صحافة إسرائيلية

خلافات إسرائيلية حول إحياء اتفاق النووي الإيراني

ما زالت حكومة الاحتلال تحاول عرقلة المفاوضات الجارية لإحياء اتفاق النووي الإيراني- جيتي
ما زالت حكومة الاحتلال تحاول عرقلة المفاوضات الجارية لإحياء اتفاق النووي الإيراني- جيتي

مع بدء العد التنازلي لتوقيع اتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران، صدرت جملة من المواقف الإسرائيلية المتباينة إزاء هذا التطور، بين من يرى أنه لا يمكن لإسرائيل التعايش مع اتفاق النووي الإيراني، وبين فريق آخر يرى أن التوصل لاتفاق نووي، بغض النظر عن سوئه، سيكون أفضل لتل أبيب من هذه الحالة، التي لا تود أي رقابة فيها على إيران.

رئيس الموساد السابق يوسي كوهين كشف خلال مداخلة له في مؤتمر اقتصادي نظمته صحيفة "ماكور ريشون" أنه "لا يمكننا أن نكون في وضع يكون فيه لإيران القدرة على أن تصبح نووية، لأنه من الناحية العملية فإن مواقع التخصيب لم يتم إغلاقها، ووفقا للمعلومات الاستخباراتية فإن إيران تعمل باستمرار على تطوير قدراتها للوصول إلى النقطة التي تحدثت عنها، وهي دولة عتبة نووية، من خلال بناء فريق من العلماء بإشراف محسن فخري زاده".

وأضاف أن "مساعي إيران الحقيقية تتطلع للسلاح النووي لاستخدامات عسكرية رغم إنكارها، ما يجعل توقيع الاتفاق النووي الجديد خطأ استراتيجيا، وبالتالي فلابد من العودة إلى المحصلة النهائية إن أمكن، أو نقطة البداية، هذه مسألة مهمة، وإلا فإنها ستواصل تحقيق طموحاتها الاستراتيجية للوصول لذلك الهدف النهائي لحيازة قنبلة نووية، هذا الشيء لا يمكن قبوله في إسرائيل".


في الوقت ذاته، فقد أكد مصدر أمني إسرائيلي، رفض كشف هويته، في حوار مع صحيفة "معاريف" أن "توقيع الاتفاق النووي، ولو كان ناقصا من وجهة النظر الإسرائيلية، سيكون أفضل من واقع بدون اتفاق، لأنه يجب أن ننظر للجوانب الإيجابية فيه، فهو سيتيح لنا تحضير استعدادات عسكرية أفضل مع إيران، وفي الأشهر الأخيرة عكست الولايات المتحدة رغبة إسرائيل بالعودة إلى اتفاق مماثل لما انسحبت منه في عهد الرئيس دونالد ترامب، لأن الانسحاب منه كان خطأ استراتيجياً".

وأضاف أن "تل أبيب تدرك جيدا أن توقيع الاتفاقية سيعني رفع العقوبات عن إيران، واحتمال أن تستثمر المزيد من الموارد في تسليح حزب الله وحماس وغيرها من التنظيمات المسلحة في صراعها ضد اسرائيل، ولكن في كلتا الحالتين، فإن أي سلوك إسرائيلي للعمل ضد التوجهات الأمريكية بشأن النووي الإيراني، أو محاولة إحداث ضغط سياسي داخلي في الساحة الأمريكية، سيكون خطأ جسيماً جدا، ويجب تجنبه، لا سيما في حالة انخراط الأمريكيين الآن في أزمة مع الروس".

الجنرال يعكوب عميدرور، رئيس قسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية السابق- أمان، أعلن خلال حوار مع صحيفة "معاريف" أننا "أمام اتفاق سيئ، تل أبيب أعلنت مواقفها منه، وأنها ستعمل ضد الإيرانيين، وكأنه لا يوجد اتفاق، وهذا ما يجب أن يكون، هذه هي السياسة الصحيحة، لأن الاتفاق يعني حصول إيران على مزيد من الأموال لمساعدة حزب الله وحماس والجهاد والحوثيين".

وأضاف أن "المصلحة الإسرائيلية بعيدة المدى يجب أن ترى في الاتفاق خطوة سيئة للغاية، لأن العالم لن يحتشد لمحاولة إيقاف إيران وتهديدها والعمل ضدها. العالم لا يفعل شيئًا أكثر من توقيع الاتفاق، ما يعني أنه يقوي إيران، التي ستكون أقوى من الناحية المالية، وسيكون لديها المزيد من القوة لمساعدة حلفائها في المنطقة، رغم أن الهدوء سيبقى لمدة سنتين أو ثلاث سنوات حتى يصبح الاتفاق نهائيا، والخلاصة أنه ليس من الصواب التوقيع على الاتفاق، وهي ليست جزءا منه، وستستمر بالعمل ضد إيران، وكأنه لا يوجد اتفاق، لأنها بحاجة للاستمرار في فعل ذلك".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل