سياسة دولية

مظاهرات في مدن روسية ضد الحرب وتقييد لمواقع التواصل

خرج متظاهرون في المدن الروسية يحملون لافتات "لا للحرب"- جيتي
خرج متظاهرون في المدن الروسية يحملون لافتات "لا للحرب"- جيتي

تظاهر مئات المحتجين في 20 مدينة روسية، الخميس، ضد حرب بلادهم مع أوكرانيا، مطالبين بإرساء السلام بين البلدين، في حين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن معها، تقييدا للوصول إليها، وسط شكوك بأن السلطات وراء ذلك.

وشهدت مدن روسية عدة بينها العاصمة موسكو، ومدينة سانت بطرسبورغ، مظاهرات مناهضة للحرب، شارك فيها مئات المتظاهرين.

وردد المتظاهرون هتافات ضد الحرب، من قبيل "لا للحرب"، في ساحة مانيجنيا وسط موسكو التي تتبع لتدابير أمنية شديدة من قبل الشرطة.

وطالبوا الحكومة الروسية بإنهاء الحرب، وإرساء السلام مع أوكرانيا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا: مذيعة بقناة روسية تودع المشاهدين بعد حجبها بأوروبا (فيديو)

وفي مدينة سانت بطرسبورغ، تدخلت عناصر الشرطة ضد المحتجين في شارع نيفسكي.

فيما ذكرت وسائل إعلام محلية، أن 20 مدينة روسية بجانب موسكو وسان بطرسبرغ شهدت مظاهرات مماثلة، أوقفت الشرطة فيها نحو 350 متظاهرا.

ووفق تقارير إعلامية، وصل عدد الموقوفين المناهضين للحرب إلى 8 آلاف و100 منذ اندلاعها الأسبوع الماضي.

 

رسالة أكاديميين

 

في حين بعث نحو سبعة آلاف باحث وأكاديمي روسي رسالة مفتوحة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، الخميس، للاحتجاج "بشدة" على الحرب في أوكرانيا.


وكتبوا في رسالة نشرها موقع "تي آر في-ساينس.ار يو" (trv-science.ru) "نحن العلماء والصحافيين العلميين العاملين في روسيا، نحتج بشدة على الغزو العسكري لأوكرانيا الذي أطلقه الجيش الروسي" قبل أسبوع.

 

وأضافت الرسالة أن "القيم الإنسانية هي الأساس الذي يقوم عليه العلم. السنوات العديدة التي قضيناها في تعزيز سمعة روسيا كمركز رائد للرياضيات أفسدها العدوان العسكري غير المسبوق الذي تشنه بلادنا".


وأشاروا إلى أن المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات، وهو "أرقى مؤتمر للرياضيات في العالم"، والذي كان من المقرر عقده في روسيا في يوليو، قد تم إلغاؤه.


واعتبر الموقّعون أن الهدف المتمثل في أن تصبح روسيا أمة علمية عظيمة "لا يمكن تحقيقه عندما تكون حياة أقرب زملائنا -العلماء في أوكرانيا- في خطر بسبب الجيش الروسي".


وختموا بالقول: "نحن مقتنعون بأنه لا توجد مصلحة جيوسياسية يمكن أن تبرر الوفيات وإراقة الدماء. الحرب لن تؤدي إلا إلى الخسارة الكاملة لبلدنا الذي نعمل من أجله".

مشاكل بالوصول لمواقع تواصل

 

وواجه متصفّحو الإنترنت في روسيا، فجر الجمعة، مشاكل في الولوج إلى فيسبوك ومواقع العديد من الوسائل الإعلامية المستقلّة، في وقت شدّدت فيه السلطات الروسية قبضتها على الأصوات المنتقدة للكرملين في خضمّ الحرب الدائرة في أوكرانيا. 


وأفادت خدمة "غلوبل تشيك" للمراقبة بتعذّر جزئي في الدخول إلى "فيسبوك" ومواقع "ميدوزا" و"دويتشه فيليه" و"إر إف إل-إر إل" وخدمة "بي بي سي" باللغة الروسية.


وعلى حسابها في تطبيق "تلغرام"، قالت "ميدوزا" إنّ موقعها لم يعد متاحاً "لبعض مستخدميها" في روسيا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّها لم تتلقّ من السلطات إشعاراً بشأن أي حجب يطالها.

 

اقرأ أيضا: روسيا تحاصر "ماريوبل" بعد السيطرة على خيرسون (تغطية)

وتموّل "دويتشه فيليه" من برلين و"إر إف إف-إر إل" من واشنطن وخدمة "بي بي سي" باللغة الروسية من لندن.

 

وينشر صحافيو هذه الوسائل الإعلامية في روسيا بانتظام تحقيقات تنتقد الكرملين بشدّة.


وفي شباط/ فبراير الماضي، حظرت دويتشه فيليه في روسيا، وأجبر مراسلوها على التوقّف عن العمل. 


ومنعت الحكومة الروسية وسائل الإعلام من استخدام أيّ معلومات غير تلك التي توفّرها لهم وتصوّر غزوها لأوكرانيا على أنّه مجرد "عملية عسكرية خاصة". 


وتستعدّ الحكومة الروسية لتشديد قبضتها على الإعلام في البلاد. وينظر مجلس النواب (الدوما) الجمعة في مشروع قانون ينصّ على عقوبة تصل إلى السجن لمدة 15 سنة في حال نشر أي "أخبار كاذبة" تتعلق بالجيش الروسي.


وتعد منظمات غير حكومية روسيا من الدول التي تفرض أكبر قيود على حرية الصحافة. 


وتحتلّ روسيا المرتبة 150 من أصل 180 في أحدث مؤشر لحرية الصحافة أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود".

 

يشار إلى أن حربا على مستوى إعلامي، تدور بالتوازي مع الحرب الأوكرانية، إذ قامت دول الاتحاد الأوروبي بحظر قنوات روسية، في مقابل قيود روسية على مواقع تواصل ومناقشة قانون يشدد الخناق على حرية الإعلام.

 
التعليقات (0)