مزاج العالم في خطر

أثبتت الدراسات أنّ البنّ يواجه في الآونة الأخيرة خطرا كبيرا، نتيجة تراجعِ إنتاجه عالميا وارتفاعِ أسعاره بسبب التغيرات المناخية والتضخم.


"فنجان القهوة مهدد بالانقراض"، هذا ما تناولته دراسات حديثة، تثبت أن البن يواجه خطرا كبيرا في الآونة الأخيرة.

هل تتخيلُ أنَّ تبدأَ يومكَ دونَ أن تحتسي كأسَ القهوةِ الخاصِّ بك؟ من المؤكدِ أنَّ مزاجكَ لن يكونَ بأفضلِ حال، فما بالكَ إذا انقطعت القهوةُ تماما من السوقِ، أو ارتفعَ سعرها لحدٍّ غيرِ محتمل.


تبدو هذهِ الاحتمالاتُ كالكابوس بالنسبةِ لعشاقِ هذا الإكسير الأسود، لكن يؤسفني أن أخبركَ أن هذا الكابوسَ قد يصبحُ حقيقةً في المستقبل.

 

اقرأ أيضا: محتسو القهوة.. أقل عرضة للوفاة


أثبتت الدراساتُ أنَّ البنَّ يواجهُ في الآونةِ الأخيرةِ خطراً كبيرا، نتيجةَ تراجعِ إنتاجهِ عالمياً وارتفاعِ أسعارهِ بسببِ التغيراتِ المناخيةِ والتضخمِ العالمي.

 

قد تختلفُ عاداتُ الشعوبِ في طريقةِ إعدادها أو احتسائها، لكن يتفقُ من يحبونَ القهوةَ أنَّ لها تأثيرًا جيدًا في تحسينِ "المزاج"، وضرورتها في الحياةِ اليوميةِ، نظرا لارتباطها بعاداتِ المجتمع، ما سيجعلُ خطرَ فقدانها أمرا صعبا على عُشّاقها.

 

وهذا بالفعلِ ما حذرت منهُ منصةُ "غلوبال سيتيزن" في دراسةٍ حديثةٍ أجرتها، أكدت أنَّ 40% من إجمالي المحاصيل الصالحةِ للأكل، عالميا، مهددةٌ بالانقراضِ، نتيجةَ التغيُّراتِ المناخيةِ، ومن هذه المحاصيلُ البن، بسببِ حاجتهِ لبيئةٍ مثاليةٍ للغالية.


وتعرضت كمياتٌ كبيرةٌ من مزارعِ البن للصقيعِ في البرازيل أحد أكبرِ منتجي القهوةِ في العالم، حيثُ تنتجُ أكثرَ من 10 ملايينِ طنٍّ سنويا، ويستهلكُ العالمُ أكثرَ من ملياري فنجانِ قهوةٍ في العالم.


وتتمتعُ المناطقُ الواقعةُ بين مداري السرطانِ والجدي، بأنسبِ الظروفِ لزراعةِ نباتاتِ البن، إلا أنَّ عواقبَ أزمةِ المناخ، المتمثلةِ في ارتفاعِ مستوى سطحِ البحرِ وذوبانِ القطبين، إلى جانبِ تسجيلِ معدلاتِ حرارةٍ قياسيةٍ عاما بعد عام، قد تُعرضُ أفضلَ الأنواعِ المعروفةِ عالميا للبنِّ إلى خطرِ الانقراض، وهو بنُّ أرابيكا ذو الأصلِ العربي، بسببِ حساسيتهِ للتغيراتِ في درجةِ الحرارة.

 

ويتوقعُ أن ينخفضَ إنتاجُ البرازيلِ منهُ بنحوِ 30% بسببِ الظروفِ المناخيةِ.

وعلى غرارِ التغيراتِ المناخية، ساهمَ التضخمُ العالميُّ الناتجُ عن الغزوِ الروسيِّ لأوكرانيا والعقوباتِ الغربيةِ على روسيا، في ارتفاعِ أسعارِ القهوةِ ونقصِ الأسمدةِ بسببِ تراجعِ الإمداداتِ.


وتعدُّ روسيا وبيلاروسيا من كبارِ منتجي الأسمدةِ في العالم.

 

التعليقات (0)