركز المصري لحقوق الإسكان تشير إلى أنه يبلغ حوالي ثلاثة ملايين شخص، وهو الرقم الذي سوف يرتفع عندما يشمل أطفال الشوارع والمفقودين والمدمنين وغيرهم ممن خدعتهم مزاعم الرئيس بأن الشعب المصري "هو نور أعيننا".

اظهار أخبار متعلقة


وتاليا التقرير كاملا:
تحت ملصق دعائي يحمل صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشعار "المواطنون أولاً"؛ يرقد متشرد على الأرض، وهذا في المنيل، وهي منطقة في القاهرة القديمة، وهي مفارقة تكشف جانبًا مختلفًا من الحياة المصرية. كان شعب مصر، بعد كل شيء، قد وُعِدَ قبل 10 سنوات بعد الانقلاب العسكري في منتصف عام 2013 بأن بلادهم ستكون "الأفضل في العالم".

في منتصف الليل، بالقرب من سينما فاتن حمامة السابقة، يهرع عدد من المشردين للنوم على مقعد اعتبروه "فندقًا فقيرًا" بالقرب من كورنيش النيل، وذلك بعد يوم مرهق من التجول في شوارع القاهرة تحت شمس الصيف الحارقة. إنه جزء من روتينهم اليومي: البحث عن لقمة من الطعام لإشباع جوعهم؛ وشرب ماء ليروي عطشهم، ومكان مظلم للنوم وإيواء أجسادهم المنهكة وقلوبهم المريضة. يمكن أن يكونوا موجودين هناك لعدد من الأسباب: الإهمال الحكومي، والإساءة الأسرية والقسوة، والمرض، والأزمة النفسية أو الصعوبات المالية.

المشهد مألوف في شوارع القاهرة بأحيائها الأنيقة والشعبية؛ حيث يمكن العثور عليها في جميع أنحاء محافظات مصر وميادينها المعروفة بفضل الأزمة الاقتصادية الحادة التي ابتليت بها أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان والتي جعلت عملتها تنخفض إلى مستويات منخفضة قياسية. ويكشف الارتفاع الفظيع في الأسعار وزيادة الفقر جانبًا واحدًا من الصورة فيما يمثل الجانب الآخر إنفاقًا باهظًا على العاصمة الجديدة والقصور الرئاسية التي وافق عليها السيسي، والذي قال ردًا على اتهامات بالفساد في أيلول/سبتمبر 2019: "هل هي لي؟ أنا أبني دولة جديدة. هل تعتقد أنك عندما تتكلم بالباطل سأخاف؟ لا، سأستمر في البناء والبناء، ولكن ليس من أجلي".

تحت الجسور والأنفاق والمباني المهجورة وعلى الأرصفة وفي وسط الحدائق العامة وبالقرب من المساجد والأضرحة وعلى السلالم؛ يلجأ المصريون إلى "الجمهورية الجديدة" التي وعدهم بها السيسي في 3 تموز/يوليو 2013، بعد الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، وأعقب ذلك في 14 آب/أغسطس القضاء على معارضي السيسي في مجزرتي رابعة العدوية وميدان النهضة.

إن الملابس الرثّة والمظهر الأشعث تخفي الكثير من قصص الألم والقمع؛ حيث تظهر على بعض المشردين أعراض المرض النفسي. ومع ذلك؛ لا توجد إجراءات جادة يتم تنفيذها من قبل مؤسسات الدولة لتوفير الرعاية الصحية للمشردين في مصر الذين يحتاجون إلى رعاية طبية ونفسية عاجلة.
يُظهر الآخرون جميع علامات تعاطي المخدرات، وتتحول حالتهم من سيء إلى أسوأ بعد رفضهم من قبل أسرهم والتجول في الشوارع أثناء البحث عن حبة دواء أو أي شيء آخر لإبعاد تفكيرهم عن حالتهم بنشوة قصيرة العمر، ومعظمهم من الشباب الذين يتجهون للسرقة من أجل الحصول على الجرعة التالية. 

اظهار أخبار متعلقة


يتجمع المتسولون بالقرب من البنوك ومكاتب البريد والمساجد للحصول على جنيهات قليلة وبعض التعاطف؛ حيث يمكنهم الحصول على مئات الجنيهات بحلول نهاية اليوم؛ وربما أكثر إذا أرسلوا أيضًا أبناءهم وبناتهم للتسول. 

سيتسرب الأطفال في الشوارع من المدرسة، أو يهربون من والديهم أو يدفعون ثمن طلاق والديهم ويتعرضون لمضايقات زوج الأم الجديد أو زوجة الأب الجديدة؛ حيث إنهم لا يفقدون أسرهم فحسب، بل يفقدون سلامتهم أيضًا وينضمون إلى العدد المتزايد من "أطفال الشوارع".

عاش جمال.أ في حي العمرانية وسط أسرة مستقرة وبعض الرفاهية، لكن الحياة انقلبت رأسًا على عقب عندما توفيت والدته فجأة، وبعد بضعة أشهر تزوج والده مرة أخرى، حيث كانت زوجة أبيه امرأة مسيطرة وطلبت السيطرة الكاملة على المنزل، وطردت الشاب من المنزل لأنه كان "مصدر إزعاج" في عينيها، فأُجبر على التجول في الشوارع نهارًا والنوم على جانب الطريق. وفي بعض الأيام كان لديه طعام، والبعض الآخر لم يكن لديه وكان يجوع، فكان ينقب في صناديق القمامة ليأكل منها. وفي بعض الأحيان كان يتعاطى المخدرات من أجل "الهروب" من واقعه، ثم تدهورت صحته العقلية والجسدية ومات، كان عمره 16 عامًا فقط.

في مصر اليوم، قد تجد طفلًا أو شابًا ينام على درجات السلم خارج منزلك أو خلف سيارة أو داخل مرآب للسيارات. وقد تجد فتاة مفقودة أو كانت ضحية اعتداء جنسي؛ قد ترى رجلاً عجوزًا يرقد بالقرب من باب المسجد، أو سيدة مستلقية على درج يمر به مئات الأشخاص كل ساعة من اليوم.

عدد المشردين ارتفع مؤخرا

لا توجد بيانات رسمية عن عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم في مصر، لكن المنظمة غير الحكومية التابعة للمركز المصري لحقوق الإسكان تشير إلى أنه يبلغ حوالي ثلاثة ملايين شخص، وهو الرقم الذي سوف يرتفع عندما يشمل أطفال الشوارع والمفقودين والمدمنين وغيرهم ممن خدعتهم مزاعم الرئيس بأن الشعب المصري "هو نور أعيننا".

نمط حياة من لا مأوى لهم هو نفسه من منطقة إلى أخرى، فالمشردون يرتدون ملابس بالية، وأجسادهم مغطاة بالأوساخ، وكأنهم لم يغتسلوا منذ سنوات، وهم يتبولون في الطرق العامة ويتغوطون تحت الجسور أو في المراحيض العامة إذا كانت متوفرة، وقد يحملون حقيبة تحتوي على متعلقاتهم ووثائقهم الضئيلة.

قد يساعدهم المارة، فربما يحصلون على وجبات ومشروبات منهم، ويبقى البعض على مقربة من المطاعم والمخابز على أمل الحصول على شطيرة أو خبز لتخفيف آلام الجوع؛ وقد تحتوي الصناديق الموجودة خلف المطاعم على وجبات لهم.

أكد لي أحد حراس الأمن قرب ميدان التحرير وسط القاهرة، أن عدد المشردين ارتفع في السنوات الأخيرة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، مشيرًا إلى امرأة مسنة طردها ابنها تنام بالقرب من العقار الذي يحرسه، والتي يحاول حمايتها من البرد في الشتاء.

الشرطة لا تضايقهم، والمسؤولون لا يهتمون بهم؛ إنهم العاطلون عن العمل والمرضى والمنبوذون والمتسولون، والذين سيموت الكثيرون دون أن يعرف أقاربهم متى ماتوا وأين ماتوا. فقط عدد قليل منهم قادر على الحصول على شريان للحياة من وزارة التضامن الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية.

وأوضح الدكتور عمار علي حسن، عالم الاجتماع: "منذ سنوات، كانت المساجد مفتوحة، وكانت توفر المأوى لهؤلاء الناس، ولكن مع تصاعد الإرهاب في التسعينيات، قررت الحكومة إغلاق المساجد بعد صلاة العشاء، وبالتالي حرمانهم من ذلك المكان الآمن". 

أفاد برنامج الأطفال والبالغين المشردين التابع لوزارة التضامن الاجتماعي أنه تعامل مع 17،427 حالة بين عامي 2017 و2021، وقدم خدمات خاصة لـ"البالغين المشردين"، بما في ذلك بعض الإسعافات الأولية. وبحسب البرنامج؛ تم توفير ما يقرب من 1500 بطانية و8778 وجبة منذ بداية عام 2019 وحتى نهاية عام 2021، ولكن كل هذا مجرد قطرة في محيط.

اظهار أخبار متعلقة


النوم في الشوارع أسلوب حياة

وحذر عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير جريدة الشروق في شباط/فبراير 2022 من أن النوم في الشوارع أصبح أسلوب حياة في العديد من الطرق الرئيسية بالقرب من المعالم الرئيسية التي تمثل الوجه الدولي للقاهرة، متسائلًا: "ألا توجد جهة رسمية مهمتها منع هؤلاء من النوم في الشوارع بهذه الطريقة المهينة والمسيئة لبلدنا وشعبنا؟".

سيد علي، 55 عامًا، ليس لديه معاش حكومي يسمح له بالتوقف عن العيش في الشارع؛ حيث اضطر لمغادرة منزله بعد انفصاله عن زوجته وفقده لوظيفته وعجز أطفاله عن إعالته؛ حيث قال لي: "أنام في الشارع ولست أشعر بالمرارة؛ أحيانًا أجد طعامًا في القمامة، لذلك أخرجه لأشبع جوعي، وأحيانًا يكون هناك أشخاص يساعدونني، ويعينني الله".

لا يعد الخط الساخن الحكومي الذي يتم الوصول إليه عن طريق الاتصال بالرقم 16439 مفيدًا كثيرًا؛ حيث توجد رسالة مسجلة تقول: "عزيزي العميل أشكرك على اتصالك بوزارة التضامن الاجتماعي. نعلمكم أن ساعات العمل الرسمية من الساعة الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً".

لا توجد على المستوى الوطني سوى 25 دار رعاية اجتماعية للمسنين المشردين والأمهات اللائي لديهن أطفال، أخبرني محمد يوسف، رئيس فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة لا تساعد المتسولين وذوي الاضطرابات النفسية والعقلية.

وأشار محمد كمال، الباحث السياسي، إلى أنه عادة في حالة عدم قدرة النظام أو عدم رغبته في استيعاب المشردين، يتولى المجتمع المدني الدور، لكن النظام الحالي في مصر جفف مصادر هذا التعاون المجتمعي. وإذا أضفت إلى ذلك تآكل الطبقة الوسطى، واستمرار الوضع السياسي والاقتصادي الرهيب على مدى السنوات العشر الماضية، وتفكك العلاقات الاجتماعية، وانحسار الروابط الأسرية، وكثرة الأسر التي تتساءل عن أفرادها، هؤلاء الناس ليس لديهم خيار سوى الشارع".

هذا هو الوضع اليوم في "الجمهورية الجديدة" لعبد الفتاح السيسي؛ إنها مصر التي لا يريد النظام أن يراها العالم.
التعليقات (1)
سعدو
الأربعاء، 16-08-2023 10:49 م
يبقى حال هولاء المشردين افضل بالف مره من حال المعتقلين في سجون القزم العميل السيسي والذي اغلبهم من العلماء والاطباء واصحاب الاختصاصات والشهادات العاليه ولكن ما عسانا ان نقول هذا قدرهم وهذا ما سعى اليه ال سعود وفراخ زايد وبعض الارجاس الانجاس من الحكام ألعرب وجاؤوا بالسيسي لحكم (ام الدنيا) وكله من اجل حماية ورفاهية حلفاءهم في تل ابيب وحقداً وكرهاً لكل حر وشريف وصاحب دين وعروبه