صحافة دولية

الغارديان: مهمة بايدن الأساسية تصحيح أخطاء ترامب

"سيكون بايدن رئيسا لديه الصبر لكي يقرأ تقريرا ولديه المعرفة لفهمه، ويعرف أن أمريكا لا يمكنها الازدهار بدون العالم"- جيتي
"سيكون بايدن رئيسا لديه الصبر لكي يقرأ تقريرا ولديه المعرفة لفهمه، ويعرف أن أمريكا لا يمكنها الازدهار بدون العالم"- جيتي

اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها أن مهمة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الأساسية، تتمثل في ترميم ما أفسده، بحسبها، دونالد ترامب.

 

واستهلت الصحيفة افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، بالإشارة إلى تصريحات لـ"فيونا هيل"، الخبيرة السابقة في إدارة ترامب بشؤون روسيا، قالت فيها إن الأخير "عرض من أعراض التوعك والانحطاط والتحلل".

 

وتابعت الغارديان بأنه في الوقت الذي انتهزت فيه بعض الدول فرصة رئاسته، عبرت أخرى عن رعبها. ولهذا السبب راقب العالم الانتخابات الرئاسية كما لم يحدث من قبل، وشعر الناس بالراحة لفوز بايدن.

 

وسيعتمد الرئيس المقبل على القرارات التنفيذية في تحديد الكثير من السياسات الخارجية بدون العودة إلى مجلس الشيوخ كما هو الحال في السياسات الداخلية.

 

وعلى أدنى مستوى، فسيكون بايدن رئيسا لديه الصبر لكي يقرأ تقريرا ولديه المعرفة لفهمه، ويعرف أن أمريكا لا يمكنها الازدهار بدون العالم. وسيكون رئيسا لا يكيل المديح للديكتاتوريين ويهين الحلفاء الديمقراطيين، ويستمع لمدراء الوكالات الاستخباراتية حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيكلف مهمة السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط لمسؤولين مجربين وليس لصهره، كما فعل ترامب بتعيين جاريد كوشنر.


وتضيف الصحيفة أن بايدن تعهد بإلغاء الكثير من القرارات التي اتخذها ترامب والعودة لاتفاقية باريس المناخية ومنظمة الصحة العالمية. ويخطط لتمديد معاهدة "نيو ستارت" مع روسيا التي ستنتهي قريبا، وهي المعاهدة الوحيدة للتحكم بالسلاح النووي الموجودة. 

 

وستكون مواجهة وباء فيروس كورونا أولويته الكبرى، مع تعاون دولي لحلها، وسيوقع على مبادرة "كوفاكس" الدولية التي تؤكد على أهمية حصول الدول الفقيرة على لقاح كوفيد-19، وهو ما قامت به 180 دولة بالفعل، بما فيها الصين.

 

وتقول الصحيفة إن الانتظار حتى دخول البيت الأبيض يحمل الكثير من المخاطر، خاصة أن بعض الدول قد تحاول الاستفادة من انشغال الولايات المتحدة بالعملية الانتقالية.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: فوضى انتخابات أمريكا تخدم أعداء الديمقراطية عالميا

 

ولا يحصل الرئيس المنتخب على التقارير الأمنية كما هو متعارف عليه، مما يجعله غير مطلع على المخاطر التي تحيط بأمريكا حاليا. وهناك قلق بشأن تعيينات ترامب لخليفة وزير الدفاع مارك إسبر وغيره من الموالين له وأن تعيينهم ليس مجرد خلاف في الرأي بل تعبيد للطريق أمام قرارات مهمة.

 

ومنذ الانتخابات زار كبار مسؤولي الإدارة كلا من الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والسعودية لمناقشة ملف إيران، بشكل زاد المخاوف من تبني ترامب سياسة الأرض المحروقة، ومضاعفة الضغط على طهران بحيث ترد بشكل ينهي أي أمل بإحياء الاتفاقية النووية.

 

وكانت إدارة ترامب متشددة مع الصين أكثر من المتوقع وفرضت عقوبات على المسؤولين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة تركستان الشرقية. لكن سياسة ترامب هذه تشبه سياساته الأخرى التي اتسمت بالتقلب، مما أعطى فكرة بأن حقوق الإنسان لم تكن إلا وسيلة للحصول على "صفقة" أفضل.

 

وكان التحول ضد الصين أمريكيا ودوليا نتيجة لممارساتها في هونغ كونغ وتركستان الشرقية، ومواجهة الصين يحتاج إلى معلومات أمنية جيدة، وهو أمر صعب بسبب حالة التسييس في وزارة الخارجية والتخلص من المواهب المجربة.

 

وعليه، بحسب الغارديان، فهنالك حاجة لتقوية التحالفات الدولية والبحث عن طرق لدعم جبهة مواجهة الصين بطريقة لا تؤدي إلى ردة فعل من الأخيرة.

 

وعادة ما يقدم نقاد ترامب صورة وردية عن السياسة الخارجية قبله، ومن الواضح أن بايدن سيحاول اتباع سياسة للعودة إلى الوضع "الطبيعي"، لكن مهمته ستكون صعبة خاصة أن ترامب تعامل مع مكانة أمريكا المتغيرة في العالم وسرع من تدهورها.

 

وفي الأسبوع الماضي هاجم بومبيو الوحشية التي سحقت بها الصين دعاة الديمقراطية في هونغ كونغ لكنه واصل قائلا وبابتسامة ساخرة إن عملية نقل السلطة ستكون سلسة ولكن لولاية ثانية لترامب. 

 

ولو كان معظم العالم يرى في أمريكا دولة خبيثة أو فيها عيوب إلا أنها كانت دولة فاعلة وقادرة، ومن هنا فالهدم هو أسهل طريقة من البناء. ويحتاج بايدن لهدم أسوأ الملامح التي اتسمت بها سياسة أمريكا خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه لا يستطيع محوها من السجل.

التعليقات (0)